٨

2.1K 221 17
                                    

"يا اللهي"
قالت و غطت فمها بكفها
بالطبع، فالمنظر امامها لا تراه كل يوم
مدينة باريس مظلمة على عكس برج ايفل
ترى ورودا حمراء تحته
يليها خروج هاري من العدم
لم تعرف ماريآن انذاك ماذا تفعل
اما ان تركض اليه و تحضنه و تخبره بمشاعرها الحقيقية تجاهه
او اما ان تستدير و تعود ادراجها للفندق
لكنها قررت الخيار الاول لكن بدون اخباره احاسيسها "المحرمة" كما تقول
و بالفعل هرولت لاحتضانه و همست باذنه
"ان التقيك في زحمة العمر و انسج معك حكاية حب تكون نهايتها مأساوية كانت افضل جزء في حياتي رغم كل شيء"

"و لندع تلك النهاية تكون سعيدة"
همس بدوره مما ادى لاتساع ابتسامتها
شبك يده بيدها و ضغط عليها كانه يخبرها انه سيكون معها و لن يتركها
فضغطت بدورها على يده تخبره بانها تسلمه قلبها و احاسيسها و قد اتخذته ظهرا يتكئ عليه
خاف ان تتهشم عظامها بعد ان وجدها يدا ضعيفة تكاد عظامها تبرز من جلدتها الهشة، فارخى قبضته قليلا و قد ضهرت على ملامحه آثار الالم
ثم حاوط بيده الاخرى خصر ماريآن النحيل فاحست بقشعريرة تدب في اعماقها، فقد إشتاقت لهذا الشعور; ان تكون بين ذراعيه ، حيث تشعر بالامان و الاستقرار فيهما... ذراعاه هي قلعتها و قلبه هو كنزها الوحيد
لاحظ شرودها الطويل، ففرقع اصابعه امامها لتنتبه مما ادى الى اجفالها لوهلة ثم ابتسامها بلطف
"لاحظت انك شاردة، ما الامر؟"
"مجرد صداع خفيف و يزول"
"جيد"
بعد محادثتهما المختصرة لاحظت ماريآن مطعمهما المفضل
"سبارتينا"
كانت مكتوبة بخط كبير على جدار المطعم بالذهبي
ابتسمت بخفت ثم قالت لهاري
"هل مازلت تتذكر؟"
فحول جميع اهتمامه نحوها و قد لاحظ تحديقها المطول للامام فرفع بصره لتلتقي بذلك المكان القيم له
ابتسم بالم ثم سحب يدها ليدخلا معا سبارتينا
اختارا مكانا قرب النافذة و جلسا
"لم اتوقع يوما انهم سيفتحون فرعا جديدا بباريس"
باشر هو الحديث بغية بفتح حوار بينهما
"صحيح"
اجابت مع تحويل نظرها الى النادل الذي اتى ليأخذ طلبهما
"ما بـــــك؟ اراك تشردين كثيرا"
"فقط الامر غريب جدا"
"و ما الغريب؟"
"انت هاري"
"كيف؟"
تنهدت ثم قالت
" اذا قرّرت يوماً أن تترك حبيباً فلا تترك له جرحاً، فمن أعطانا قلباً لا يستحقّ أن نغرس فيه سهماً، أو نترك له لحظة ألمٍ تشقيه، وما أجمل أن تبقى بيننا لحظات الزّمن الجميل، وإذا فرّقت الأيّام بيننا فلا تذكر لمن كنت تحبّ غير كلّ إحساسٍ صادق، ولا تتحدّث عنه إلا بكلّ ما هو رائع ونبيل، فقد أعطاك قلباً وأعطيته عمراً، وليس هناك أغلى من القلب والعمر في حياة الإنسان فحينما نشتاق لحبيب العمر نشعر بأنّ الكون على امتلائه ما هو إلّا فراغ قاتل، ونتمنّى بأن كلّ وجوه البشر تنقلب لوجه الحبيب فإنّ الحبّ لا يمكن أن يَمحو الماضي لكنّه يغيّر المُستقبل.عندما تجلس يوماً وحيداً تحاول أن تجمع حولك ظلال أيّامٍ جميلة عشتها مع من تحبّ، أترك بعيداً كلّ مشاعر الألم والوحشة الّتي فرّقت بينكما و حاول أن تجمع في دفاتر أوراقك كلّ الكلمات الجميلة الّتي سمعتها ممّن تحبّ، وكلّ الكلمات الصّادقة التي قلتها لمن تحبّ، واجعل في أيّامك مجموعةً من الصّور الجميلة لهذا الإنسان الّذي سكن قلبك يوماً، ملامحه وبريق عينيه الحزين، وابتسامته لحظة صفاء، ووحشته لحظة شقاء. كانت هذه نصائح امي لي قبل وفاتها و فحين أشتاقك تتوقّف أنفاس الشّتاء لتستقبل مواكب إعصار يجتاح سهول قلبك ووديان روحك، أستعمر حتّى هالة حضورك، أستحضر ملامحك، أرسمك على مرايا ذاكرتي لتنعكس على محيّاي ابتسامتك وظلالك القمريّة، أنقش على صفحات المساء نجمات عينيك وهي تعبث في سحابة الّليل الثّمل بسحرك لتمطر بسمات ورديّة، أتلقّف شذى الياسمين المهاجر على ضفّة حرفك، أعطيه سلاماً بلون الفيروز، ألقّنه أبجديّة الحنين وسيمفونيّات العشق. الحبّ ربيع المرأة وخريف الرّجل. يا حبي المحرم سكنتِِ روحي وتربّعتِ على عرش قلبي حتّى تفارق روحي مثواها. زهر وورد وريحان، قطفته من جنّة الرحمن، أهديه لأعز إنسان و انت اهز انسان و احبهم الى قلبي يا حبيبي. كنت رجلي، ابي و شقيقي... كنت معي في السراء و الضراء، تخيلت نفسي ارتدي ذلك الفستان الابيض و اضع اكليل زهور على شعري الاشقر ثم اتبختر في مشيتي على ذلك الطريق الاحمر و الاطفال خلفي يمسكون بذيل ردائي و يوزعون الزهور ببراءة
ثم انظر لزمردتيك و تنظر لزرقاوتايا
فاهيم بجمال صفاءهما و اقع لك اكثر و اكثر ... لكن كان كل شيء حلما، او اكثر صراحة اوهاما وردية تحتويني و احتويها تهمس لي باشياء مفرحة تجعلني انسى اني بحياة قاسية لا يتقبل الاوهام الاتي اغزلها... الملخص، الحب ليس سيئا فهو لا يقتل العشاق، بل يجعلهم معلقون بين الحياة و الموت"
صدم لما قالته فلم يكن يتوقع ان تكون تحبه لتلك الدرجة
طأطأ راسه خجلا ثم قال بغير تصديق
"لا أعرف ما اقول!"
فابتسمت بحنية و مسحت على وجنته
"لا تقل شيئا يا حبيبي، يكفيني انك تعرف اني اهواك"
اجابت ليضع راسه بين كفيه ثم يقول
"احببتني اكثر مما استحق فاحببتك اقل مما تستحقين"
لتجيب هي بسرعة
" لا بأس، طلبي الاخير هو ان لا تجرح قلب خطيبتك، فمهما تعدى كرهي لها ما فوق المعقول فهي تبقى فتاة و انا اعلم معاناة ان تخسر حبيب"
ختمت جملتها بابتسامة منكسرة
"ماذا عن حبيبك الجديد؟"
تفوه بما جعلها تجفل و تهلع
لم تفكر في هذا قبل ان تطلعه على مشاعرها
" ما الريب ان يحب القلب اثنان؟ فبالاخير القلب يريد ما يريد و يكون العاشق هو الضحية"
كذبت بسرعة لتغطي على سؤاله
"كلامك عميق!"
"تماما كمشاعري"
"لا يجب ان تحبيني اكثر!"
صرخ لتجفل هي
"و ما الريب في ذلك؟"
سالت
"لانني و اللعنة مخطوب و انتي لديك حبيب و ان استمريتي على هذا الحال ساكسر ما تبقى من قلبك دون قصد"
اجابها و هو يحاول ان يهدا
" و لما و اللعنة تهتم؟ لقد رحلت و تركتني لا انا من رحل
لقد حطمت قلبي لا انا من حطم قلبك
لقد تركتني بفراغ داخلي لا انا تركتك
لما انت دائما تفوز؟
انت على ابواب الزواج من اخرى و انت هنا تتناقش معي حول مشاعري المحرمة لك... لا اصدق اني اتفوه بهذا"
تذمرت و هي تشعر بوخز في قلبها
"لن تفهمي ابدا!"
همس
"اريد رايتها"
قالت بعد صمت دام لدقائق
"ماذا؟"
"اريد مقابلة 'حبيبتك الجديدة'، اوه آسفة انها 'خطيبتك'"
تهكمت
" الن تتوقفي عن التهكم؟ ثم لن اقبل بهذا الى الى ان اقابل حبيبك الجديد"
قال
"موافقة"
اجابت بينما تمدّ له يدها ليصافحها
"موافق"
صافحها
"اذا اتفقنا، غدا احضري حبيبك و عندما تعودين الى لندن ساعرفك على خطيبتي لانها ليست معي"
اضاف لتومئ ماريآن بتفهم
خرجا بعد ان دفع هاري الحساب

"الى اين تريدين الذهاب الان؟"
قال
"الى الشاطئ..."
اجابت بهدوء
فادار محرك السيارة و اتجه لوجهتهما

---
مرت دقائق صامتة ليصلا الى الشاطئ
جلست ماريان كعادتها على الرمل تاركة الرمال تتغلل قدماها العاريتان
"هل مازلت تتذكر اين تقابلنا؟"
تطرق الى مسمعه صوتها ليبتسم بدفء
" الرابــــــع من ينايـــــر ٢٠١٤ حديقة لندن تحت شجرة التوت تحديدا... كنت ترتدين فستانا ابيض نقي كنقاء روحك و تمسكين بيدك جروك الوحيد "هاتشي" ... عندها عرفت انك المختارة"
قال
" و ما اللذي جعلك تغير رايك"
سالت و هي على وشك البكاء
"ستعرفين كل شيء في وقته، لكل شيء وقته"

|The End Of Chapter 🍃|
سربراااااااااااااااااايز
دي هي المفاجئة🌈🌈🌈🌈🌈🌈
اتمنى الشابتر يعجبكم
و ما تبخلو بفوت
ممكن و انت تقرى تحط فوت 😂😂😂😂
امزح على راحتكم
1123
كلمة
اطول شابتر كتبته للان

فابيلورا|h.sWhere stories live. Discover now