تَمْهِيدٌ

48 5 0
                                    

«سارعَ إلى إقامةِ الصلاةِ، وتأملَ عندما تصلي، فلعلَ حوائجك تقضى، وتجدَ ضالتك فيستريحُ بالك»

بسمِ اللهِ الرحمنِ الرحيمِ، ولا إلهَ إلا اللهُ وحدهُ لا شريكَ لهُ إلهًا واحدًا أحدًا فردًا صمدًا، لمْ يتخذْ صاحبةً ولا ولدًا، والصلاةُ والسلامُ على نبينا محمدْ وعلى آلهِ وسلمَ. 

كانَ أحدُ الأسئلةِ التي أهلمتني لكتابةِ هذا الكتيبِ هيَ: ‹هلْ تشعرُ وكأنكَ في المنزلِ، عندما تكونُ معَ اللهِ؟›، الكتيبُ عبارةً عنْ بضعةِ نصوصٍ استوحيتها منْ كلِ لحظةٍ أنعمَ اللهُ بها علي، أكتبُ ما أبصرهُ في قلبي حولَ خالقي، أكتبُ إلى نفسيٍ وذلكَ العبدُ فيني، وعساني لا أنسى ما خطتهُ أناملي عن تلك اللحظاتِ.

ربما كانتْ لحظاتُ شؤمِ فاستبدلتها بما جبرْ دونها منيَ، وربما كانتْ لحظاتٌ ميمونةٌ فتهلهلتُ بها عندَ ساقيها إليَ، أتحدثُ عنْ الخيوطِ البيضاءِ والسوداءِ، أما عنْ الرماديِ فهوَ لا يرادُ الحديثُ عنهُ، فهلْ رأيتَ خيرًا وشرًا وبينهما شيءٌ؟، وهلْ رأيتُ عدلاً وظلمًا وصالحهما شيءً؟.

إذا، ما منْ فائدةٍ بالحديثِ عما بينهما، والجميعُ يتحدثُ عنْ البداياتِ والنهاياتِ، ولا يستذكرونَ كيفَ ساقتْ البدايةُ ترحالها إلى الهاويةِ، ولا يستذكرونَ كيفَ شدةُ النهايةِ عزمها منْ الحافةِ، مثلما يفعلونَ باستذكارِ النعمِ الجليلةِ عنْ البسيطةِ، والبلاءُ العظيمُ عنْ الضئيلِ، همْ لا يستذكرونَ الأمورُ الصغيرةُ، إلا قليلاً منا.

كالعادةِ.. كتيبٌ يحملُ الكثيرُ، ولا يستهانُ بهِ يا عزيزٌ، فهوَ يحملني بينما أحملهُ، فكما كتبتْ فيهِ منْ نصوصٍ كانتْ مني، سأعودُ إليها ذاتُ يومٍ لتكونِ قصتي، ولربما ستكونُ على طرفِ لساني تستعدُ للحديثِ بها.

وفي الختامِ، ما أنا سوى إنسانٍ ضعيفٍ لا حول ولا قوةً فيهِ، يخطأ وينسى ثمَ يخطئُ ليتغافل، فأسألُ اللهَ أنْ يهدينيَ وأنْ يغفرَ لي ما صنعتهُ فإنهُ الغفورْ الرحيمِ.

مثوى النفوسWhere stories live. Discover now