فابيلورا|h.s

١٠

' أصعب شعور بالدنيا عندما تحب بشكل كبير وتطرد من قلب من تحب دون سابق إنذار. صدقني، لقد شعرت بهذا الشيء معك... احسست انذاك بالغدر من اعز الناس، نصيحتي اليك، بعد الفراق لا تنتظر بزوغ القمر لتشكوا له ألم البُعاد، لأنه سيغيب ليرمي ما حمله ويعود لنا قمراً جديداً، ولا تقف أمام البحر لتهيج أمواجه وتزيد على مائه من دموعك لأنه سيرمي بهمك في قاع ليس له قرار، ويعود لنا بحر هادئ من جديد، وهذه هي سنة الكون، يوم يحملك ويوم تحمله، لانني و ببساطة جربت كل شيء من هذا... تعلم ان البحر كان صديقي و حامل اسراري، لكنه غدرني ايضا، كانت بدايتنا هناك و نهايتنا ايضا، كانت سعادتنا هناك و احزاننا، افراحنا و اوجاعنا و كل شيء متعلق بنا. سريعة... لكن هي الحياة دائماَ... كما تعلمنا... وكما تمر بكل الناس في كل زمان ومكان... غربة وحنين... لقاء وفراق... ضحكات ودموع... أحلى ضحكاتها اللقاء... وأحر دموعها الفراق... نعم... ما أحر دموع الفراق... أشعر بحرارة تلك الدموع رغم احتباسها في عينأي... لكن أقول يا عين لما تبكي... و يانفس فاحتسبي... يا قلبي اخرج ذلك الحب المحرم و يا روحي اطلقي صيحاتك لعلك ترتاحين
اشعر بحزن يعتصر قلبي... جسدي يتداعى من شدته شيء يحيرني يقلقني... أتساءل ماهو... اشعر بفراغ كبير في قلبي... .مكان سُيهجر لأيام وربما لشهور وربما إلى يوم القيامة... وإن لم يحن وقته بعد....لكنه إحساس بدء يتسرب إلى أعماق ذلك القلب العليل... إحساس بالخوف......والحزن... حزناً لفراق الأصدقاء.....وخوفاً أن أكون سائرةأسيرة وحيدة على شاطئ الذكر والتسبيح... وقيام الليل... من يذكر... ومن يعين و لكني مع مرور الوقت ساتقبل ان صديقتي التي اعتبرتها اختي قد غدرتني و حبيبي الذي سلمته نفسي قد طعنني، نعم سأرحل ولكن دون وداع.. سأرحل دون أن يشعر قلبك برحيلي.. سأرحل ولكن أحاول أستجمع أحاسيس قلبي.. ساعدني أيها القلب كي أرحل، آمل انكم سعيدون برأيتي اتلاشى، اشعر باناس تقودني للهاوية، عقلي مضطرب المكان مشوش دموعي اللعينة غدرتني، و يبقى السؤال، لماذا؟ لما فضلتها علي؟ هل العيب مني؟
نعم انه الوداع، لكني اعلم انها ليست النهاية، على الاقل ليست نهاية ذكراياتنا
سلمتك قلبي فٱعتني به، و اعدك انك لن تراني مجددا....
ماريان التي احبتك من صميمها'
كان ممسكا بهذه الرسالة الاي تركتها له
يقرأها و مع كل جملة تنزل دموعه الحارّة
يقرأها بصوت عالي لعله يتاكد من صحة الامر
"لقد سلمتني قلبها و انا ببساطة كسرته، ثم حاولت اصلاحه كالصاق الزجاج المكسور بالغراء، أنا احمق، لقد كانت على حق...انا لم اعرفها جيدا! لكني عشقتها جيدا"
تمتم و هو يمسح دموعه بعنف
لم يكن بيده خيار آخر سوى الذهاب لاختها و اخبارها كل شيء
و بالطبع ركب السيارة و اتجه لمنزلها
---
دخل البيت، فٱستقبلته رائحتها
انقبض قلبه فٱسرع الخطى نحو اختها
ليجدها جالسة على الاريكة ممسكة بصورة اختها و دموع على وجنتيها
"وصلتك رسالتها؟"
قالت بسخرية ليبتسم هو بين دموعه
"و ما سبب زيارتك بعد ثلاثة اشهر؟"
اضافت ليعطيها سريعا الرسالة
فتنكب في قراءتها
"أريد استرجاعها"
قال بلهفة لتبتسم هي ٱبتسامة جانبية
"تريد استرجاعها و انت لم تبكِ على فراقها طوال الشهرين؟ لم تعلم ماذا كانت تفعل... انت حتى لم تعرفها جيدا و صرت اشك انك تريد اللعب بمشاعرها و بل خطبت صديقة طفولتها"
آنفجرت في لحظة ضعف فهمس بشيء في اذنها جعلها تفتح عيناها على مصرعيها
"إذهب الى ايطاليا، ستجدها في موطننا و منزلنا ان كنت تعرفه اساسا"
قالت ليومئ هو على عجل و يشكرها