الجزء الثاني عشر

5.3K 555 87
                                    

تفكيري لم يتوقف منذُ ان استمعتُ لتلك الرسالة. بدأ ما أشُك به يتضح امامي..

'القهوة' قال وهو يجلس ليقَطع شرودي

'شكراً ولكن انتَ لماذا تمتلك قهوة في منزلك وانتَ لا تحبها؟' تسائلت بغرابه

'للضيوف' اختصر لأقطب حاجباي، فهو ليس الشخص الذي يبدو ان هناك ضيوف تقوم بزيارته

'وهل يأتي لكَ ضيوف؟' تسائلت بحماقة ليجاوب

'لا' حسناً يا منفصم الشخصية..

استقم لأفعل المثل واسلمة اللوحات الجديدة حتي يراها بوضوح لينظر لهم بتمعُّن ولكنة اطال النظر ليجعلني اقلق

'ألم ينالوا إعجابك؟ تريدُني ان اجلب غيرهم؟ يمكنني فعل هذا' قلت بأندفاع ليقاطع

'اعجبوني بشدّة ولكن..' أشار بيدة علي واحدة منهم ليُكمِل 'كنتُ افكر ما هو الدافع الذي جعلكِ ترسمي لوحة مثل هذه؟'

نظرت للوحة. هي تتحدث عن اهمال الأمهات لأبنائهم، هذا هو محورها.

'أُمّي' قلت لينظر لي مُنتظر تفسير لأفعل

'اعني انا لم اراها مُنذ عدة سنوات. لن انكر واقول انها كانت افضل أُم وانها تُحسِن معاملتي بالعكس ولكن.. الأمر يختلف عند ذهابها تماماً. تشعُر حقاً كأنك تريد عودتها حتي فقط تنهرك ولكن لا تريدها ان تذهب. فليس كل الأبناء اقوياء حتي يتخطوا هذا ويكملوا حياتهم وحدهم وانا محظوظة اني لستُ من هؤلاء الضعفاء' ما قلتة جعلني اتذكر اشياء لم ارد تذكرها لأنها تؤثر عليّ سلباً ولكن هو اراد معرفة السبب علي اي حال.

نظرت لهاري الذي وجدتُه علي حافة البكاء. و ما فاجئنى كان عناقه لي...لحظات معدوده و عيناى مفتوحه على مصرعيها، فَقِصَّتي ليست مؤثرة لهذه الدرجة. ولكن حين شعرت بدموعه على عنُقي حاوطّه بذراعي.

'لا تقلق فأنا بخير الأن' قلتُ وانا اربت علي ظهرة ولكن كل ما فعله كان الأشتداد في العناق.

'هاري اهدئ... انهُ بخير' بدأت اشُك ان هذا فقط ذكرة بشئٍ ما ولهذا السبب يبكي، لا اعلم ما هو ولكني متأكدة انهُ أثّر فيه بشكلٍ كبير.

'أعتذر' هذا ما تفوه به بينما يبتعد ثم تركني وسلكَ طريقة للأعلي بهدوء

'هاري..' ناديته ولكنه لم يلتفت وأكمل للأعلي

تنهدتُ، هذا يبدو غريب جداً وهو لا يريد التحدث. لملمت اشيائي بخيبة أمل وأخذت اللوحات ثم تركت المنزل للمرة الثانية وانا افكاري مشوشه.

'روث قابليني في المنزل، اُريد ان اخبركِ شئٍ هام' تركت رسالة صوتية لروث ثم تحركت بالسيارة متجهه لمنزلي

===
==
=

ألقيتُ نظرة اخيرة علي نفسي في المرآه ثم اخذتُ لوحاتي وحقيبتي وخرجت من المنزل. دخلت السيارة وبدأت في الأتجاه لوسط المدينة. مٌتبقي يومان علي فصل الشتاء علمياً ولكن واقعياً فهو قد ابتدي بالفعل. اكرة الأجواء الباردة ولكني اُحب المطر.

مثالي كالقهوة || H.SWhere stories live. Discover now