الفصل الأول

23.1K 401 18
                                    


الفصــل الأول :

إشتد وطيس المعركة ، وإحتدم القتـــال بصورة مميتة ، وإرتفع صوت صهيل الخيول وصليل السيوف وهي تتلاحم معاً .. كما تناثرت الأغبرة حــول الجميع ، فبدى المشهد حـــاداً للغاية ..

وقف هـــو بين الجميع على ظهر جواده – وقدميه تركلان في الهواء - ليصيح بصوت هـــادر ومرعب :

-لا تتركوا لهم الفرصــة ، أبيدهم عن بكرة أبيهم ، وارفعوا راية النصر للملك شيروان

أجابه أحـــد الفرســـان المحاربين إلى جواره :

-سمعاً وطاعة سيدي جـــاد !

ثم لكــز جواده بقدمه لينطلق مخترقاً صفوف المقاتلين ليفتك بهم دون رحمـــة ...

إرتسم على ثغــــر جـــاد – القائد الأعلى لجيش الملك شيروان – إبتســــامة إنتصـــار جلية بعد أن تمكن من حصــار أحــد أهم معاقل عدوهم الأول ..

ولكن سريعاً ما تلاشت تلك الإبتســـامة حينما وجد تلك الأعين الثاقبة تحدجه بنظرات شيطانية ، فأخذ نفساً عميقاً ، وحبسه في صدره ، ثم كز على أسنانه بقوة ، وصـــاح بصوت هـــادر :

-سأقتلك يا بن أسيد ، سأريق دم فرد أخــر منكم !

ثم شهر سيفه عالياً ، وإنطلق بجواده نحوه .. وبدأ في مقاتلته بشراســـة واضحة ..

..................................

على مدار عقـــود كانت المعارك دائرة بين أشد الممالك قــوة وعظمة للظفر بتلك الأراضي الخصبة وضمها إلى نطاقها لزيادة مساحتها ، وفرض سطوتها على شعبها البسيط ، والتنعم بخيراتها .. وعلى إثر تلك الحروب الحامية إنهـــارت ممالك بتدميرها وتحول شعبها لأســرى وعبيد .. ومُحيت ممالك أخــرى من على وجه الأرض.. حتى إنحصر القتال بين مملكة الملك شيروان ديجوار ، ومملكة السلطان أسيد الغازي .. وتناوب الإثنين القتـــال لإحتلال تلك البقعة المتبقية .. ولم يتمكن أحدهما من ضمها كاملة إلى مملكته ..

وإمتدت الحرب بينهما لسنوات .. وعلى أثرها خســر السلطان أسيد ولده الأكبر ســـاري ، وتولى بعده قيادة الجيش الابن الأوســط غـــازي الذي كان بارعاً في فنون القتــال ، ولكنه لم يكن بمهــــارة قائد جيوش الملك شيروان .. ذلك الفارس المحارب الذي يدعى جــــاد نيجرفـــان ، والذي فنى عمره في الحفاظ على تلك المملكة من أي معتدٍ غادر .... فإعتبره الملك شيروان إبنه الذي لم يلده .. وتعهد له بتزويجه ابنته الوحيدة – آنيا - حينما تصل إلى ذروة الشباب ليضمن بقاء المملكة موحدة وتحت حكم قــــوي .. ووعده جـــاد بقتل أشد أعدائه خصومة ، والإتيان برؤوسهم أسفل قدمي ملكه حتى ينتهي منهم جميعاً .. وأوشــك على تحقيق هذا ..

شهد الأفاعي - الجزء الثالث من سلسلة سنابل الحبWhere stories live. Discover now