قصة قصيرة بعنوان " حرب داخلية "

104 11 2
                                    

كل شيء يمر من أمامي بسرعة، الأشجار والمباني والأشخاص، أرى كل شيء يمر بسرعة عبر النافذة، أفاقني من شرودي صوت السائق يخبرني بأني وصلت إلى وجهتي، وجهتي هي منزل والدي، لقد تركت المنزل من أجل العمل في إحدى الدول الأجنبية واليوم هو موعد إجازتي...

هبطت من السيارة أمام المبنى الذي يقطن به عائلتي، أشعر بأن خافقي سيتوقف عن العمل من شدة خوفي، لم آتي إلى هنا منذ خمسة سنوات والآن أشعر بالغربة الشديدة وكأني لا أنتمي إلى هذا المكان.. قطع تأملي للمبنى بسبب الحارس الذي تقدم مني بسرعة ليقوم بسحب حقيبة السفر الخاصة بي وهو يقول:

ــ الحمد لله على السلامة يا انسة جميلة، العمارة نورت برجوعك...

ابتسمت بود للحارس أمامي وشرعت أمشي بجانبه للداخل بينما أقول:

ــ الله يسلمك يا عم رجب، أنت إيه أخبارك؟.
ــ الحمد لله يا ست هانم، دي العيلة كلها عندكم النهاردة علشان رجوعك...

عندما انتهى عم رجب من جملته هززت رأسي بمعرفة، كنت أتوقع مجيئهم لكني كنت أتمنى عدم حدوث ذلك..

ترك عم رجب حقيبتي أمام باب الشقة ثم هبط لأسفل ليتركني لمصيري القادم، بالفعل كانت أصواتهم ضحكاتهم تصدر من المنزل بصخب، قمت بالضغط على جرس الباب لتتوقف أصوات الضحكات ويتبعها صدوع صوت خطوات تقترب من الباب.. مرت دقيقة واحدة وها هو الباب يفتح أمامي ويظهر منه وجه أمي الباسم..

اقتربت مني تقوم بمعانقتي بشدة وتقبل كل إنش من وجهي بينما تقول:

ــ حبيبتي وحشتيني يا بنتي.. وحشتيني يا جميلة..

قمت بمبادلتها العناق بينما أقول:                             
ــ وأنتِ أكتر يا ماما..

ابتعدت والدتي عن الباب تسمح لي بالدخول للشقة لأرى جميع أفراد عائلتي أمامي ليقوموا باستقبالي، ظل الجميع يتبادل علي بالسلام وأنا أنتظر فقط شخصًا واحدًا لم يظهر الى الآن وعندما انتهى الجميع من الترحيب بي سقط نظري عليه، جالس على كرسيه المعتاد وهو يطالعني ببرود..

بتردد قمت بالاقتراب منه وأمسكت يده أقوم بتقبيلها ليصدع صوته قائلا:

ــ الحمد لله على السلامة يا جميلة..

ــ الله يسلم حضرتك يا بابا، صحتك بخير؟.

قلتها بعدما ابتلعت غصتي بصعوبة ليومأ برأسه أنه على ما يرام..
أخذتني والدتي للجلوس على الأريكة وكان هناك شيء غريب في المكان، ابن عمي جالس يطالعني بطريقة غريبة لم أفطن معناها وهناك بعض الهمسات بين الجالسين وفجأة صدع صوت والدي وهو يقول مخبرا إياي:

ــ قررنا نخطبك لابن عمك يا جميلة...

عقدت حاجباي بعدم فهم، ماذا قال للتو ؟، أنا لم أفهم شيئًا، وكأن أمي فهمت ما أشعر به لأنها نظرت لأبي بتوتر واقتربت مني وهي تقول:                                  
ــ هي لسه واصلة وتأكيداً تعبانة ومش فاهمة اللي بيحصل.. تعالي معايا يا جميلة وأنا هفهمك كل حاجة...

رومـ❣ـہآنـ❣ـہ ( Roman  ) Dove le storie prendono vita. Scoprilo ora