الفصـ١ــل

554 12 4
                                    


بِسم الله توكلنا على الله 💚،

______________________

كرستينا بازان
نيويورك،
الساعة :١:٣٠ ليلاً،بِتاريخ: ٢٣-٠٢-٢٠١٤

•------------------------------•

منذ تلك اللحظة التي أحببته فيها شعرتُ بأمان وراحة لم أشعرها من قبل،هذا ما كنتُ أحتاج إليه،بعضٌ من الحب !

" كرستينا إنتظري!،أين ستتركينني؟"

كان هذا الصراخ يملىء ذلك الشارعَ الواسع في إحدى أحياء نيويورك العصرية،ذلك الشارع المُظلم المُبلل بالأمطار التي تسقط بعنف،من تلك السماء السوداء في ليلِها الشديد البرودة،نعم كان هُوَ!،ذلك الذي يُريح قلبي كلما رأيته!،كان يركض خلفي بشدة،إن الوقت متأخر ولا أحد سوانا في هذا الشارع!

إلتفتتُ خلفي لأراه يسقط أرضاً بعينانِ محمرتان ويبكي بشدة!،كان أضعف من أي شيء،حتى بدأت أبكي معه وأنا اقترب منه واسقط أرضاً واضع جبهتي على خاصته واِغمض عيناي!

"تحبّني اليس كذلك؟"

وضع يداه الباردة والمُرتجفة على وجنتاي وهو لا يكف عن البكاء!،وتلك الأمطار تُغطي كلاما وكأنها تُشفق على حالنا،

"أنا لم أعشق شخصاً بهذا المقدار قبلاً غيرك!"

همس بصوتٍ مرتجف وخائف،إبتسمت بتكلّف وأنا أمسك يداه لاُقبلهما بينما أبكي بشدة وأهمس بين شهقاتي،

"لِماذا خبأتَ هذا عني؟،كنتُ اموت في كل يوم،لماذا الان لماذا!،علي الرحيل!"

إبتعدت عن وجهه المحمر بالبكاء بينما أستقيم حتى يمنعني ماسكاً يداي بقوة رهيبة وينظر الي بتشتت وكأنه يفقد عقله تدريجياً!!

"لا لا لا لن تفعلي صحيح؟،هه انا انا ماذا بدونك؟،أ أخبريني أنك تمزحين!"

بدأ بالصراخ وهو يتصنع الضحك وينظر الي بغير تصديق،كان يحوّل رأيه بينما يجول هنا وهناك،حتى توقفت سيارة ما وتلك كانت النهاية ربّما

"تأكد أنني اُحبك اكثر من اي شيء!،مهووسة بك حد الجنون،اغفرلي عزيزي،"

همستُ بهدوء قاتل كنت اتصنعه،هذه اللحظة تقتلني،عيناه اُغلقت بقوة بينما لا يكف عن البكاء كالأطفال!،حتى دخلت في السيارة وامرتُ بالذهاب،حتى أراه مجدداً يقف خلف زجاج باب السيارة الخلفي أينما اجلس ويضربه بقوة بينما استطيع رؤية عروق عيناه تكاد تنفجر وفكه وعروق عنقه على وشك الإتلاف من شدة الصراخ ب "لا تتركيني،كريس أنا متيّم بك" "لا تفعلي هذا بي!" أغمضتُ عيناي في محاولة فاشلة لكبح دموعي الحارقة،وأضع كفي على ذلك الزجاج بينما يفعل المثل ويهدأ قليلا،

"سيدتي هل نذهب"

"نعم ستيفن انطلق حالاً ارجوك"

قلتها بنبرة مرتعشة وضائعة،حتى تتحرك السيارة وهو يضطرب ويركض بعنف ويصرخ مراراً ثم يسقط على الارضيّة الزلقة،اما انا فلم أتردد في لحظة ان انفجر باكية بشكل مثير للشفقة امام سائقي الشخصي،واضع يداي حول وجهي وألتف حول نفسي وكأنني ساُجن.

 | Devil Paradise |Where stories live. Discover now