لم اتعرف عليك .. من تكون ؟؟

3.7K 121 1
                                    

في اثناء تلك الأحداث هاري قد اشترى منزلا لا يعد صغيرا ابدا فهو لا يمكن ان يرتاح بالفندق وايضا ما الذي سيخسر لو اشتراه فهو رجل اعمال ناجح وامواله في ازدياد دائما
جوي كانت تتجول في المنزل وتتعرف عليه انه كبير وجميل ولكنه لا يبدو كمنزلنا في امريكا فهذا المنزل يطغى عليه الطابع التركي .. فالحقيقه انها اصبحت تشبه الأمريكان اكثر انها حتى كانت تنسى انها تركيه بالأصل كانت جوي في حالتها المعتاده انيقه ومرتبه ولا تكاد ترا فيها خطأ واحد ..
طرق الباب فأسرعت لفتحه سألت ( من هناك ) واجاب صوتا ( الشرطه )
عقدت جوي حاجبيها قليلا شرطه ؟؟! ما الذي يحدث ؟؟
فتحت الباب وهي متردده قليلا واذا مجموعة من الشرطه والمحققين يقفون ع الباب .. سألتهم ( ماذا يجري ؟؟) فأخبروها انهم يحققون بأمرا ما ثم قال لها احدهم لو سمحتي ابتعدي يجيب ان ندخل .. قاطعه شاب كان طويل القامه وملتحي قليلا ويرتدي ملابس باللون الأسود فقط ويرتدي معها ايضا جاكيت اسود وطويل وحقيبه سوداء كما انه لم يكن جيد المظهر ابدا وملابسه غير مرتبه وحذائه ملطخ بالطين ..
مالذي يجري لهذا؟؟ لا ادري لما يعمل مع الشرطه يبدو لي كالمجرمين تماما نعم فهذا طرزهم حقا الأسود .. ولكن المجرمين عادة تكون ملابسهم مرتبه ونظيفه تماما كعصابات المافيا .. قاطع تفكير جوي صوته وهو يقول لأحدهم يبدو انه محقق ايضا ( سأدخل انا واتكلم مع هاري بوريسيون اما انت وبقيت الفريق ستتولون امر التفتيش )
فأجابه لا بأس سندخل جميعا وانت ستتكلم مع المدعو هاري
لم ينظر اليها ذلك الشاب ابدا وكأنه لم يراها اصلا ودخل سريعا .. يبدو انه لم يلاحظ وجودها حتى .. فحقا انه لا يرى شي سوا عمله .. لم تهتم لذلك جوي .. فهي لم تشعر انها تعرفه .. سكتت قليلا ثم اجابت نفسها ( هل انتي حمقاء جوي ؟؟ لما تستغربين من عند معرفتك له ومن اين يمكن لك ان تكوني تعرفيه اصلا ؟؟ )
ضحكت قليلا لسذاجتها ومضت للمطبخ .. في ذلك الوقت كان هاري في غرفته يتأمل ساقه الجريحه ساقه التي لن تشفى ابدا وفقا لكلام الأطباء الذين زارهم .. حتى انه لا يوجد بصيص امل في ان تشفى فقد زار اطباء كثر ومن انحاء العالم وجميعهم اخبروه انه تأخر الوقت جدا ع شفائها فالجرح لم يهتم به جيدا في بدايته وقال له احدهم لو انك زرت طبيبا وقتها لما وصلنا لتلك النقطه ابدا كل مايمكن لنا ان نفعله لك الأن هو محاولة ان تبقى كما هي ولا تسوء اكثر كما انه لا ينبغي عليك السير طويلا ولا الركض ابدا فستسوء حالتها اكثر ستهتم بها ستحاول ان لا تسقط ابدا وللأسف ستبقى العصى رفيقة لك دائما ستساعدك لأن تكون افضل وتستطيع السير براحه اكثر
.. صعدت اليه جوي ونادت من خلف الباب ( هاري يجيب ان تنزل فورا الشرطه ومعهم ذلك المحقق الأسود يبحثون عنك انهم بالأسفل )
فتح الباب هاري ( من تقولين الشرطه ؟؟! ولماذا هم هنا ؟؟)
جوي هزت برأسها ( لا اعرف يقولون انهم يحققون بأمرا ما ولم يخبروني شيئا اخر ؟؟)
هاري ( حسنا سأنزل لأرى ماذا يريدون انه اول يوم لنا بهذه المدينه ولن يريحونا ابدا )
بدأ هاري بنزول الدرج وتلقائيا امسكت به جوي ( سأساعدك .. لو انك سمعت كلامي وتركتني اجهز لك الغرفه التي بالطابق الأرضي لا اعلم لما تريد ان تتعب نفسك )
هاري ( لاتهتمي انا لا اتعب .. كما اني احب تواجدي بالطابق العلوي انه يشعرني بالراحه اكثر )
ما ان نزلوا الدرج حتى التفت لهم ذلك المحقق الأسود .. كما تدعوه جوي في تلك اللحظه كأنه يرى جوي للمره الأولى هذا طبيعي فهو لم يلاحظ وجودها عند الباب
بقي ينظر اليها طويلا فقاطع نظراته هاري ( لو سمحت هل تخبرني مالذي يحدث هنا ؟؟)
اجاب ذلك المحقق بتردد وكأنه يحاول ان يستجمع نفسه ( هل انت هاري بوريسيون )
اجاب هاري ( نعم .. هل تخبرني ماذا يحدث هنا ولماذا انتم في منزلي ؟؟ )
اجاب المحقق وهو لم يبعد نظره عن جوي
في الحقيقه الشرطه في امريكا ارسلت الملف بخصوص موت السيده ( ساراش اوغلو ) اظن انها كانت تعمل كمربيه لك منذ صغرك .. ونحن سنستلم القضيه من الأن لأنكم غادرتوا امريكا فيتوجب علينا نحن اكمال ذلك .. كل ماحصلت عليه الشرطه من التحقيق في موت السيده تم ارساله لنا وطلبوا منا المتابعه بقرار رسمي
واخرج من شنطته ورقه واعطاها لهاري ( تستطيع ان تقرأها لتتحقق من ذلك كما انها مختومه من قبلهم وموثقه ايضا .. لا بد انك تستطيع قرائتها اليس كذلك ؟؟ فأنت تجيد اللغه الأنجليزيه كثيرا )
نظر اليه هاري بحنق ( نعم استطيع قرائتها .. الى اين تنظر ؟؟ هل تتكلم معي ام مع جوي ؟؟)
عقد حاجبيه قليلا قال في نفسه ( جوي ؟؟ لقد ظننت اني اعرفها من قبل ولكني لم اكن اعرف احدا بذلك الأسم ؟؟)
رد سريعا ( لا شي فقط شردت قليلا ولا اعلم اين تنظر عيناي في تلك اللحظه .. ع كل حال الأخبار التي وصلتنا ان السيده ساراش ربما اقدمت ع الأنتحار ولكنك اخبرتهم انها بالأرجح لم تقدم ع الأنتحار لأنك تعرفها منذ سنين وتعلم انه لا يوجد لديها مشكله او شي ما يضايقها لذلك انت تعتقد بالأغلب انها بعد ان شربت الكثير من الكحول ذهبت لتسبح ثم فقدت وعيها وغرقت هل هذا صحيح ؟؟!)
هاري ( نعم صحيح كما اني اخبرتهم انا وجوي كل مانعرفه عن تلك الحادثه .. وايضا لا ارى اي هدف من هذا التحقيق فأنتم تعيدون لنا ماقلناه لهم فما المغزى من التكرار )
المحقق ( لا ليس كذلك ارسلوا لنا الملف كاملا وقمت بقرائته ولكني كنت اود ان اسمع منك الحكايه منذ البدايه لأستطيع الأكمال جيدا لا اريد ان اقرأ ماقلته اود ان اسمع منك وتكون البدايه من لدي .. ولكنك لست مجبرا طبعا ع التكرار كما اني ستأوقف عن الأعاده ان كان الأمر يزعجك ولكن فريقنا سيستمرون بتفتيش المنزل ان لم يكن لديك مانع فذلك الشي من حقنا ولدينا التصريح بذلك )
هاري ( لا بأس بذلك )
كانت جوي بتلك الأثناء تجلس معهم دون ان تتكلم او تبدي اي ردة فعل ولكنها شعرت ان ذلك المحقق حقا يسترق النظر اليها ماذا يريد مني ياترى ؟؟ جيد انا لا اعرفه ولكن لما اهرب عيناي من عيناه هل اخشى شيئا ؟؟ ان ذلك يحصل معي للمره الأولى فلماذا اخجل من النظر لعيني شخص غريب ولا اعرفه ؟؟ هل انا غبيه ؟؟ ما الذي يحدث هل ان حقا اشعر بالحر في وسط الشتاء يبدو اني توترت )
نهضت جوي وقالت لهاري سأشرب بعض الماء هل احضر لك شيئا ؟؟
هاري قد امسك بيدها وابتسم لها ( لا شكرا لا تتعبي نفسك )
( اقتربت منه وهمست هل يوجد داعي لوجودي ام اذهب لغرفتي فأنا اشعر اني متعبه سأرتاح قليلا )
كان ذلك المحقق لايكف عن النظر لهم
اجابها هاري ( لا لا داعي انهم سيقومون بالتفتيش فقط انتي اذهبي وارتاحي )
جوي ابتسمت بلطف كما انها قامت بتقبيله ع خده ( اهتم بنفسك ولا تصعد وتنزل من الدرج كثيرا ولا تتعب نفسك ان احتج لشيئ فأخبرني انا اجهزه لك )
ثم ابتسمت لهم ( عملا موفقا .. انا سأصعد للأعلى )
كان المحقق ينظر لها بصمت ولم يتكلم ابدا
عندما صعدت سأل هاري من تكون هل هي زوجتك ؟؟
هاري ( لا ولكننا اقرب من ذلك نحن نعيش معا تحت سقف واحد منذ سنين اي اننا نتشارك كل شي بحياتنا كما ان محيطنا يقتصر علينا فقط فنحن لا نختلط بالناس كثير وليس لدينا معارف سوا بعضنا .. لما تسأل ؟؟)
المحقق ( لاشي فقط شعرت من قربكم لبعض انكما زوجان .. مهما يكن اتمنى لكم السعاده .. المحقق نظر لفريقه سريعا ان انتهيتم هل نغادر ؟؟)
( انتهينا كما انه لم يلفت انتباهنا اي شي ياسيدي )
( حسنا لنغادر اذن )
صافح هاري وقال ( سأطلعكم عند نهاية التحقيق بما توصلنا له )
هاري ( لا بأس )
خرج المحقق وعندما هم احدهم بالخروج لاحظ انه نسي شنطته فقال انها المره الأولى التي ينسى فيها المحقق تكين شنطته .. ثم اخذها وخرج
جوي لأنها كانت مرتبكه لم تذهب لغرفتها وبقيت في الأعلى تستمع لكلامهم عندما سمعت بأسم تكين .. حدث لها وكأن احدهم اخذ ماضيها برمته ووضعه امام عيناها
شعرت بصدرها يضيق وانفاسها تتقطع ..
( في تلك اللحظه وبدون ان تفكر شعرت بالرغبه في اللحاق به .. لا تعلم ما السبب )
هل لعتابه ياترى ؟؟
ام انه شيئا اخر ؟؟
هل تلحق به ؟؟
اما انها ستتركه يذهب امله ان لا يعود مجددا ؟؟

لا تخرجني من مغارتي عبثا (مكتملة) Donde viven las historias. Descúbrelo ahora