3. الصديق .

538 58 63
                                    

تشابتر صغير في السريع ..

-------------------------------------------------------------
عند أوبتي إلى المنزل كنت أشعر بمزيج من الحماس و السعادة .

لا أعلم إن كان كل هذا الحماس من أجل صداقتي مع المجهول .

تذكرت ملامح وجهه الهادئه .

لم أكن أعلم أنه وسيم إلى هذا الحد ... عينيه عسليتين آسرتين ... أهدابه طويلة كثيفة سوداء ..... فكه الحاد ... شفتيه اللتين اجتاحهما اللون الوردي .... لحيته متوسطة الطول التي تزيده وسامة و رجولة .

ملامحه الهادئة و هذا ما يميزه . ففي إنجلترا تجد الشبان ذوي العيون الملونه و الشعر الأشقر أو البني الذهبي . جمالهم غربي أما جماله فشرقي طاغي .

Writer p.o.v :-

مضى الشتاء و حل الربيع بجوه الدافيء . و مع تلك الأيام الماضية تعرفت إيفيان على صديقها المجهول أكثر .

و زادت معرفتها بشخصيته الغامضة . هي لم تعرف سوى أشياء بسيطة و لكنها مهمة بالنسبة لها .

نعم فقد كانت إيفيان من اللواتي يهتمين بأدق التفاصيل .

و لكنه لم يفصح عن شخصيته بعد .

و مع أنه مر أكثر من شهر على صداقتهما الغير مكتملة .

و نعم ها أنا أقول أنها غير مكتملة ففي علاقات الصداقة عادة ما يكون الأصدقاء على علم تام بأصدقائهم و تفاصيلهم .

و لكن في علاقتهما كان الإختلاف . هما مختلفان .

علاقتهما مختلفة ليست كأي علاقة سمعتم عنها من قبل .

هما لكل منها خفايا و ماضي ... هناك الكثير من الأسرار التي لم تظهر بعد .... هناك الكثير من الألغاز التي لم تحل بعد .

تلك الأبواب التي لم يسبق لها أن فتحت حتى يظهر ما خلفها .

هذا الغموض .... هذا الغموض عو ما يثير حماسهما .

هذا الغموض هو ما يسبب إستمرار صداقتهما .

هو ما يجعل هذه الصداقة فريدة من نوعها .

في علاقات الصداقة كثيرا ما يحدث الملل و هو ما يخرب تلك العلاقات . فالملل آفة العلاقات

علاقات الصداقة من افضل العلاقات البشرية في العالم . فالصداقة دفيء في ليلة بارده .

فالصديق هو الأخ و هو السند الذي ستحتاجه في يوم من الأيام . هو ذلك الحدار الصلب الذي سيعينك على النهوض من جديد .

الصديق هو شمعة في طريق مظلم . قمر في ليلة حالكة . دائما ما يساعد صديقه على دفن أحزانه و تخطيها .

لم تكن إيفيان تملك صديقا يوما . كان لديها بعض الزملاء .... الاقارب .... و لكن لا أصدقاء ... لا أعتقد أنها امتلكت يوما هذا الشخص الذي مشاكلها دون خوف .

في كل مرة تذهب لمقابلة صديقها المجهول . كانت تجده يعزف على جيتاره تنتظره لينتهي ثم يبدآن بفتح باب الحوار .

كانت هي عادة من تتحدث . لا تعلم لماذا و لكنهاوكانت تشعر بالإرتياح لم تجربه مسبقا 

فقد كان هو ذلك المستمع الرائع . يستمع و يرى الأمور من زاوية أخرى تماما .

دائما ما كان لديه منظور مختلف للأمور .

هذا ما كان يجذبها للحديث معه ليعطيها رأيه . عي كانت تعوى ذلك الإختلاف .

الإختلاف يعني التغيير . و كانت بطلتنا من المؤمنين أن التغيير هو سنة الحياة و قانونها .

الروتين ... الروتين هو إختناق ... إختناق للروح و الجسد معا . .. الروتين معناه اننا سننجز نفس الأعمال كل يوم ..  سنكون مثل الريبوتات الألية ... لا حياة فيها .. فقط ماكينات تعمل .

إذا أين الحياة في الامر ؟

المجمل أنه إن لم تفكر من منظور آخر و زاوية أخرى فأنت لن تشعر بالحياة . أن لم تشعر بالتجديد فأنت لم تشعر بالحياة .

مجهول [Z.M]Where stories live. Discover now