(25)

1.2K 22 0
                                    

شعرت بتول بقشعريرة في جسدها لمجرد أن لامستها تلك اليد، ارتجف قلبها، بدأت أنفاسها في التسارع، شعرت بحرارة عالية تصعد إلى رأسها، تريد أن تستدير برأسها لترى من صاحب اليد، فشعرت أن أعضاء بدنها قد شُلت، حاولت ان تتمالك نفسها، فإذا بكف أخرى تقع على كتفها الآخر بكل حنو، وصوت دافيء كخمار مخملي يدثرها في ليل بارد: بتول، أيا حبيبة القلب ورفيقة الدرب"
تسارعت نبضات قلبها، وترقرقت الدموع في عينيها، هل هي في حلم جميل، وعاد الصوت: روح الروح يا أميرتي الغالية هوني عليك" صرخت:عليّ، وتكاد لا تصدق وقد اقشعر بدنها، فردّ عليها بعد أن جاء ووقف قبالها فاتحاً ذراعيه وقد حبس دموعه في عينيه: نعم لقد عاد إليكِ علي يا روح علي" فوثبت من على كرسيها لتحتضنه، إلا أنها لم تتمالك نفسها فوقعت مغشياً عليها فتلقفها وحملها بين ذراعيه، وكان ذلك متزامناً مع وصول الممرضة رحمة التي أرشدته إلى سيارة الإسعاف ، فأسرع علي إليها، حيث تم إسعافها ونقلها إلى أقرب مشفى، كان علي ممسك بكفها طوال الطريق، وعلى السرير المتحرك، وفي المشفى، لم يبارحها أبداً، إلا حينما طلبت منه الطبيبه المناوبة الخروج من الغرفة لإجراء فحوصات لها، في هذه الأثناء تحدثت معه رحمة وأخبرته بتفاصيل ما جرى على بتول، حتى لحظة وصولها للمستشفى وكيف أنها كادت تفقد حياتها من شدة النزيف الذي تعرضت له، وفقدانها لجنينها جراء الضرب الذي تعرضت له،
كان علي يتقطع ألماً وهو يسمع تفاصيل ما حدث لمحبوبته ورفيقة دربه، وقد كان يشعر بندمٍ شديد للمعاملة التي مارسها معها،
رغم أنّ نيته كانت من أجل إيصال رسالة لها لاستمرار حياتهما الزوجية دون مشاكل،
ومع ذلك كان يشعر بمرارة كبيرة، وكان يحدث نفسه ماذا لو اختارنا الله أو اختار أحدنا وأنا كنت معها بهذه القسوة، كيف سأقابل ربي، في تلك الأثناء خرجت الطبيبة وطمأنت علي بأن بتول تعاني من صدمة وبحاجة إلى الراحة وقد أعطتها إبرة مسكنة، وأوصته بأن يعتني بها كثيراً في الفترة المقبلة، فما تعرضت له ليس بالقليل.

دخل علي إلى غرفة بتول، وجلس بالقرب منها، وضع خده على خدها، وقد اغرورقت عيناه بالدموع فسالت إحداها على خد بتول، ففتحت عينيها، وهي تتمتم باسمه: علي..علي، حبيبي علي هل عدت؟ هل كنت أحلم؟
وضعت كفها على خده تتحسسه، هذا أنت بالفعل، شكراً لك ربي شكرا لك، آه ما أرحمك مولاي" كانت تبكي بحرقة، وهي تتمتم بكلمات الشكر والحمد

#يتبع

ولليل حكاية أخرىحيث تعيش القصص. اكتشف الآن