11-إعتراف .

412 36 2
                                    


عدت إلى المنزل و ما زلت أتخبط في دوامة أفكاري و مشاعري المضطربة...
دلفت إلى غرفة أبي مبستمة بعذوبة .

" مرحبا أبي " قلت محيية إياه .

أجابني بإبتسامة حنونة دافئة : مرحبا بنيتي ...  كيف حالك ؟

تنهدت و قلت بصراحة : لست بخير ...

أحتلت ملامح القلق وجه أبي و سألني و قد رأيت الإهتمام في عينيه : ما بك ؟؟

أرتميت بجسدي على الفراش بجانبه و وضعت رأسي على صدره و قلت : مشتتة و ضائعة .

عاد يسأل مرة أخرى : و لماذا ؟؟

عقد لساني و لم أعرف بم أجيب ... من المحرج أن أتحدث مع أبي في أمر كهذا ...حاولت التحدث فتلعثمت : في الحقيقة أبي ..... إنه ......أأااااا...

قاطعني سائلا : أتحبين يا بنيتي ؟،

اخفضت بصري و اعتدلت في جلستي لأصبح مقابلة له ثم تحدثت بصوت خفيض : لا أعلم .

سأل مرة أخرى بفضول : زين ؟؟
أومأت برأسي في هدوء ... فاجأني حينما أمر : صفي شعورك أتجاهه .

بدأت في الحديث متنهدة :اوه.....حسنا امم....... اشعر بالأمان و هو بجانبي  .... و بدقات قلبي تضطرب للحظة حين أراه ...... أشعر أنني فقط أود التحديق في ملامحه لباقي عمري و أن أغلق عليها ذاكرتي ... أشعر بدفء يحتل كياني حتي في الصقيع البارد. ... أشعر برغبة في البقاء معه حتى تخرج آخر أنفاسي .... أشعر بالضياع بمجرد النظر لعينيه ذات اللون العسلي ..... أشعر بالغيرة من أهدابه الطويلة الساحرة .... من خواتم يديه النحاسية ... و كأن رؤياه كانت كغيث أنزل على أرض يباب فدب الروح فيها مرة أخرى "

ضحك أبي بخفة و تحدث : أنتي لا تحبينه يا صغيرتي بل تعشقينه لقد تخطيتي مرحلة الحب كما أرى .

نظرت له مشوشة سائلة : و ما الفرق بينهما ؟

أجابني بهدوء و حكمة : الحب هو أن تهوي تلك الأشياء المتعلقة بمحبوبك أما العشق و هو أن تغرقي في تلك التفاصيل الصغيرة المثالية المتعلقة بمعشوقك و كما أرى فأنتي قد وقعت في غرام تفاصيله .

أبتسمت بعدما أدركت حقيقة مشاعري و قد هدأت العاصفة بداخلي .

قبلت أبي على جبينه و ذهبت إلى غرفتي لأنعم بنوم هاديء.
..............

خرجت خالتي من المشفى و قد إنشغلنا في تجهيز المنزل للإحتفال الصغير بخروجها  .

مشاعري لم أبح بها بعد و لكن لوي قد أمسكني أحدق بزين بينما نعلق الزينة .... كيف يضحك و يمازح الفتية .... كيف يرفع شعره و يبعثره حين يضايقه .... كيف يلعق شفتيه من حين لآخر...... كل تفصيلة صغيرة .

و لكنه وعدني ألا يخبر أحدا  .

و قد حان الوقت المنتظر حين عادت خالتي إلى المنزل لتملأه دفئا .

مجهول [Z.M]Where stories live. Discover now