الفصل الثالث عشر

5.7K 286 10
                                    


الفصل الثالث عشـــــر :

جفل جســــد آنيا برعب حينما رأت بأعينها المنهكتين مربيتها السابقة فاليري وهي تجرجر قسراً نحو تلك الأفاعي الســـامة ، فهتفت بتوسل للسلطان أسيد :

-أرجوك ، لا تقتلها ، اتركها !

التوى فمــه بإبتسامة متهكمة ، وأجابها بقسوة :

-أتركها ؟ أتمزحين ! ستلقى ما تستحق !

استعطفته أكثر بنبرة شبه باكية :

-لا تقتلها ، إنها كــأم لي !

رمقها بنظرات بــاردة ، ورد عليها بجمود :

-إنها خائنة

ثم زادت نظراته قســـوة ، وهتف بتهكم وهو يشير عليها بإصبعه :

-أتغفرين لأمثالها ؟!

صرخت فاليري بإهتياج وهي تحاول تحرير نفسها :

-دعوني ، اتركوني ، لقد فعلت ما أمرت به !

اعتصــــر قلب آنيا أسفاً على حالها ، وهتفت مجدداً برجاء :

-دعها تذهب ، أنا مسامحة إياها !

حدجها السلطان أسيد بنظرات احتقارية قبل أن يضيف بسخط :

-أنتي حمقاء

تشنجت تعابير وجهها ، وتحملت إهانتها على مضض ، ولكن لا يهم أي شيء الآن في مقابل إنقاذ حياة من قامت بتربيتها .. لذا استجمعت رباطة جأشها ، وهتفت بعصبية :

-ادعوني كما شئت ، حمقاء ، بلهاء ، أو حتى غبية ، المهم لا تقتلها !

صدمت فاليري من دفــــاع أميرتها المستميت عنها ، فشعرت بفداحة جرمها ، فقد كانت أكثر رحمة منها عليها ، وهي المذنبة التي خانتها ببساطة ..

فبكت بندم واضح ، وصاحت مستغيثة :

-أميرتي .. أنقذيني !

ابتلعت آنيا ريقها ، وهتفت بإصرار :

-دعها لشأنها ، اتركها ترحل !

شــــاهد عقاب ما يحدث بذهــــول ، فلم يكن يتوقع أن تعفو شقراءِه عمن خانتها بتلك البساطة

بدى متخبطاً في أراءه ومعتقداته ، فهو الذي يذبح بلا أدنى ذرة شفقة من يتجرأ عليه بنصل سيفه ، ويقف بشموخ على جثمان أعدائه .. فأتت تلك الأميرة ودمرت مبادئه بالكامل ، وجعلته يتردد ، يرتبك .. فقط بعفويتها ، وقلبها النقي آلانت قلبه ، وجعلته ينظر للأمــــور بمنظور مختلف ..

ما آلمه أكثر هو رؤيتها تتوسل والده القاسي ، وهو يقف عاجزاً أمامها ومتابعاً في صمت ما تفعله ..

شهد الأفاعي - الجزء الثالث من سلسلة سنابل الحبحيث تعيش القصص. اكتشف الآن