الفصل الرابع عشر

5.7K 283 9
                                    


الفصل الرابع عشـــــر :

طلب الطبيب من الوصيفة داليدا أن تستخدم المياه الباردة لخفض حرارة جسد آنيا ، وجهز لها وصفة عشبية لتتناولها لتساعدها على تجاوز تلك الأزمة ..

وأشفقت هي على حال تلك البائسة التي تزداد وهناً مع الوقت ..

إنتــــابت الأميرة آنيا كوابيساً مزعجة خلال رقدتها الجبرية في فراشها ، فزادت من حالتها سوءاً ..

كانت تُصـارع في أحلامها من أجل إنقاذ أبيها الذي تعشقه .. ولكنها كانت عاجزة ، متيبسة في مكانها .. أقدامها متصلبة ، لم تستطعْ الحركة أو حتى تحذير والدها من تلك الأفعى السامة التي تقترب منه وهو موليها ظهره ..

حاولت الصراخ ، لكن صوتها كان مكتوماً ..

لوحت بيديها بصورة هيسترية لتلفت إنتباهه ، لكنه لم يرها ..

هناك ثقل كبير يجثو على صدرها ، ووخزات حـــادة تقتلع فؤادها من ضلوعها ..

تسارعت أنفاسها ، وتسابقت نبضات قلبها ..

بكت بحرقة وبلا توقف ..

شعرت بلمسة حانية عليها ، بصوت رقيق يتخلل وسط آلامها ليسكنهم ..

فتحت عينيها بصعوبة ، فلمحت طيف الوصيفة داليدا وهي جالسة إلى جوارها ، وتحدثها هامسة بنبرة مطمئنة :

-لا تجذعي بُنيتي ، أنا إلى جوارك

شعرت آنيا بعاطفتها الصادقة نحوها وهي تمسد على رأسها برفق ، واستشعرت قدراً من الطمأنينة وهي تمسح برقة حبات العرق الممزوجة بعبراتها من وجهها ..

رمشت هي بعينيها قليلاً قبل أن تستسلم مجدداً لأحلامها المزعجة .. فحاولت الوصيفة داليدا إفاقتها لعلها تبعدها عن تلك الهواجس المخيفة خاصة وأنه بات مزعجاً عليها رؤيتها تعاني دون أن تفعل شيئاً من أجلها ....

.......................................

تصلب الأمير عقـــاب بصدره العــــاري في جناحه الملكي أمام مساعديه الذي سارعوا في إلباســـه درعه الحربي ليترك القلعة فوراً بعد قرار والده السلطان ..

كان واجماً ، شــارداً ، نظراته خاوية من الحياة ..

لم يعرف ما الذي أصابه ، ولكن حالة من الحزن الكئيب سيطرت عليه ..

ورغم عدم معارضته لأي من قرارات أبيه ، إلا أنه اليوم كان يشعر بأن روحــه تسحب منه .. هو يفقد شيئاً غالياً إعتاد عليه دون أن يكون له حق الإعتراض ..

تخللته مشاعر مضطربة لم يجد لها أي تفسير .. ولكنها كانت تشعره بالرفض التام لما يحدث ..

شهد الأفاعي - الجزء الثالث من سلسلة سنابل الحبWhere stories live. Discover now