الجزء 3

30.6K 825 16
                                    

وصف لي الطبيب بعض الادوية وانصرف بعد ان اوصاني باخد قسط من الراحة والنتباه على نفسي،بحق الله!كيف لي ان ارتاح بعد كل ما حصل معي؟!لن استطيع اغلاق عيناي بعد الآن..لكن لما انا؟هو الذي لن يفعل..وحياة ابني الذي لا ذنب له ساذيقه العذاب لتعديه علي..
عدت الى المنزل،واستلقيت على سريري لاغط في نوم عميق..في حياتي لم اتخيل ان هذاسيحصل معي،كنت اخطط لمستقبلي مع حبيبي لؤي..كنت ساكون زوجته الوفية والمحبة له..آااه ماذا تذكرت!!سابدأ بدفن حبه بقلبي الجريح.انا لا الومه لتخليه عني،كيف له ان يتزوج فتاة مغتصبة،وتحمل ابنا في بطنها؟! امضيت معه افضل لحظات حياتي..كنت الفتاة العنيدة والنشيطة التي تملا الجو مرحا وحماسا
كل صباح اخرج رفقة لؤي لممارسة الرياضة والمرح على شاطىء البحر،لم تكن الابتسامة تفارق وجهي حينها،لتتحول الى دموع واحزان الآن..لا توجد ذكرى بمخيلتي دونه..الهي ساعدني كيف لي ان انساه بهذه السهولة؟! اين اختفى الحب الذي يجمعنا؟!نظراته الي عندما اكون برفقته ماتنفك تحفوظة بذاكرتي وهو يقول:"كل يوم اميرتي تزداد جمالا!"..كنت عمياء بحبه،في حياتي لم التفت لشخص غيره ولم افكر في ذلك حتى..كيف له ان يتركني لشخص آخر؟!
ارتديت ملابس سوداء،ونظارات شمسية لاخفاء الهالات السوداء المحيطة بعيناي ،ورفعت شعري عاليا على شكل كعكة..مر شهر كامل على حملي،الا ان بطني لم ينتفخ بعد،وانا شاكرة لله على ذلك..وصلت هذه المرة وحدي،دخلت الى المحكمة لاجده في بذلة رسمية سوداء انيقة،وكانه سيتزوج حقا!!ضغطت على اسناني ويدي على شكل قبضة ثم جلست..والمفاجأة:تقدم الي الطفل الذي كان برفقته اعتقد انه بالرابعة من عمره..اقترب من وجهي وبدا يتحسسه وانا في صدمة..سحب نظاراتي وتامل ملامحي،مرر يديه على وجنتاي،انفي،فمي وعيناي..ثم صعد الى جبيني وهو يتحسسها تالمت ففزعت(لان هناك كدمة عليها لم تشفى بعد)وفزع هو الآخر..سحب يده وتوجه نحو امير وبحوزته نظاراتي..بدا امير مندهشا من تصرفات الطفل البريء..نادى علينا القاضي باسمائنا،وترك الطفل رفقة والدته التي تتاسف كلما راتني..
وقفنا جنبا الى جنب هذه المرة امام القاضي(بعد ان تحدث القاضي طويلا):"هل توافق على الزواج من ملك ***؟"وافق بسرعة.."ملك ****..هل انت موافقة من الزواج بأمير**** دون ضغوط او اكراه؟" طال صمتي و خفق قلبي بسرعة،احسست بالاختناق وامتلات عيناي دموعا..دار شريط حياتي رفقة لؤي بسرعة كبيرة وكانني ساموت..تذكرت لؤي،تذكرت الحادث..تذكرت ابني ببطني..تذكرت وتذكرت وتذكرت..."اجيبي يا ابنتي..اجيبي" احسست وكان القاضي يتعاطف معي..نظرت الى القاضي وانا على وشك البكاء
"انا موافقة على الزواج منه!"...اغمض عينيه وابتسم ابتسامة خفيفة وعيناه على الارض.."ما هي شروطك يا ابنتي ؟"..."نطلق بعد هذه سنة!!"..دونها القاضي على عقد الزواج،وامرنا بالتوقيع..وقعنا واصدر القاضي الحكم"حكمت المحكمة حضوريا على المتهم امير****بالافراج..والزواج بالمدعى علي ملك****مدة سنة كاملة"..احسست بالندم يقطعني بعد صدور الحكم،لكن لا فائدة،علي تحمل العيش معه سنة كاملة..مجرد التفكير بالامر يجعلني اشمئز واندم على قبولي الزواج.
خرجت اتعثر بخطواتي ليمسكني قبل وقوعي على الارض:"اتركني!لا تلمسني!!"..سقطت على الارض وسمحت لدموعي التي كنت امسكها بالاندفاع،بكيت وكانه موت عزيز..لقد كان موت قلبي الذي وهبته للؤي هو الذي يموت..ساعدتني الكاتبة على النهوض وقدمت لي قنينة ماء..
رفعت راسي ووجهي مبلل بالدموع..لاجده يمسك راسه وهو شارد في حزن..اخبرنا القاضي بالعودة غدا لاخد العقد..امسكت الكاتبة بيدي وساعدتني على الخروج،وخرج هو الآخر عند والدته وذلك الطفل الصغير
تابعت السير وانا اعانق نفسي من البرد واحاول ايقاف دموعي،التفت لصوت المرأةالتي كانت تناديني لاجدها والدته:"اعذريني يا ابنتي،هل تسمحين لنا بايصالك الى المنزل؟"..انا:"اشكرك،بامكاني الذهاب لوحدي.."..ام امير:"رجاء لا ترفضي يا ابنتي،سنسطحبك الى منزلنا غدا وفقا لحكم القاضي،لذا علينا التعرف على منزلك وتجهيز حقائبك"..وقفت حائرة ثم وافقت بعد ان طلبت من والدته ان لا يتكلم معي..اصططحبتني والته لنتوقف امام سيارة فجمة من نوع"RANGE ROVER"..لا بد انهم اغنياء،لكن ما الذي كان يفعله تلك الليلة هناك في الأحياء الشعبية؟!
فتحت لي والدته الباب الذي بجانب السائق(بجانب امير) اومئت لها راسي رافضة لاجلس خلف رفقة ذلك الطفل الصغير..امضيت الوقت كله وانا انظر عبر زجاج النافذة وابكي بصمت وصلنا الى منزلي اخيرا(ارشدت والدته الى طريق المنزل مسبقا)..نزلت من السيارة لتلحقني ام امير:"غدا باذن الله سناتي لاصطحابك الى المحكمة ثم الى منزلك الجديد على الساعة9 صباحا..جهزي نفسك يا ابنتي"اومئت لها بواسي وابتسمت لي..فتحت باب المنزل لاتلقى استقبال امي بحضن ووجهها البشوش كالعادة..رتبت المائدة وتناولنا الطعام الذي جهزته امي وانا احاورها..حكيت لها كل ما حدث بالتفصيل وانا اشعر بالحزن لانني ساتركها قريبا.."ستتركني فتاتي الصغيرة اذن!"ابتسمت واضافت:"لا عليك يا ابنتي فهذه سنة الحياة..انتبهي لنفسك جيدا..يبدو لي ان امير رجل طيب،لكن اجهل الاسباب التي دفعته الى ارتكاب...لا عليك يا ابنتي لننسى الماضي"..اجبتها:"انه ذئب يتنكر بزي ارنب،لكن لا عليك ساحول حياته الى جحيم!" عانقتها وبدات باعداد حقائبي ثم غرقت في نوم عمييق.
الساعة8:50..لا تفصلني الا 10دقائق لبدا حياة جديدة..ساذيقك عذاب الجحيم الذي ذقته من قبل بسببك..ودعت امي بالقبل وانا احتضنها،حملت حقيبتي وانا اودع منزلي الذي شهد على حبنا "انا ولؤي"..

Rape Case|قضية اغتصابWhere stories live. Discover now