١

5.5K 282 43
                                    

كانت جالسة تعبث بخصلات شعرها المبللة شاردة بجمال الافق، بينما انسابت دمعة من عينها تليها اخرى تفرج عن آلامها

"ماريــآن، هل انتي مصغية الى حديثي؟"
قاطع شرودها صوت اختها المتسائلة

"آسفة ماري، لقد شردت قليلا"
اعتذرت
"آه يا اختاه، الى متى ستبقين على هذه الحالة؟ يجب ان تنسيه و تعيشي حياتك كما فعل هو"

"وهل تقدرين على فراق حبيبك؟"
قالت ماريان
صمتت الاخرى عندما لم تجد الكلمات المناسبة
فسخرت ماريان
"تماما; كحقيقة اني لن استطيع اخماد نيران حبه ببساطة"

تنهدت اختها بقلة حيلة ثم خرجت من الغرفة تاركة اختها غارقة في ذكرياتها
لم تشأ ماريان ان تصبح على هذه الحالة لكن خبر انفصالها عن حبيبها السابق و خطبته كانت كالصاعقة، صدمتها فحطمتها و قلبها
---
جففت شعرها المبلل و قررت الخروج من عزلتها قليلا لتنشق الهواء و التمشي قليلا على شاطئ البحر.
ارتدت ملابسها بسرعة ثم خرجت من المنزل تحث الخطى الى صديقها المفضل في الآونة الاخيرة لتشكي همها له

--
جلست على الرمل الفضي عابثة بمياه البحر النقي تاركة الهواء يطاير شعرها الاشقر
ثم تنهدت و شرعت باخراج ما في جعبتها من آلام و قهر
" لو تعلم قليلا يا صديقي البحر كم اتالم عندما اعود بذكرياتي معه، اتنشق عطره الذي احتفضت به، اتخيله بجانبي يمسك يدي و يقبلها بحنان... لكن لا يمكنني اخفاء حقيقة اني كنت اعيش في عالم اوهام، اوهام جميلة!"
بكت بحرقة على حضها العثر
لعنت انها مازالت تحبه و ستضل
كرهت يوم التقت به لاول مرة
و في الاخير تمنت عودته
--
تخلصت قليلا من الحمل الثقيل الذي كان يستوطن مشاعرها ثم تحاملت على نفسها و سارت الهوينا نحو بيتها
لكن يا للحظ
اصطدمت قدماها بمطعم ايطالي قديم كانا يقصدانه معا كل عشية سبت
يتسامران معا و يصطليان بدفئ المدخنة العتيقة
و في الاخير يرددان كلمات حبهما

ابتسمت بانكسار ثم قررت الدخول لمطعمها المفضل و تفقد احوال صديق قديم لها

"ماريـــآن!"
قال ذلك الطاهي بابتسامة واسعة
ثم احتضن ماريان
"الاهي يا صغيرتي! اشتقت لك بقدر الارض ومن فيها، اين كنت طيلة الشهران الماضيان؟ و اين هاري حبيبك الشقي لم اعد اراه في الارجاء"
اضاف
تلاشت ابتسامة ماريان عند ذكره لهاري
ثم تنهدت و قالت بخفوت
"لقد انفصلنا يا عمي، منذ شهران!"
شهق  العجوز بصدمة
فطبعا الجميع لم يتصور ان قصة حب عميقة ستنتهي بانفصال شنيع
"انا اسف يا ابنتي، لكن كيف انفصلتم بعد كل ذلك الحب؟"

جلس الاثنان و جعلا يتحدثان عن خبر الانفصال
حتى انار القمر، فاستاذنت ماريان بالذهاب
--
عادت للبيت فوجدت اختها جالسة امام التلفاز
"لقد عدتي، تعالي يا ماريان انه فيلمك المفضل. عندي لكي مفاجئة سارة ستعجبك"
قالت اختها بفرح فنادرا ما تخرج ماريان من غرفتها بعد الحادثة
"ها انا قادمة"
صرخت ماريان من العلية ثم نزلت و جلست حذو شقيقتها

--
لم تمر نصف ساعة حتى خيم صوت الجرس على المكان ففتحت ماري الباب بحماس
"انضروا من هنا!"
هتفت ماري بفرح
"روزي!"
شهقت ماريان بسعادة و سارعت باحتضان صديقتها المفضلة
"اين كنتي؟ لقد اشتقت اليك! لقد مرت خمسة اشهر لم اراكي فيها"
قالت ماريان
"اشتقت لكي ايضا، لو تعلمين يا صديقتي لقد تعرفت على شاب وسيم جدا و احببته ثم عرض علي الزواج و تعلمين كل متاعب تحضيرات الخطبة"
تنهدت روزي

"خطبتي دون ان تعلميني؟ يا اللهي اتركي درامتي المملة و اخبريني كيف تعرفتي عليه و كيف عرض الزواج و ايضا اريد مقابلته"
قالت ماريان بسرعة
"على مهلك يا فتاة، لقد سافر الى باريس ليتم عمله لذا لا تستطيعين مقابلته "
ضلت الفتيات تتسامرن لمطلع الفجر ثم استاذنت ماريان و صعدت لغرفتها لتقوم بروتينها اليومي
امسكت بشمعة ثم صورة قديمة لهما
ووضعتهما على الطاولة ثم امسكت بوردة و نثرت اوراقها على الصورة و جعلت تردد كلماتها القديمة معه
"انا و انتي، انتي و انا معا طول العمر
انا و انتي، انتي و انا نتخطى جميع المصاعب
انا و انتي، انتي و انا حبنا اقوى من كل شئ"
دندنت بكلمات اغنيتهما القديم و دموعها على و جنتيها
ثم رشت قليلا من عطره على سريرها و نامت على رائحة حبيبها

فابيلورا|h.sWhere stories live. Discover now