(4)

1.5K 31 5
                                    

أهلا أبي، نحن بخير، مفاجآة؟؟ ما هي هذه المفاجآة؟
"يطلب والد علي منه أن يعطي سماعة الهاتف إلى بتول، "
فيرد عليه علي بصوت منخفض: أبي إنها نائمة ولا أريد إزعاجها. فيقول الأب مُلحاً : ولكنني لن أبوح بالمفاجآة إلا لها. هيا أيقظها بسرعة ولدي.
فيضطر علي أن يربت بهدوء على كتف بتول: بتول .. بتول استيقظي، أبي على الهاتف ومصرّ أن يكلمكِ.
تستيقظ بتول مذعورة: بسم الله الرحمن الرحيم، عمي، يريدني أنا، خير اللهم اجعله خيرا. تتناول الهاتف من علي: ألو عمي، صباح النور ، كيف حالك عمي، مفاجأة، ما هي هذه المفاجآة يكفي أن أسمع صوتك الحنون عمي، يغنيني عن كل شيء، فأنت في مقام الوالد رحمه الله. تصمت بتول لتنصت لعمها وما يقول، ولكنها تتجمد مكانها دون أن تنطق ببنت شفة، وإذا بعمها يناديها: بنيتي، بتول هل أنتِ معي، فترد بذهول: نعم عمي أنا أسمعك، يواصل عمها: يبدو أنكِ غير سعيدة بالمفاجأة، وبتول قد سرحت في عالم آخر، وفجأة تنتبه : لا يا عمي ، أقصد نعم يا عمي ، على العكس أنا سعيدة يا عمي ولكنني متفاجآة بالفعل. هنا يطلب العم من بتول أن تعطيه علي: ألو علي اسمع المفاجآة، لقد حجزت لك أنت وبتول مع أفضل الحملات في البلد لرحلة الأربعين، استعدا لديكما أيام فقط، الم تكن تحلم بهذه الرحلة يا ولدي، وبالذات مع بتول كما كنت تخبرني دوماً، ما رأيك؟ عليّ يصدم للخبر ويقول: أبي ما الذي تقوله؟ّ! ولكنني غير مستعد وليس لديّ إجازة، ولديّ أمور عالقة...
يقاطعه والده: بني، ألا تعرف والدك؟ - يضحك ضحكة الواثق- ولدي لقد رتبت كل شيء، عليك أن تحزم أمتعتك وتمضي مع زوجتك، هيا ولدي مضطر أن أستأذن، رحلة سعيدة وموفقة بإذن الله، في أمان الله. يقفل الهاتف،
وعليّ متجمد في مكانه، ينظر إلى بتول التي وضعت رأسها بين كفيها، وهي في حيرتها، ثم رفعت رأسها وقالت: ما الحل؟ لمَ لم تعتذر من والدك؟ لمَ لم تصارحه بوضعنا؟ عليّ: لمَ لم تصارحيه أنتِ؟ بتول: لأنه لست أنا من اتخذ القرار، أنت من اتخذته وأنت من يريد أن ينفذه. وإن كنت تريدني أن أتصل وأخبره سأتصل الآن. ترفع بتول هاتفها لتطلب الرقم، ولكن عليّ يسحب الهاتف من يدها ويقول لها: توقفي، ما الذي تفعلينه، انتظري، فكري قليلاً، إنها دعوة من الإمام الحسين عليه السلام، كيف ترفضينها؟! سنقبل الدعوة وسنذهب، ولن أكسر خاطر أبي. بتول: وقرارك؟ عليّ: ماضٍ فيه، حينما نعود نكمل إجراءات الطلاق.
تستشيط بتول غضباً: وهل تظنني دمية بين يديك تفعل بها ما تريد وقتما تريد. عليّ: إن كنتِ ترفضين الدعوة فذلك شأنكِ، ولكِ الخيار،أما أنا فسأذهب.

#يتبع

ولليل حكاية أخرىWhere stories live. Discover now