بارت 27♡°

795 120 10
                                    

استيقظت فلورا وحضرت الفطور لأخيها وجدتها..
ذهبَ أخوها لمدرسةِ السحر فقد أصرّ كيڨن على ذلك
حيثُ قالَ أنّه يجب أن يتعلم السحر والعلوم المُختلفة في المدرسة فسيحتاجُها مُستقبلاً..
جدتُها مريضة..
تُلازِمُ الفراش فهي مُقعدة لاتستطيع الحراك دونَ مُساعدة..
كالعادة تشربُ فلورا عصيرها المُفضل الذي أصبحَ كذلك بفضلِ حُبّ كيڨن له..
كانَت تُعدهُ له دائمًا وتشرب معه.. بقيت كذلك حتّى أحبت العصير والذي يُفضّلُه!
فجأة رأت عربة كيڨن مُتجهة نحو منزِلها..
أصابتها رجفة خفيفة زادت مُعدل ضربات قلبِها..
أصبح وجودُهما سويّاً يُولد الكثير من المشاعر داخِلها وخاصةً بعد اعترافهِ لها..
أصبح يتقرّب منها ويُغازِلُها ويهتمُ بها كطفلةٍ حديثة الولادة..
هي لاتكره ذلك بل إنّها المرة الأولى التي يُحبّها أحد ويحتويها بهذهِ الطريقة وبهذا اللّطف..
ولكنها خائِفة من مُستقبلِهما..
هي ضعيفة ليست مثله.. لن تستطيع مواجهة المواقف القادِمة بقوّة.. ستنهارُ يومًا..
لا تُريدُ له تعاسة بعد هذا الحُب كُلُه!
ولاتُريد تذوق طعم تُفاحة النّعيم
فالبائسون مثلها حُرمت عليهم..
"التُفاحةُ المُحرمة"
هذا هو اللّقب الذي لطالَما أطلقتهُ عليه عندما تُفكر بمدى طموحها به ثُمّ تعود لحياتِها وتتذكّر أنّها لاتستطيع التّحليق لسمائِه بجناحين ضعيفين كجناحيها

يقطعُ تفكيرُها صوت قرع الباب لتنتفضَ من مكانِها وتذهب لفتحه..

كيڨن مُبتسِمًا : صباحُ الخيرِ زهرتي الجميلة

فلورا: صباحُ الخير كيڨن

قالَ بعبوسٍ طفولي وهو يمشي باتجاه الشُرفة عندما لاحظَ كأس العصير على المنضدة :
زهرتي شَرِبَت عصيرها لوحدِها؟
ولم تنتظرني!!

فلورا : لم أكُن أعلم أنّك ستأتي صباحًا اعتقتدتُكَ ستذهبُ للقصر

كيڨن : صحيح سأذهب ولكن قرّرت الاطمئنان عليكي قبل الذهاب فسأُطيل زيارتي لليو اليوم

رفعت فلورا حاجِباً تدعي خبثًا لم تنجح في إظهارِه :
الاطمئنان علي؟!

اقتربَ كيڨن منها حتّى أصبح بينُهُما مقدار إصبع..
انحنى قليلاً لمُواجهة عينيها..
ثبت نظراته الزّرقاء اللّامعة على وجهها الصغير الذي بدأَ يتوّردُ خجلاً
رفعَ يده الكبيرة مُمرّراً إيّاها على خدِها النّاعم بِرّقة
قائِلاً بهمس : ما أجمل زهرتي عندما تتوّردُ أوراقُها بلونِ الحُمرةِ الطفيفة.. لوكُنتِ ثمرة فراولة لتناولتُك!

من الخجل أخفضت نظراتها نحو الأرض..
شعرت بنارٍ تحرُق خديها..
تلك الوخذة اللّطيفة التي تشعُر بها كُلما كان بِقُربها تزداد عُمقاً.. فهو الآن أقرب

اقتربَ منها أكثر وطبعَ قُبلةً على جبينها..
لاحظَ خجلها الذي ازداد.. هو يعشق هذا الخجل الذي يعتريها وهو بِقُربِها لذلك يقترِبُ منها كُلما أتاحَت لهُ الفُرصة..
هذهِ اللحظات لامثيل لها بالنسبةِ له..
فلورا ليست أجمل فتاة رآها ولكنها كجوهرةٍ نادرة في نظره..
تلك الفتيات الجميلات اللواتي يُلاحِقنهُ قاصداتٍ إيقاعهُ في شباكهن..
يتزيّن ويرتدين أجمل الأثواب وأغلى الجواهر..
لا تُثيرهُ أيُّ فتاة منهُن..
بل يغرق من نظرة واحدة داخِل عسل زهرتِه
هذهِ الفتاة البريئة اللطيفة التي لاتعرِفُ من الحياة شيئاً سِوا المُعاناة والألم والحُزن..
تتصرف بطبيعتِها الرّقيقة وروحها النّقية..
من دون غرور أو كبرياء..
أعجبتهُ ببساطتها..
نعم بتلك الثياب الباليّة التي كانَت ترتديها في المرة الأُولى التي شاهدها بها..
بضحكتِها العذبة التي لاتحمِلُ أي تصنُع أو أي مُبالغة
بتهرُبها وكلماتِها المُبعثرة عندما يكونُ بجانِبها..

مملكةُ الكريستال Where stories live. Discover now