بارت 23 : المواجهة ( استبانة الحقيقة )

8.5K 340 106
                                    


أيعقل ان يتحول الملاك الطاهر الى شيطان ملعون ؟

نعم ، ربما

كذلك ممكن ان يصبح الشيطان ملاك ان ساعده شخص ما ،
شخص يحبه ويثق به ،
يثق انه سيكون يومٌ شيطاناً بضميرٍ .

لكن ان يملك الشخص قناعين ذات الوقت هذا شيء مستحيل بالنسبة لها .

قد رأت قناعه الاول ، قناع الملاك
( ملاكها الصامت )
وعشقته ، اعجبت بوسامته ، احبت صمته وتعلقت به ، واخيرا اغرمت بأفعاله ، شخصيته ، بذوخه
رغم انها كانت تعلم انه يخفي امراً جلل عنها ،
لكنها لم تفكر في الأسوأ قط ...

ومن ثم قابلت قناعه الاخر ،
الاكثر بذوخاً وصمتاً ،
قناع الشيطان الملعون ،
الغريب انه استطاع جذبها اليه ايضاً .

رغم كرهها المتقد له ظاهراً ، لكنها شعرت بالانجذاب نحوه باطناً ، ليس فقط لانه يذكرها بـ ( إياد ) ، بل لانها شعرت بحاجتة لمساعدة شخص ما ،
تماما كـ ( إياد ) ....

خدعها
نعم خدعها وهي وثقت به ، كذب عليها و غدر بها ، لم يكن يحارب الشر كما أخبرها ، بل هو الشر بنفسه .
لكنه لم يدعوها لأن تثق به ، فكيف يطلب منها ذلك ، وهو لا يثق بظله ولا حتى بنفسه
، ثم كيف تجرأت ان تتهمه الان بالغدر والخداع ، وهي من غدرت بنفسها عندما وثقت به ، متحججة انه عانى من ظلم الارهاب ، ومن طفولة قاسية و وحيدة ، فأصبح بليد المشاعر ، وهادئ كالمحيط لكنه يخفي بركانٌ هائج في سريرته .

آخر سؤال راودها قبل ان يصدح أذان الفجر

أحقاً أحببت قاتلي ؟

تعلم ان عليها ان تختار طريق واحد ، من بين الطريقين ، اما طريق الانتقام ، او طريق الحب ، والطريقان يفضيان الى المجهول

( الحرية أن تكوني حرة فى اختيار قيودك ، التى قد تكون أقسى من قيود الاخرين عليك ، انه الانضباط العاطفى والأخلاقى الذى تفرضينه على نفسك وتحرصين عليه كدستور )

***********

بعد ان اطمأن الرجلان على حياة الامير ، خرجا من المنزل كي لا يزعجاه ، متجهان نحو الغابة ، كان أحمد يمشي خلف سلمان ، وهو يراقبه بنظرات فاحصة دون ان ينتبه الاخر لهذا ،
انتهز الفرصة المثالية وقام باخراج سلاحه من جيبه ، ثم وضع فوهته على رأس سلمان قائلاً :
- تحدث سلمان كيف علمت بطريق الغابة ؟ ومن هذا الرجل الذي حاول قتل مأمون ؟

- قلت لك اني سأخبرك بكل شيء ، بعد ان اطمأن على سلامة الامير ، فما حاجتك الان لتهديدي بالسلاح .

حب تحت راية داعش Where stories live. Discover now