عادت إيزابيل إلى منزل إيميلي برفقة الملك والملكة.. أخبرها ليو أنّه سيبقى قليلاً كي لايقلق كيڤن ومن ثُمّ سيلحقهم إلى القصر..
كانت تود إخبار إيميلي ولكنه قال لها أنّها ستُثير الريبة داخل الحفل الآن.. وأنّه سيُرافقها غداً لزيارتها كما سيطلب من جون أن يتكفل بأمر إخبارها بعد انتهاء الحفل كي لا تخاف وتبحث عنها .. هي الآن تأخُذ ثيابها التي جلبتها من شقتها إلى منزل إيميلي أثناء فترة إقامتها بسبب إصابتها.. أغراضها الضروريّة..
وما تستعمله بشكل يومي.. باقي الأغراض ستجلبها لاحقاً.. فهي لاتعلم مدة هذه الفترة المؤقتة.. لاتعلم ماذا سيحدُث!
كُل شيء مُبهم بالنسبة لها.. ولكنها ولجهلها بمايجري ستنصاع لكلام ليو، يجب أن تستجوبه لاحقاً..خرجت من المنزل تُغلقه تتوجَه نحو العربة الملكيّة التي تنتظرُها..
صعدت تجلس بالقرب من الملكة التي التفتت نحوها تبتسم وهي تضع يدها على قدمها تمسح عليها لتُشعرها ببعض الأمان.. فهذا شيء جديد وغريب عليها..
" جميلتي أعلم أنّكِ متوترة... ولكن لاتقلقي ولاتُفكري بأي شيء لأنّني سأكون بقُربكِ متى احتجتِني، كما سنقضي وقتاً مُمتعاً سويّاً
كنت بانتظار اليوم الذي سأستقبل به فتاة ليو داخل القصر وهاهو حلمي يتحقق "ابتسمت إيزابيل ترى الصدق في عينيها.. وتستشعر العطف في نبرتها الحنونة، هي بالفعل لطيفة ومُراعية لأكبر حد، تقبلتها وعاملتها كفرد من العائلة قبل أن تتعرف عليها جيداً..
هل لهذه الدرجة كانت يائسة من وجود فتاة في حياة ليو؟
لهذه الدرجة كانت يائسة من دخول الحب إلى قلبه يوماً ؟
لقد لاحظتها تُطالع ليو أثناء وجوده معها كأُم ترى فرحة طفلها لحصوله على هديّة، كأنّها لاتُصدق نظرة الحُب داخل عينيه.. كأنّها انتظرت وقوع ابنها لدهر.. رُبّما لهذا السبب تُعاملُها بلُطف مُبالغ به؟
هل حُب ليو لها كافٍ لتثق بها ثقةً عمياء؟
هل كما يقول الجميع دوماً أن اختياراته صائبة وخطواته مدروسة.. وأنّه واثق بنفسه أكثر من أي أحد..
بعد شرودها لاحظت العربة تتوقف عند مدخل القصر.. تأملته عندما خرجت من العربة خلف أسواره المُهيبة العالية..
ياللقدر.. إن أخبرها أحد مافي تلك الليلة التي رأت القصر فيها أول مرة بسبب حفل خطوبة إيميلي أنّها ستراه مرة أُخرى وهي تحمل حقائبها لتقطُن فيه لن تُصدق..
كانت ستضحك بسُخرية.. ولكن الآن هي تتأمل هذا القصر الذي فاق مستوى الجمال في نظرها أول مرة.. هو بالفعل كبير.. كُل طابق قصر بحد ذاته.. حدائقه الكبيرة والكثيرة ليست سوى متاهات على مد النّظر..
في هذا الوقت لايوجد سوى الحُراس يُحاوطونه، التفتت لصوت الملكة التي خاطبتها قائلة: جميلتي أخذ الحارس حقائبك لداخل القصر هيّا رافقييني لأُرشدك إلى غُرفتكابتسمت إيزابيل وهي تومئ تتبعُها.. كان القصر مُضاء بفعل ضوء القمر الذي يزيد من لمعانه.. أشجار السين الطويلة تُحيط أسواره وتُزيّن حديقته الأماميّة.. كما الطاولات والمقاعد.. هناك بعض الجلسات الجانبيّة.. تماثيل حول البُحيرة الكبيرة.. نظرت إلى مائها الكريستالي الشفاف.. بعض الأسماك المُلوّنة تسبح داخله، روائح الأزهار العَطرة من كُل اتجاه..
عند وصولهم فتح الحُراس الباب بعد انحنائهم لهم، سارت برفقة الملكة والملك نحو السلالم..
يبدو أنّ الطابق الأول للضيفوف والحفلات، لأنّه يبدو كبير الحُجرات تُزيّن سقوفه أجمل النّقوش والثُريات.. أما السلالم فلونُها ذهبي لامع يدفعُك للمسها.. تابعت السير حتى وصلا للطابق الثاني، لاحظت تجوّل بعض الخدم في الأرجاء، يبدو أنّه طابق الخدم وربّما المطبخ هنا.. تأملت المكان إنّه مُظلم فقط ضوء القمر من يُنير الطريق، أكملت المشي نحو السلالم تنظُر إلى الملكة التي منحَتها ابتسامة دافئة..
وصلت إلى الطابق الثالث الذي تُنيره الشموع على طاولات بين الممرات.. كان مُختلفاً جداً.. يقول لمن يسير به أنّه خاص بالعائلة الحاكمة فقط، الممرات تُزيّن بسجاد خمري اللون.. حواف السقف ذهبيّة تتوسطُها ثُريات كريستالية، أما الأبواب فهي بعيدة عن بعضها.. كل باب يُزيَّن بطريقة مُختلفة وكأن كُل واحد يدل على هويّة صاحبه.. المكان بقدر ماهو جميل بقدر ماهو هادئ، لاتوجد أي حركة فيه وهذا دليل على أن سُكانه نائمين..
أنت تقرأ
مملكةُ الكريستال
Randomفي مملكتي.. الوقوعُ بالحُبّ ولادة! "في قرنٍ بعيد حيثُ سيلِدُ الملك ابناً وحيداً.. عيناهُ رماديتان فريدتان والوحيدتان الباقيتان في السُلالة.. لن يجد فتاتاً مُميزة الدّماء.. سيدلُّه تاج غير ملموس على كنزهِ الثمين وليحصُل عليه يجب أن يُضحي.. ليست تضحية...