الفصل 39: الرقص مع الموت!!

32.7K 2.4K 1.2K
                                    


عندما كانت نائمة ...

فتحت عيناها على مهل ، لتجد نفسها في مكان آخر من طرف الحياة ، مكان فارغ غريب أشبه بغرفة سرمدية لا بداية و لا نهاية لها ، بيضاء تماما و لا يوجد فيها أي أثر للحياة .. كانت وحدها هناك فقط جسمها يطفوا في اللاشيئ !! شعرت بخوف كبير من وضعها و بدأت تنادي بكل الأسماء التي خطرت على بالها : رااغنار !! أمي !! أندرتيكر !! هل يوجد أحد هنا ؟! هل هذا إختبار أم ماذا !!!

......: حسنا ، يمكنني أن أعتبره إختبارا !!

تجمدت أوصالها عند سماع هذا الصوت ، منذ لحظات و هي لا ترى أحدا هنا سوى الفراغ ، إذن من أجابها الأن !!؟؟

إستدارت ببطئ شديد ناحية الصوت ، فوجئت عند رؤيته !! لقد كان طفلا يبدوا في العاشرة ، ذو قامة صغيرة ، شعره يتدرج بألوان الشفق ، و كأنه إنعكاس الأضواء القطبية على الجليد ، أو الكون الواسع على السحب العالية !! ملامحه كانت بريئة للغاية لكن عندما ترى عيناه الغريبتان قد تغير رأيك قليلا بأمره .. كان له عينان كبيرتان أكثر من الحجم الطبيعي ، سوداوتان فقط ليس لهما لا بؤبؤ و لا صلبة (الجزئ الأبيض من العين) فقط قزحية أغرقت العين كاملة في اللون الأسود اللامع ، لكن تتخلله بعض النقاط البيضاء الوهاجة التي تتحرك ببطئ و كأنها نجوم وسط ضلمات الليل !! ولديه نفس الرمز الموجود على الكتاب مرسوم على جبينه ، ألا وهو ثلاث دوائر محيطة بعلامة اللانهاية!!

رغم أنه يبدوا بريئا إلا أنه بالطبع ليس بشريا و هذا الأمر قد عرفته بسرعة ، حاولت إستجماع شجاعتها و الإبتسام ، ثم قالت : من أنت يا صغير ؟!، و من أين ظهرت الأن؟!

ضحك ببرائة و قال : رغم أنني أملك الكثير من الأسماء إلا أنه يمكنكي مناداتي بيونيفورس !!

فكرت قليلا ، بالطبع هذا غريب فمع الرمز و هذا الإسم أيمكن أن يكون ما تتوقعه ؟!

ضحك مجددا ما جعلها تتفاجئ ثم قال : لا داعي لأن تفكري كثيرا يا ليزي ، إنني تماما كما تتوقعين ، أنا هو كتاب الكون !!

شعرت ببعض التوتر فقد قرأ أفكارها و هي لم تتوقع مطلقا أن يكون الكتاب طفلا و لكن هذا لم يطمئنها كثيرا ، بالنهاية هذا هو الكتاب العظيم الذي يتحدث عنه الجميع منذ الأزل !!

تنهد بإستياء و قال : لماذا أنتي متوترة هكذا يا ليزي ؟! من المفترض أن تطمئني لشكلي هذا ألست محقا؟!

إبتسمت و قالت : بلى و لكن أنت الكتاب القوي كما يقولون ، هذا يوترني قليلا بالإضافة لأنني لا أعرف أين نحن !!

إبتسم و قال : ببساطة نحن داخل عقلك !!

نظرت إليه قليلا ثم إنفجرت ضاحكة و هي تقول : داخل عقلي !! كل شيئ فارغ هنا، هذا يفسر سبب غبائي!!

Black Shadow (الطيف الأسود)Where stories live. Discover now