بارت 8 : غريب الأطوار

8.5K 367 49
                                    


كان واقف بشموخ وثقة كبيرين ، عند مدخل السوق المركزي ، ينتظر أحدهم او ربما لا ، ربما أذهله منظر السوق ، هذه البناية العملاقة التي تسمى ب ( المول ) ، لم يعتد على اماكن كهذه ولم يرها من قبل وحتى لو أبصرها سابقا لن يستطيع دخولها والتأقلم فيها ، ليس لديه الوقت لهذه الترهات ( التبضع والاستمتاع والتسكع مع الاصدقاء )

منذ صغره وهو اعتاد الوحدة لا يخالط الكبار ولا يلعب مع الصغار ، لم يستطع رؤية العالم الخارجي والتعرف عليه ، بل اكتفى بحياة القرية البسيطة والهادئة فالصخب لا يثيره والضوضاء لا تبهجه ...

هم بالابتعاد متجها الى الشارع العام لكن اوقفه صوت دافئ :
" عفوا سيد إياد اضن انك اوقعت هذه "

التفت خلفه ليرى الشيء الذي اوقعه ، وقد تفاجىء من رؤية هويته المزورة ، كيف لم ينتبه لسقوطها منه ، لو اضاعها حقا لكانت مصيبة وكارثة في ان واحد ، وستفشل مهمته حتما ...

لكنه دهش أكثر عندما رأها ،،
ايعقل هذا !! ، للتو اغضبها وتركها ولم يساعدها ، وهي الان ساعدته بإعادة الهوية
، ظن انها تمثل دور الطيبة الان
وستنتقم منه لاحقا ، فقد فسر غضبها منه ( حقد وكراهية ) ، فهو لم يعد يصدق بأن هناك اناس طيبوا القلب ويساعدون بعضهم ، يرى الجميع أشرار ، سيئين ، كفار ، ملحدين ..

قام بسحبها منها بقوة واكمل طريقه ، لكنها أسرعت لتلحق به حتى اجتازته وتوقفت امامه ، لذا بدأ الغضب يسري في عروقه ، تجهم وجهه وقطب جبينه ، ثم زعق بها وهو يقترب منها ويكشر عن انيابه :
- ماالذي تريديه ؟

ابتسمت له وهي تخبره :
- الن تشكرني ؟

اجابها بصوت حاد قليلا :
- ماذا ؟ أشكركِ !!! هكذا اذا ، تريدين ان اشكركِ وتصبحي صاحبة فضل عليّ ..

اخفضت رأسها وهي تشعر بالاحراج قليلا : - اووه لا ليس هكذا ، كنت امزح معك ، في الحقيقة أتيت لأعتذر منك ..

تغيرت ملامحه فجأة لتصبح باردة بشكل مخيف :
- على ماذا تعتذرين ؟

- أنا آسفة ، ماكان عليّ ان اصرخ في وجهك مغرور ...

عم الصمت بينهما لم يقل شيئاً لها ، فقط اكتفى برمقها بنظرات غريبة و خاطفة ، ثم ابتعد متوجها الى سيارة سوداء حديثة ، جاءت لتقله ....

تراءى لها شخص تعرفه ، يقود السيارة لكن سرعان ما ابعدت هذه الشكوك من رأسها ، و صوت رنين الهاتف قد انساها مارأت ، لتجيبها على الطرف الاخر رؤى :
- غالية اين انتي ؟

قطبت حاجبيها ، وهي تتحدث بصوت مرتفع :
- اوووه ... من الرائع حقا ، انكن تذكرتن وجودي معكن ...

- لقد بحثنا عنكِ كثيرا ، لكن لم نجدك ، اخبريني اين انتِ ؟

تنهدت لتجيب :
- انا عند مدخل السوق ..

حب تحت راية داعش Where stories live. Discover now