الجزء 1

58.3K 998 26
                                    

لم تعد تفصلنا عن منتصف الليل الا بضع دقائق،كان الجو شديد البرودة،والظلام الحالك يتملك الارجاء غير اضواء خافتة منبعثة من بضع لمبات.
الهدوء يعم المكان اسمع أنفاس الرياح فقط وبعض السيارات التي تمر بسرعة.
أحتمي بمعطفي من لسعات البرد المؤلمة،ودقات قلبي تتسارع أكثر فأكثر هذه المرة،لا أنكر أنني اخاف دائما في هذا الوقت،لكن اليوم احس وكان قلبي سيتوقف،وأنا اردد بصمت:"لن يحصل اي مكروه باذن الله".
ومع ذلك،الخوف يكبر بنفسي اكثر فاكثر.لم تعد تفصلني الا بضع امتار عن منزلي.تفاجأت بسماع ضحكات مرعبة تكسر سكون الليل،فخفت وقررت تغيير الطريق ولأول مرة منذ اشتغالي بهذه الوظيفة اللعينة خوفا من وقوع مكروه. سلكت طريقا مظلما قليلا ولكنه الأقرب للمنزل،كنت اتفاداه دائما بسبب السكون الذي يخيم عليه،ولكن للضرورة احكام..
تابعت السير وانا اعانق نفسي واسمع صوت خطواتي فقط.
وقفت مذعورة ومرتبكة عندما استطعت بواسطة الضوء الخافت تمييز شاب طويل القامة،ذو بنية قوية يحمل في يده سكينا،هل اتراجع والقى حتفي مع قطاع الطرق ام اتقدم لاموت؟!
امسكت قلبي لانني احس بانه سيتوقف،وبعد تفكير طويل قررت التراجع..
استدرت و اطلقت ساقاي للريح،وجريت باقصى سرعتي وخطواته تلاحقني.
تهاطلت الامطار التي حجبت عني الرؤية قليلا،واتسعت عيناي عندما سمعت خطواته تقترب مني،بدات اصرخ و ابكي،لكن ما من مجيب وكاننا وحدنا في هذا الكون.
لمحت الشارع امامي،فتسلل بصيص من الأمل الى نفسي في أن اجد من يمد لي يد العون،ولكن تلاشى املي في لحظة حين شدني من شعري و لفه حول يده وجدبني بقوة لاسقط ارضا.ترجيته ليطلق سراحي وانا ابكي واصرخ لكن دون جدوى،وكانه صنم..
لم استطع رؤية وجهه غير الوشم الصغير على يده،ترجيت وبكيت وصرخت بكل طاقتي وفجاة،احسست بضربة قوية على راسي افقدتني الوعي.
دارت الأحداث كشريط سينمائي امام عيني،فاستيقظت على صوت آلات المستشفى،وصورة غير واضحة لممرضة تقول:"سيدتي،لقد استيقظت ابنتك.."،وبعد مدة ادركت انني في المستشفى،تذكرت الحادثة وتسارعت دقات قلبي كانني لمحت ذلك المتوحش مجددا..لكن ماذا حصل لي ؟!
تقدمت مني أمي مبتسمة وقبلتني على جبيني:"كيف حالك الآن يا روح أمك؟"..حركت راسي بطريقة توحي بانني بخير.الاوكسيجين في انفي،و قنينة المصل في ذراعي،وانا عارية فوق السرير،مغطاة بازار..دخل الطبيب وانهار علي بالأسئلة،وانا اتاخر في اجابته،احس بعقدة في لساني،و جسدي مليء بالكدمات والضمادات،لا اعرف شكل وجهي بعد الحادث،لكنه يؤلمني كثيرا،فحصني الطبيب و جدد قنينة المصل وانصرف..احس بالارهاق والتعب،فغصت في نوم عمييق الى ان جذبتني يد من شعري بقوة،واسقطتني من سرير المستشفى.
تمزقت الانابيب وامتلات دما،و انا اصرخ وكانه لا يوجد شخص هنا.."اتركني ابتعد عني اتركني،ما ذا تريد مني" اصرخ و ابكي الى ان حقنت بمهدأ..لقد كان مجرد كابوس،يا الهي ماذا يحصل لي؟!

Rape Case|قضية اغتصابحيث تعيش القصص. اكتشف الآن