الفصل التاسع

5.6K 285 5
                                    


الفصل التاسع :

قفــــز الأمير عقـــاب - بلا تردد ولا أدنى لحظة تأخير - خلف أسيرته الشقـــراء ..

وبمهــارة حرفية إستطاع أن يغوص في الأعمـــاق لينتشل جسدها قبل أن يغرق تماماً فيفقدها للأبد ..

سحبها بذراعها نحو أقرب حاجز صخري ..

تنفس الصعداء أنها حينما قفزت كانت بعيدة عن النتوءات الصخرية الحادة ، فلم تتحول إلى أشلاء ..

استخدم قبضتيه في رفعها على تشكيلات الصخور العريضة ، ثم إستند براحتيه عليهم ليصعد هو الأخــر إلى جوارها ..

تمدد بجسده ، وظل صدره يعلو ويهبط لاهثاً بصعوبة بعد هذا المجهود الكبير ..

أدار رأســه في إتجاهها ، ورمقها بنظرات قوية وهو يردد بصوت متقطع :

-لقد تفوقتي على ألد أعدائي خصومة في غباءِهم !

اعتدل في جلسته ، وتنفس بعمق ، ثم زحف نحوها ليتفقدها ..

كانت أنفاسها شبه منتظمة ، لكن وجهها كان بــــارداً وأكثر شحوباً ..

لاحظ إرتعاشة جسدها ، وإستكانة غير طبيعية فيها ..

فرك وجهه براحته ، وحدق فيها بتفحص ، وتابع بإنهــاك :

-لن تموتين الآن ! ثقي بحديثي !

انحنى بجذعه عليها ، ومرر ذراعيه أسفل جسدها ، ثم حملها ، ونهض بحذر من على الأرضية الصخرية .. وســـار بخطوات شبه بطيئة عليها حتى تمكن من الوصــول إلى بداية بوابة ســرداب صخري مدفونة بين الصخور .. فتلك البوابة السرية لا يعرف بوجودها إلا قلة قليلة .. فتوارى بداخلها ليعود إلى داخــل القلعة الحصينة ...

..........................................

طـــوى السلطان أسيد الورقـــة التي كان يقرأها ، وإلتوى فمه بعنجهية جلية وهو ينتصب في جلسته على عرشــه ..

ثم رفع رأســـه لينظر إلى الفارس الذي يجثو على ركبته أمامه إحتراماً وإجلالاً له .. وأردف قائلاً بتعالي :

-أبلغ مولاك الملك شيروان أني سأدرس الأمر

هـــز الفارس رأسه بخفة وهو يجيبه قائلاً :

-حسناً

أضــاف أسيد قائلاً بإبتسامة متسلية :

-كذلك أخبره بأني أحمل له مفاجأة صغيرة نظير عرضه المغري

قطب الفارس جبينه بإندهاش ، ونظر بحذر نحو أسيد الذي تابع بثقة :

-مفاجأة ستسعده ، وتجعله يأتي راكضاً إليّ !

شهد الأفاعي - الجزء الثالث من سلسلة سنابل الحبWhere stories live. Discover now