29/عُـثمان و سـامية

908 56 4
                                    

صمت دجر وهو ينظر الى كلمات الكتاب و كأنه لا يصدق

يارا :" س؟ س ايه يعم متخلص". قال دجر وهو يغلق الكتاب :"ستموت".

يارا :"ربنا يرحمها ...استنى ايه ؟؟!". نظرت الى عُثمان

"هو الكلام ده صح ؟!! انا هموت ؟!!".
دجر :"ربما لستِ المقصوده".

عُثمان :"بلا هي المقصوده".
صمت دجر بينما تحدثت يارا

يارا :"هو انتو بتفولو عليا !".
عُثمان :"عندما كان عُمري 24عاماً ..".

يارا :"استنى انت هتحكيلنا قصة ؟ طب اصبر". ذهبت ل تجلس على السرير

"كنت لا ازال شاباً وقتها الحكم كان بين يداي من بعد وفاة والدي الى ان اتت هي ..فتاه لُهجتها تُشبهك تماماً حتى انها بلهاء مثلك".

يارا :"ربنا يسامحك ها كمل يلا".

"التقيتها صُدفة بـ السوق".

"هل انتِ عمياء !!".
تحدث عندما اصطدمت به فتاه جعلت منه يسقُط على الارض

"بقى انا الي عميا منتا حضرتك الي اتخبطت فيا !! ".

عقد حاجبيه
"مالذي تتفوهين به ؟".

"بقولك ايه مش نقصاك ! اروح بيتي ازاي".

صمت لـ ثوان و لم يُجب و نظر اليها بعدم فهم

رفعت حاجبها :"شكلك اهبل و مش فاهم حاجه انا ماشية".

التفتت و بدأت بالمشي لكنه اتى من خلفها و امسكها من ياقة قميصها الخلفية و اردف "الى اين ؟".

"صبرني يارب ماشية هكون رايحه فين يعني ؟".

"اعتذري !".
"اتأسفلك بمناسبة ايه !".

"لقد اصطدمتي بي للتو !!".
"منا مش مشكلتي انك اعمى !!".

"انتِ من كُنتي تركضين نحوي !!".
عقدت ذراعيها و رفعت حاجبها
"والمطلوب؟".

"اعتذار". قال وقد جُحظ وجهه
زمجرت بـ غيظ لـ تومئ له و يلين وجهه قليلاً ترك ياقة ملابسها ليراها تقترب منه

وقفت امامه تماماً لـ تُشير له ان ينحني
لكنه عقد حاجبيه بـ ابتسامه

"لم اقصد هذه الطريقة".

احمرت وجنتيها و صفعته :"تصدق انك قليل الادب ! على فكره كان في نمله ماشية على شعرك بس سيبها ماشية تتهنى بيها !!".

اخرجت لسانها له من ثم استدارت وركضت بينما وقف هو في مكانه يكاد يحترق ،وضع يده على خصره حيث سيفه و ارتسمت ابتسامه خبيثة على وجهه

"بقولك ايه يعم الاقي محل ايس كريم فين؟". توقفت امام شخصاً يبيع الخُضار".

"انا ابيع الخضار ..فقط ..". اردف
" لا بجد؟؟ تصدق كنت مفكراك بتبيع خفافيش مسلوقة !".

عقد الرجل حاجبيه "هل تريدين ان تشتري ام ماذا !".
"لا مش عايزه".

"حسنا اذهبي !".
"مش ذاهبة !!".

"لن تذهبي حسنا ..يا حراس الهرم !!انها ساااارقة !!".

"انت عبيط ؟..."فجأه اتى ناحيتها حارسين و امسكاها
"انتو بتعملو ايه سيبوني !!".

تكلم احد الحراس :"ماذا سرقت منك".
"حاولت سرق مني تُفاحه!"

"تفاحه يبن ال .. !! تفاحه اي دي تقول عليها ؟؟".

فجأه اتى احدهم و اردف :"اتركوها".
نظر اليه الحارسين و سُرعان ما تركوها و انحنو لتسقط امامه

نظرت للأعلى "اي جاي تاخد حق القلم الي ادتهولك؟".

نظر لها بضيق وامسك بيدها "ستأتين معي".

"سيبنيي !! يمامااا !!مش هاجي معاك بقولك ايه انت متعرفنيش ! انت تعرف انا بنت مين !! تعرف انا بنت مين ؟؟ متعرفش طيب سيبني وانا هقولك ونبي ابوس ايدك عايزه اروح مش عايزه اقعد هنا اناا مش طايقة العيشة انا مش بنت حد انا ابويا على باب الله".

رمش عدة مرات بعدم فهم
"لم ..اقل انني سأكلك ...".

عقدت حاجبيها :"يعني مش هتضربني؟".

"لا اضربُ الفتيات تلك ليست رجولة".


"ايوه هنا حلو نقعد جمب البحر". جلست على الارض و هو الاخر بجانبها

"قولي بقى انت اسمك ايه ؟".

"عُثمان". قال بينما ينظر للبحر
"وانا ساميه".


"اخبرتني بـ قصتها لكنني لم اصدقها وهي اصرت على ذلك الهراء ...تعلقت بها مع الايام ..الى ان وجدنا هذا الكتاب ..و كُتب فيه انها سوف تعود الى عالمها عاجلاً ام اجلاً و اننا لسنا لبعضنا البعض". تنهد و نظر الى يارا ليجدها تُمسك ب قُماشة وتبكي وتعانق دجر

"تراني اتأثرت اه ياني ...".

"هل يُمكنك ان تترُكيني؟". قال بضيق
اعطته يارا نظرات حاقده وابتعدت عنه

"والبت دي فعلا رجعت تاني؟".

اومئ اليها عُثمان :"نعم، استيقظتُ ولم اجدها". نظر دجر الى يارا

"بتبصلي كده ليه ؟".
"احاول حُفظ ملامحك لكي لا اقع في نفس الخطأ عندما تموتي".

"اموووت؟؟ انت بتفول عليا ياض !!".
هز دجر كتفيه ونظر الى عُثمان

"جدي ..و كيف نعرف ان ما كُتب في الكتاب حقيقي ..".

كان عُثمان على وشك الكلام لكن يارا سبقته :"بص انا عندي خطه ! احنا نستنى مع الايام ولو مت فعلاً يبقى حقيقي وكده نبقى ناخد بالنا عشين ما اموتش هاا اي رأيكم".

صمت كلا من عُثمان و دجر محدقين بها و قال دجر :"هل يُمكنك وضع يدك على فمك و الصموت؟".

"لا مش حاطه و استأذن انا هقوم افطر". استقامت من على السرير و خرجت من الغُرفة و بعد ثوانٍ سمعوا صوت صُراخ

2528Where stories live. Discover now