بارت 17 : حرب السلام وبداية الظلام

6.8K 330 61
                                    

مرت الاشهر الاولى من السنة الجديدة بصعوبة على سكان مدينة السلام ، كيف لا وهم يعلمون بان الجزء الجنوبي الغربي قد اصبح تحت سيطرة داعش ، الان هم تيقنوا بان الخطر محدق بهم ، وان احتلال داعش لهم لامحالة منه ، ولا فرار ايضا لذا بدأت المئات من العوائل بالهجرة ، اما خارج الوطن ، او الهجرة الى احدى المدن الجنوبية البعيدة عن خطر التنظيم الارهابي

كل يوم تعلن القنوات الاخبارية خبراً جديداً يثير رعب الناس اكثر
اليوم مثلاً اعلنت القنوات والاذاعات ، بان داعش قد فرضت سيطرتها التامة في الجزء الجنوبي الشرقي على حدود ( آزاد + السلام )
وقد اصبح جنوب السلام ساحة للحرب بين التنظيم وبين افراد الجيش الذين بدأ عددهم بالتزايد من انحاء المدن الاخرى ، فقد بدأت الحكومة بالتحرك وضم أكبر عددٌ ممكن من القوى الشابة الى الجيش وتدريبهم بمساعدة فريق محترف من الالمان والروس واليابان .

طوال الثلاثة اشهر الفائتة ، لم تتوقف عمليات التفجير والاشتباكات والقتل والاسر بين الطرفين ، وقد قام احمد بإرسال ايميل الى مأمون يخبره به بانهم قد فرضوا سيطرتهم التامة على الحدود الجنوبية ولكنهم بحاجة الى المزيد من الدعم لان اعداد الجيش بدأت بالتزايد ، كما ان عتادهم اوشك على النفاذ وهم بحاجة الى المزيد من الرجال والعتاد ،

كذلك طلب منهم التحرك باقصى سرعة وفرض السيطرة على السلام ، لان الحكومة الان قد استعانت بخبرات اجنبية ممتازة ، وان اي تأخير قد يضيع عليهم حلم امتداد الدولة وتوسع سيطرتها ونفوذها ، وان خسرت داعش الان فلا مجال لها ان تتقدم مرة ثانية لاحتلال اي مدينة اخرى ، خاصة ان ضاعت السلام منهم وان لم يستطيعوا بسط سيطرتهم عليها فلربما سينسحب نصف افراد التنظيم بسبب شعورهم بالاحباط او الضعف

بعدما وصلت لمأمون رسالة أحمد ، أصدر أوامره الى بعض الكتائب القوية من مدينة دلكش بالتوجه الى مدينة الرفيف ومن هناك الى جنوب السلام ، اما بالنسبة للنصف الاخر من الرسالة ان يتحركوا سريعاً لبسط سيطرتهم على المدينة ، فلم يكن مقتنع بهذا ، اصبح متردد اكثر ان تحركوا الان لفرض سيطرتهم على مدينة السلام ربما سيكون فخ لهم وتقوم الحكومة بقصف المدينة دون ان تأبه بالسكان ، وان لم يتحركوا الان ويفرضوا سيطرتهم على السلام ، لن تحين لهم فرصة اخرى كهذه ابدا .

لكنه قرر قبل ان يقوم باصدار اي أمر ، عليه المشاورة مع قادة كتائبه ، وكذلك عليه ان يأخذ رأي أمير الرفيف ذمار وأمير دلكش صلاح
طلب منهم ان يجتمعوا الليلة جميعاً واتخاذ الرأي العام الذي سيخدم مصالح التنظيم

في المساء اجتمع القادة والامراء الثلاثة في منزل امير دلكش صلاح ، جلسوا جميعهم على طاولة الطعام فقد دعاهم على العشاء وقام باعداد وليمة فاخرة بما لذ وطاب من اصناف الطعام .

حب تحت راية داعش حيث تعيش القصص. اكتشف الآن