الفصل الخامس

5.8K 301 8
                                    


الفصل الخامس :

تحرك ركب الأميرة في طريقه الوعـــر عبر الجبال ليصل إلى وجهته بـأمان دون أن يتعرض لها أي أحـــد ..

كان على رأس الركب قائد الجيش جـــاد نيجرفـــان ، ورغم الصلابة البادية على وجهه ، إلا أن قلبه كاد أن يقتلع من بين ضلوعه لفراقها ..

ظل يأخذ أنفاساً عميقة ليحبس عبراته ويمنعها من الإنهمــار .. فهو كقائد – وكرجل – لا يليق به البكاء .. ولكن من أجلها فقط هو على إستعداد تام لفعل أي شيء ...

لكز جواده بخفة ، وإلتفت برأسه لينظر نحو الفرســان الأشداء الذين تولوا تلك المهمة ، وإنتقاهم بعناية ، وهتف قائلاً بصوت قاتم :

-الغابة على مسافة قريبة ، استعدوا ، فهناك يكمن الخطر

رد عليه أحدهم بثقة :

-اطمئن سيدي جـــاد نيجرفان ، فأعيننا تراقب المكان جيداً

رفع جـــاد رأسه عالياً ، وأشــار بيده وهو يأمر بصرامة :

-أرسلوا الرمــاة أعلى تلك البقعة !

-حسناً سيدي

أضــاف قائلاً بصوت متجهم :

-تأكدوا من وجود أعين لنا تسبقنا بخطوات لتنبهنا في حال وجود فخ ما

-كما تريد

سلط جـــاد أنظاره على العربة لعله يختطف نظرة سريعة من أميرته الحسناء ، ولكنه لم يرْ سوى المربية .. فتنهد بيأس ، وتابع متابعة حركة الجميع ..

..................................

أسدلت فاليري الستائر على النافذة بعد أن تطلعت برأسها للخارج قليلاً ، ثم احتضنت بيدها كف الأميرة آنيا الملقى على حجرها ، وتشدقت بحنو :

-القائد جاد يبذل ما في وسعه لحمايتك ، حقاً إنه من أكثر الفرسان إخلاصاً للملك

ردت عليها آنيا بفتور :

-لا يهمني الأمر

أخذت فاليري نفساً عميقاً ، وزفرته برفق قائلة :

-أميرتي .. أعلم أن الأمر صعب ، ولكنها مشيئة الملك !

إحتقن وجهها أكثر وهي تردد بحدة :

-مشيئة الملك ، مشيئة الملك ، اصمتي فاليري ، لا أريد أن أسمع !

ثم سحبت كفها ، وضمته إلى يدها الأخرى .. وضغطت على أسنانها بعنف ..

هزت فاليري رأسها حزناً عليها ، وحاولت أن تلطف من الأجواء ، فأردفت قائلة بهدوء حذر :

شهد الأفاعي - الجزء الثالث من سلسلة سنابل الحبOpowieści tętniące życiem. Odkryj je teraz