الجزء 2

38.8K 848 21
                                    

مرت 3 ايام ونفس الكوابيس تطاردني..ماذا حصل لي؟من هو؟يا الهي!!
حاولت معرفة الجواب لكن دون جدوى،حالتي يرثى لها..بعد مدة،قدمت الشرطة لاستجوابي:"السلام عليكم،نتمنى لك الشفاء العاجل،عليك الاجابة على بعض الاسئلة.." أنا:"ماذا حصل لي؟وكيف وصلت الى هنا؟" نظر الي المحقق بشفقة:"تعرضت للاغتصاب والضرب المبرح،ومرت 10ايام وانت في حالة غيبوبة"..
انا ملك،عمري 20سنة،اشتغل محاسبة في المركز التجاري،احببت وظيفتي بالرغم من عدم حاجتي للنقود،بهدف تمضية الوقت فقط بعد حصولي على ديبلوم المحاسبة،الا انني كنت ساتركها بعد زواجي من حبيبي لؤي،الذي يبادلني الحب والمودة..لم يكن مرتاحا لدوام عملي،ويلح علي دائما ليوصلني،لكنني فتاة عنيدة ودفعت الثمن غاليا.اليوم هو ميعاد زواجي الذي ساجتمع فيه بحب حياتي،لو لم يدمره ذلك الوحش الحيوان في رمشة عين.. لم التق لؤي منذ دخولي المستشفى،هل يعقل ان يتخلى عني؟مستحييل،ما زالت كلماته تتردد بين مسامعي:"مهما حصل،مستحيل ان اتخلى عن سكرتي وحب حياتي"..
سردت للشرطة جميع الاحداث كما افعل الآن،وكان الخبر الصادم:"لقد القينا القبض على الجاني،واعترف بكل الافعال المنسوبة اليه..في انتظار شفائك لتتواجها في المحكمة" واخيرا سأراه،اريد رؤية عينية المجردة من الرحمة والشفقة،ماذا فعلت له؟اي ذنب ارتكبته ليجازيني هكذا؟..
جلست بجانب امي:"انا آسفة،اصبحت دون قيمة ولم اعد اشرفك".."هذا قدر الله يا ابنتي والحمد لله على كل حال "بوجه بشوش كالعادة،ارى الشفقة في عينيها.."اريد رؤية وجهي"،طلبت منها المرآة لكنها رفضت الا بعد الحاح كبير.."هذه ليست انا..يا الهي وجهي مليء بالكدمات والجروح، انا عاجزة عن استيعاب ما يدور حولي..
"اين لؤي؟منذ استيقاظي وهو غائب،اشتقت اليه".."لؤي!اا-لديه الكثير من الاعمال..لؤي مشغول"..ههه امي لا تجيد الكذب"ارجوك،صارحيني،تخلى عني اليس كذلك؟"..تنهدت امي:"لا عليك يا ابنتي،القادم اجمل باذن الله"..عدت للدراما هه"القادم اجمل؟لقد تعرضت للاغتصاب،من يريد فتاة مثلي؟!"..
مرت 3ايام وبدا وجهي يتعافى،وتوصلت باستدعاء الى المحكمة..تحمست لرؤيته وعاهدت نفسي للانتقام منه وتدميره كما دمر حياتي..

وفي الغد،توجهت الى المحكمة رفقة امي لانني خائفة من مواجهة ذلك المتوحش لوحدي..وصلنا الى المحكمة ودقات قلبي تتسارع، انه نفس الاحساس الذي راودني تلك الليلة عندما لمحته يحمل سكينا،ودقات قلبي مازالت في تسارع مستمر..جلست رفقة امي،وطلبوا مني القدوم لوحدي..ترددت قليلا لكن الكره الذي اكنه له شخعني وجعلني اكثر.
وها انا ادخل قاعة المحاكمة،عيناي على الارض وانا اتعثر في خطواتي نظرا لاثار الحادثة..رفعت عيناي لاحذق بذلك المسخ،هذا مستحييل!!كيف يعقل لوجه كهذا ان يرتكب تلك الجريمة الشنعاء!!حيين لمحني،اغمض عينيه و عض شفتيه اسفا على فعلته..كان ذو وجه ملائكي لدرجة انني شككت ببراءته،طويل ذو بنية قوية،نفس مواصفات ذلك المتوحش،وجهه ينم على البراءة،وعيناه حمراوان وتمتلأ حزنا..راودني شك قوي ببراءته لولا الوشم الصغير على يده،انه نفس الوشم،وعلى نفس اليد التي كانت تشد شعري
كانت هذه الأخيرة كفيلة بإحياء مشاعر الرغبة بالانتقام الحقد و الكره من جديد..
وقبل ان يبدا القاضي بسؤاله،نطق هو:"اريد الزواج بها سيادة القاضي"..اتسعت عيناي ونظرت اليه،لكن ملامحه توحي بالجدية..فجاة احسست وكانني عاجزة عن الحركة،اغمضت عيناي وسقطت ارضا فاقدة للوعي..
اصبحت مشهورة في المستشفيات،لكن هذه المرة استيقظت على وجه امي الحزين،وعيناها تتلالا دموعا..ابتسمت وخرجت عندما لمحتني..وانا احس بالدوار والارهاق.
وبينما احاول النهوض،قدمت الي امي صحبة الطبيب وملامحه محبطة..ايقنت انه يحمل في طياته خبرا ليس بالجيد:"ملك،عليك ان تتحلي بالصبر والقوة بعد هذا الخبر،انت حامل منذ 15يوما..انتبهي لنفسك جيدا"
كيف يعقل هذا؟!ياالهي..اي ذنب ارتكبته ليحصل معي هكذا؟!..لم استطع ايقاف دموعي التي انهمرت كالشتاء..بكيت بحرقة وعانقت امي التي حاولت مواساتي وانتهى بها الأمر لمشاركتي البكاء والحزن
"لاحول ولاقوة الا بالله..تحلي بالصبر،وحاولي تفادي البكاء لانك بالمراحل الاولى للحمل،وهذا قد يؤدي بك للاجهاض نظرا لصحتك الضعيفة حاليا.."
وكيف لي ان اتوقف عن البكاء..فقدت وظيفتي،تخلى عني حب حياتي،تعرضت للاغتصاب والتعنييف،وفي الاخيرانا حبلى،يا الهي!!علي بالاجهاض،لايمكن ان اتركه في بطني..ولكن!لا ذنب له..
اعادتني ذاكرتي للوراء حيين كنت استغرق في البكاء عندما تخلى عنا ابي،وكيف كنت اشعر بالحزن والاسى عندما ارى رجلا يمسك بيد ابنته..
ثم تذكرت لؤي..كان يضع يده على بطني:"سيكبر ابننا هنا يا حبيبتي"..لقد اشتقت اليه كثييرا..
وفجاة،تذكرت صورة ذلك المجرم حين قال:"اريد الزواج بها سيادة القاضي"..بهذه البساطة؟!
كيف لهذه العقدة ان تحل بالزواج؟!..يا الهي..عقلي سينفجر من كثرة التفكيير..

Rape Case|قضية اغتصابWhere stories live. Discover now