الفصـ١١ـل

79 1 2
                                    

بلعتُ ريقي وتشتتُ بحق،بقيتُ انظر الى الهاتف شاردة لا اعلم ما أفعل،حتى أشعرُ بوالِدي يحركني ليقطع شرودي،

" كريس؟،هاتفكِ يرن بُنيتي!"

نظرتُ اليه بشرود وعدم انتباه وسرعان ما إستوعبتُ الامر،

" ماذا؟،اووه!،نعم كنتُ كن-تُ سأرد لك-نه إنقطع !"

قلتها مشيرة الى الهاتف بيدي وهو كل ما فعله هو أنه أومىء بخفة،نقلتُ نظري الى نافذة السيارة وأنا أرى شوارع واشنطن!،نظرتُ الى السماء،تلك الطيور،ابتسمتُ لرؤيتي لها سعيدة تهّم في الهجرة نظراً لاقتراب الخريف!،بإمكانها الهروب أينما شآئت عكسنا نحن !،نظرتُ الى الأروقة،شابة مع عشيقها يتبادلان القبل!،تنهدتُ بخفة،اتمنى لهما حياة سعيدة سوية!،وان لا يتعذبان مثلما نفعل انا وليام !

رأيتُ ايضاً إمراة حامل،ابتسمتُ بسعادة!،وسرعان ما اختفت عندما تذكرتُ انني راحلة من هذه الدنيا ولن يتسنى لي أن أحظى بطفلٍ يناديني اُمي !،رأيتُ اناساً سعداء!،بامكانكم القول انني احسدهم!،لانني فقدتُ حريتي في العيش والسعادة،اشحتُ نظري عن الجميع وخبأتُ وجهي بين كفاي!،

" تباً ابي،أشعرُ انني أحتضر!"

التفت الي مقترباً وهو يربتُ على ضهري برفق،

" اوه كريس عزيزتي!، لا تقولي هذا !،ستعيشين وستبنين عائلة وستُنج.."

" اللعنة ابي انا اشعر انتي اُودع الدنيا،انظر الجميع نظرة أخيرة وكأنني لن اراهم بعد الان !"

تنهد تنهيدة طويلة قم همّ بمعانقتي برِفق،مُقبلاً جبيني بلطف،

" طفلتي الصغيرة !،سأغضبُ منكِ ان تفوهتي بهذه الترهات مجدداً!"

كل ما فعلته هو انني بقيت في حضن والدي اشعر بالراحة،احتضنته اكثر فأنا لن أحظى به في العالم الاخر عندما اُغادر !،

-

-

مضت ساعتان منذ وصولنا الى القصر،والدي ذهب ليُتم عمله،اما انا فقد شربتُ دوائي وخلدتُ الى النوم،وما جعلني أستيقظ هو ربت احدهم على شعري مع قُبلة على وجنتي !،فتحتُ عيناي لأراها اُمي !،

" كريستينا !،لقد أخفتني عَلَيكِ إبنتي !"

قالتها بهلع واضح وملامح متأثرة،إنتفضتُ بعيدا عنها وانا انظر اليها بحدة،

" مالذي جاء بكِ الى هنا !"

إستقامت وهي تنظر الي بحنان بالرغم من توترها،

" جئتُ كي أطمئنَ عليكِ!"

" واو حقاً؟،بصفتكِ امي صحيح؟،بصفتي ابنتكِ ايضاً!، هه انتِ تمزحين صحيح؟"

قلتها وانا وقفة مقابلةً لها بينما السرير هو الفاصل بيننا،لم أُظهر لها سوى الحدة في كلامي،

 | Devil Paradise |Where stories live. Discover now