الفصل العاشر

5.8K 297 23
                                    


الفصــل العاشـــــر :

تسلقت آنيـا النافذة لتقفز نحو الباحة .. ترددت لوهلة في فعل هذا

ولكنها في النهاية حسمت أمرها ، واستجمعت رباطة جأشها ، ثم أخذت نفساً عميقاً ، وحبسته في صدرها ، ومن ثَمَ دفعت جسدها بكل قوة للأمـــام ليهوى على الأرضية العُشبية ..

تأوهت بصوت مكتوم وهي تفرك ساعدها الذي آلمها من الإرتطام .. ثم نهضت بحذر ، وتوارت خلف الشجيرات الخضراء الجانبية ..

إستمعت إلى همهمات بعض الرجــال القريبين منها ، فوضعت يدها على فمها لتكتم أنفاسها .. وظلت ثابتة كالصنم - لا تحرك ساكناً - حتى ابتعدت الأصــوات وتلاشت ، فنهضت سريعاً من مكانها ، وتحركت بخطى خفيفة نحو المجهول الذي أمـــامها ..

ســـارت هي بحـذر بجوار الشجيرات وهي محنية للأمــام ، ولكنها تسمرت في مكانها مصدومة حينما رأت ذلك الجدار الصخري الشاهق ..

ازدردت ريقها خائفة ، وتلفتت حولها بذعـــر ..

بدت كالهائمة على وجهها ، وغمغمت مع نفسها برعب :

-هل ضللت الطريق ؟ لا .. أنا أتيت من هناك ، وآآ..

هزت رأسها بإستياء بعد شعورها بالعجز عن التفكير بصورة عقلانية ..

ثم رفعت بصرها للأعلى لتحدق في ذلك الجدار ، وفركت ذقنها وهي تفكر ملياً في أمــر ما قد طرأ ببالها ..

إلتوى فمها بإبتسامة مغترة وقد هداها عقلها لخطة ماكرة ، فهمست لنفسها بثقة :

-سأتسلق هذا الجدار ، فربما خلفه تكمن حريتي !

وبالفعل بحثت عن نتوء ما بـــارز بالجدار لتضع قدمها عليه ، ومنه تنتقل للبروز التالي ، واستغلت وزنها الخفيف في التسلق برشــاقة عليه حتى وصلت لقمته ، فإستندت بكفيها عليه ، ودفعت جسدها بكل قوتها للأعلى ، وجلست عليه ..

شهقت بصوت شبه مرتفع حينما حدقت أمامها ، وإرتسم على تعابير وجهها علامات الإندهاش الممزوجــة بالصدمة ..

تبخرت جميع أحلامها حينما رأت تلك الســـاحة القتالية الخاوية والتي تعج بأدوات التدريب للمقاتلين ..

لم تستطع الحفاظ على توازنها من هـــول المفاجــأة ، فترنح جسدها بشدة للأمــام ، وإنفلت كفي يدها ، فسقطت من أعلى الجدار ، ودار جسدها حول نفسه نزولاً للأسفل وهي تصــرخ بفـــزع كبير ...

............................................

أعــــد حُـــراس الملك شيروان موكباً هائلاً لــه ليستقله ويذهب إلى مملكة السلطان أسيد ..

شهد الأفاعي - الجزء الثالث من سلسلة سنابل الحبHikayelerin yaşadığı yer. Şimdi keşfedin