البارت الاول : المقدمة

68.3K 1.5K 199
                                    

حقول واسعة ، نضرة - دائمة الخضرة ...
منازل صغيرة ومتواضعة اصطفت على جانبي الطريق الصخري لهذه القرية الصغيرة ، حيث يفصل بين كل منزل واخر بستان او حديقة منزلية بسيطة ..

هنا في هذه القرية تبدو الحياة على بساطتها و جمالها ، دون تكلف او مغالاة ، حيث التواضع والألفة والاحترام الذي ينبع من قلوب الجيرة ومساعدة بعضهم لبعض ...

وهناك في نهاية الطريق يقبع منزل قديم ذو بوابة حديدية واسعة ، عند دخولك منها ستفاجئ ببستان واسع وجميل يحوي العديد من الاشجار و الزهور ... زرع فيه مختلف انواع الخضروات والفاكهة الطازجة ذات الرائعة العبقة ، كذلك يوجد به حظيرتين واحدة للأبقار و اخرى للدجاج ..

اما عند اجتياز البستان ستجد امامك المنزل ، المكون من طابقين ، جدرانه مطلية باللون الأبيض و نوافذه حديدية مطلية باللون الأزرق ، وكإنه أحد المنازل اليونانية البسيطة... المنزل يبدو كبير نسبياً مقارنة بالمنازل الاخرى التي بجانبه ، يحوي اربع غرف ، اثنتان في العلية ، واثنتان في الدور الاول ، اضافة الى حمامين و مطبخ ، اما الصالة فهي واسعة جدا تحوي عدة ارائك و تلفاز ، تتخللها طاولة خشبية مستطيلة وحولها كراسي خشبية ايضا ..

وفي احدى الغرف في العلية ، حيث تحوي مكتبة صغيرة من الكتب المتنوعة .. و طاولة مستديرة وضع عليها حاسوب صغير وأيضا كتاب مفتوح على احد الصفحات المكتوبة باللغة الانكليزية كذلك بعض الاوراق المبعثرة على نفس الطاولة ، لكن في الجهة الاخرى القريبة من النافذة كان هناك سرير خشبي بغطاء وردي و وسائد ذات اللون لكن بدرجة افتح قليلا ، استلقت عليه شابة جميلة بمقتبل العشرين من العمر ...

وقبل ان تشرق الشمس بنصف ساعة سبقتها تلك الشابة بالاستيقاظ وهي تمد ذراعيها نحو الاعلى و تتثائب..

قامت بفرك عينيها لتتضح الرؤية لها ، بعدها استقامت بخطى ثقيلة الى الحمام لتغسل وجهها ، ثم توجهت الى البستان لتقوم بعملها المعتاد و تراقب قرص الشمس الذي توسط كنف السماء باعثا اشعته نحو البستان ..

كانت هذه هي عادتها التي تفضلها منذ صغرها :

( حيث كانت طفلة صغيرة ، تيقظها والدتها ( سهام ) وتقوم بحملها على ظهرها كما تفعل معظم نساء كوريا واليابان ، ثم تذهب الى البستان ، تقوم بحلب الابقار اولا ، و تجمع البيض في السلة واحيانا عندما يحين موعد الحصاد تقطف الثمار والخضار لتبيعه في السوق ...

وبعد تناول طعام الفطور تقوم والدتها بتغيير ملابسها كي تذهب الى المدرسة برفقة صديقاتها و بنات جيرانها ..

اما والدها ( ابراهيم ) فبعد ذهاب ابنته الى المدرسة ، هو ايضا يتوجه الى عمله في محل الالبسة فهو يعمل خياط منذ صغره ، وقد قام بجمع المال من خياطة الملابس الرجالية وايضا من بيع الخضار والفاكهة التي يقومون بزراعتها في بستانهم ، ليشتري له محل صغير وسط قريتهم ..

حب تحت راية داعش حيث تعيش القصص. اكتشف الآن