بارت 22♡°

881 119 28
                                    

كُنتُ أتجوّل كالعادة في القصر الكريستالي الكبير..
يوجد فيه غرف خاصّة لتعليم السحر وغرف تدريب ومعارض لوحات وأخرى للتحف الفنيّة ومكتبة للقُراء.. إنّهُ رائِع كنتُ أزورُه بانتظامٍ كل إسبوع..
وفي زيارةٍ لي قصدت حديقتهُ الأمامية وجلستُ بجانِبِ الزهورِ أتأملُها.. وإذ بهِ شابٌ فارِعُ الطول يُمرُ من أمامي داخِلاً القصر.. يمتلِكُ عينانِ عسليتان فاتِنتانِ حقاً وشعراً بُنيّاً ناعِماً.. جسدهُ مملوء بالعضلات رُغم أنه يبدو صغير السن.. لفتَ انتباهي من المرةِ الأولى.. عندما نظرَ إلي.. حدّق قليلاً كما حدقتُ بِه.. كانَ يحمِلُ كُتباً كادَ أن يتعثر ولكنّه أكمَل طريقهُ بخجل.. منذُ تلك الزيارة التي صدفتهُ بها أصبح يأتي كل أُسبوع في اليوم الذي أزور فيه القصر.. كانَ يتعمدُ مُصادفتي حيثُما أكون
مرةً دخلت المكتبة وذهبت لانتقاءِ كتاب عن الأعشاب وإذ بِهِ يخطو نحوي ثُمّ يبحث بجانبي.. لم أكُن أعرِفُ الأقسام فالمكتبة كبيرة.. بحثتُ لوقتٍ طويل فاقترب مني وسألني بنبرةٍ لطيفة لاتزال تدوي في أُذُني:
آنستي هل أُساعِدُكِ؟ .. عن أيّ كتابٍ تبحثين فأنا أعرِفُ المكتبةَ جيداً! تلعثمتُ قليلاً إثر مُفاجئتي ولكنني نطقتُ أخيراً : عن كتابٍ للأعشاب!
استدارَ وذهب للجهةِ الخلفية ليعُود حامِلاً الكتاب..
شكرتُه وقُلت له.. لم نتعرف بعد..
أنا اسمي إيميلي فلاندر تشرفتُ بلقاءِك..
قالَ لي : الشرفُ لي آنسة إيميلي.. سأقولُ لكِ سراً ولكن من فضلك لاتُخبري أحداً به.. إنّي الأمير جون.. لا يعرِفُني أحدٌ هُنا فأنا آتي لزيارة القصر والتمتعُ بوقتي تعلمين إنّي أمير يصعُبُ تجوالي كمَا السُكان العاديين.. لديّ العديد من الالتزامات والدروس في القصر الملكي فهذا المكانُ الوحيد الذي ألجأُ إليه للاستمتاعِ بوقتي كأيّ شخص
تفاجئتُ حقاً.. لم أتصور أبداً أن يكون الأمير جون!

لايعرِفهُ الكثير فهو يُلازِم القصر ولايظهر إلا في الحالات النادرة قاصِداً وِجهات مخفيّة عن الأعيُن
وأصابتني الدهشةُ أيضاً بسبب تصريحهِ أنّهُ كأمير يشعرُ بالضيق ويحتاج للمتعة والاستراحة بعيداً عن القصر الملكي.. كُنتُ أعتقِدُ أنّهُم سعداء بل وأسعد الكريستاليون هُنا.. فُكل شي في المملكة تحتَ إدارتهم وأوامِرِهم إضافةً إلا أنّ القصر الملكي مُذهل.. جميعُنا نحلُم بزيارتهِ من كثرة تناقُل الأخبار عن جماله وأيضاً أغلب فتيات المملكة يحلُمن بِرُؤية الملك المُستقبلي ليو إنّهُ أجمل شاب في المملكة وِفقَ تصريح أغلب الفتيات اللّواتي شاهدنه.. ويُقالُ أنّ جميع أفراد العائِلة الملكيّة رائِعو الجمال فهُم المُميزون ذوي الدّمِ النّقي!!
أجبتهُ بعد صدمتي وأنا أنحني له : أهلاً بِكَ حضرةَ الأمير سرّني التّعرُفُ إليك ولاتقلق سأحفظُ السر جيداً..
ابتسم لي ابتسامةً ساحرة وقال : شُكراً لكِ آنسة إيميلي.. هل نقرأُ كتابكِ سويّاً
تفاجئتُ بطلبه ولكن لم أستطع الرّفض! إنّني مُعجبةً به حقاً وتمنيتُ قضاء بعض الوقت بِرفقته
فقلتُ لامانِع لديّ بِرفقة حضرتِك..
تعرّفنا جيداً بعدها وأصبحنا أصدقاء.. نلتقي في القصرِ كثيراً.. نتمرن سوياً ونقرأ الكُتب ونتجوّل في الحديقة..في كُلّ لقاءٍ لنا وفي كُلّ نظرةٍ أسرِقُها من بِئرِ عسله أُقاوِمُ الغرق.. كُنت كالمسحورة.. كانَ لطيفاً، ودوداً وأوّل من يسمعُني ويتحدّث إلي عن نفسه وكأنّي أعني لهُ الكثير لاطّلِع على تفاصيلِه!
في البداية حاولت وحاولت عدم الاستسلام والرُّضوح لقلبي ومنحه حُبي.. فكانَ تفكيري المُستمر حولَ أنّه أمير ويعتبِرُني صديقةً لا أكثر يُمضي بِرفقتِها الأوقات التي حُرِمَ منها ويُنفِثُ عن أوجاعِهِ وآلامه.. أميرٌ تتمناهُ آلاف الفتيات فكيفَ أُنافِسُهُن.. لستُ الأجمل ولا الأنبل فلستُ ابنة دوق أو جنرال أو لورد.. أو قريبةً من العائِلة الملكيّة حتّى.. لن يُفكِر بالأمر فبالتأكيدِ والداهُ لن يقبلا بي.. يُريدانِ فتاتاً رائِعة حتماً ليتباها بها أمام جميع الكريستاليين فقد أخبرني ذاتَ مرة أنّ والديه صارمان في تعليمه كُل شيء بحجة أنّهُ يجب أن يكون الأفضل وأنّه أمير و...
حاربتُ مشاعري بالجلد وكتمتُ حُبي بل أخرستُه..
وذاتَ يوم دعاني للذهاب إلى مطعم قريب وصغير كي نتناول الطعام فوافقتُ حينها..
بعد انتهائِنا تمشينا في الحديقة المُجاورة قليلاً
كانت تلكَ اللّحظة من أجمل لحظات حياتي!!
حينَ اعترفَ لي بِحُبّه وهو يُهديني زهرة من الحديقة بخجل.. كانَ مُتوتِراً جدآ وخائِفاً من رفضي له!
أخبرني أنّهُ وقع في حُبي من النّظرة الأولى وبدأ يُلاحِقُني قاصِداً التّعرُف إلي.. كانَ يُفكِرُ دوماً ويُريد التّصريح بِحُبه ولكنه تردّد!! ليحسِم أمره في النهاية ويعترف.. حينها اعترفتُ بمشاعري أيضاً..
لقد فرِح جدآ.. شعرتُ أنّ السعادةَ تدّفقُ من عينيه لقد قام بتعويذةٍ حينها ليكتُب في سماء الكريستال "أُحِبُكِ إيميلي" ومن وقتِها ونحنُ نلتقي.. مُؤخراً طالت المُدة ولم أره بسبب دروسه المُكثفة في القصر ولكنّه وعدني بأن سيُخبر والداهُ عني وهذا مايُقلِقُني.. أخافُ رفضهُما.. لا أُريدُ لعلاقتِنا أن تنتهي فقد أحببتُه بصدق وبشغف.. إنّهُ أوّل من اهتم بي وسمِع ثرثرتي وقدّس ما أُحِب! كانَ يصِفُني بالملاك دائماً ويُخبِرُني كم يراني جميلة وكم يُحِبُ شعري.. وصفهُ لي وتصريحاتُه الواثقة أشعرتني وكأنّني أجمل فتاة في المملكة!

مملكةُ الكريستال Where stories live. Discover now