بارت 14 : الارهاب يباعد الاصحاب 2

6.3K 329 79
                                    

بعد تغيير ملابسه توجه الى الجامعة - دون ان يتناول فطوره - والخوف يعتليه ...

كان طول الطريق يضرب قبضته بمقود السيارة ، وقد مرت على باله سلسة من المشاهد والمواقف التي حدثت معه :

( كيف التقى باصدقائه لاول مرة ، وكيف تعرف عليهم ، حيث كان الطالب الجديد يجلس وحيدا في الكافتيريا بعد ان انتقل من احدى الجامعات ، وقد اثار دهشة الجميع لشدة وسامتة ، خاصة الفتيات اللواتي اعجبن به من النظرة الاولى ، مما اثار غيرة الشبان وبدأوا بمضايقته ، لم يكن يريد افتعال المشاكل عند اول يوم له في هذه الجامعة ، لذلك تجاهل كل من حاول مضايقته في ذلك اليوم ، لكنه تفاجئ من شاب قادم نحوه ، والابتسامة تعتلي شفتيه ، وقد مد يده له للمصافحة مرحبا به ومعرفا بنفسه كان هذا مهند ، طلب منه الانضمام معه الى الطاولة الاخيرة في الكافتيريا ، حيث كان يجلس عليها بعض الطلاب 4 شابات جميلات وشاب واحد لم يكن بتلك الوسامة ، تعرف عليهم الواحد تلو الاخر ، ثم اصبحت هذه المجموعة العائلة الاولى له ، فعائلته الحقيقية مهتمة فقط بجمع المال وانفاقه على السفرات والمطاعم والالبسة الفاخرة )

تذكر أيضا عندما استيقظ صباح اليوم ، لا يعلم لما خطر على باله في تلك اللحظة ان يقوم بحذف جميع الرسائل التي وصلت اليه من التنظيم لكنه تفاجئ بوجود رسالة جديدة وصلت اليه في الامس وقد تمت قرائتها ، انتبه الى وقت وصول الرسالة
( 5 : 22 ) لم يكن هناك احد معه سوى :
- لا لا هذا غير صحيح لم يقرأها اكيد ، ليس هو ...

توجه مسرعا الى حاسوبه ، ثم قام بفتحه ليتفاجئ بعد تشغيله ، بصفحة الايميل الخاصة به ، على الشاشة والايميلات العديدة التي وصلت اليه والتي تمت قرائتهم جميعهم ...

الخوف سيد الموقف يعلم جيدا بان عائلته الان ستتخلى عنه ، لكن هذا لن يزعزع فيه شيئا ، لانه على حق ، سيتخلى عن متاع الدنيا من اجل نعيم الاخرة ، سيصبح مجاهد يدافع عن دينه وعن الحق كما يزعم هو ومن معه...

وصل وجهته ، ترجل من مركبته لتأخذه قدميه الى حديقة كلية الآداب حيث يجلس فيها أصدقائه كل مرة ، لمح المعني واقفاً امامه معطياً ظهره له ، فتوجه اليه وهو يشد على قبضته ، ثم انهال عليه بعدة ضربات وهو يصرخ به :
- هل أخبرتهم ؟ هل فضحت امري ؟ هيا اجبني ؟

صرخ به مهند وهو يقوم بمسح بعض الدماء التي سالت من انفه :
- اجل اخبرتهم ، الان هم يعلمون كل شيء ، لكن لا تقلق لن نبلغ عنك ، هل ارتحت الان ؟ اهذا مااردت سماعه صحيح ؟

انفجر غاضبا اكثر وهو يلعنه ويوجه اليه لكمات عديدة في وجهه ..

وقد اشتد الصراع بينهم ، مما اضطر جمال ان يتدخل ويوقف الشجار الذي تعالت فيه صرخات الفتيات ، تحديدا زينة التي ترى احمد لاول مرة في هذه الحالة المزرية ...

حب تحت راية داعش Where stories live. Discover now