الفصل الرابع

5.9K 282 4
                                    


الفصــــل الرابـــــع :

أعــــد قائد الجيش جاد نيجرفــــان تجهيزات الركب الخاص بالأميرة آنيـــا من أجل تهريبها من المملكة دون أن يعرف أي أحــد بهذا ..

لم يكن الأمـــر سهلاً عليه ، فإبتعاد رمز الحب والبراءة عن القصر الملكي سيترك فراغاً كبيراً لديه .. ولكنه أمـــر حتمي ولابد منه ..

........................

كذلك استمـــر السلطان أسيد وولده الأمير عُقــــاب في تضييق الخناق على جيش الملك شيروان .. وتعاقبت الخسائر الجسيمة على الأخير واحدة تلو الأخـــرى .. وبات عاجزاً عن الدفـــاع بقوة عما يخصه ..

تنهد السلطان أسيد قائلاً بثقة وهو ينتصب في جلسته على عرشـــه :

-قريباً سينتهي شيروان ، وسأقف على أنقاض مملكته !

ابتسم له عُقـــاب نصف إبتسامة وهو يردف بجمود :

-نعم يا أبي .. وسأشهد معك على تلك اللحظة !

ضيق أسيد عينيه ، ومــال على ابنه وســـأله بخفوت :

-هل أعيننا تراقب أميرته ؟

أجابه ابنه بهدوء دون أن تطرف عيناه القاسيتين :

-نعم ، ومازالت حبيسة المملكة

أرجع السلطان أسيد ظهره للخلف ، وتابع قائلاً بجدية :

-عما قريب سيضطر إلى تهريبها

حدق عقـــاب في الفراغ أمامه ، وكــز على أسنانه ليقول بشراســة :

-نعم ، وحينما يفعل هذا سيجدنا في إنتظارها

كـــور أسيد قبضته بقوة ، وصــاح بتلهف:

-كم أنتظر تلك اللحظة بفارغ الصبر

إستدار عقاب برأســـه ناحية والده ، ورد عليه بتوعــد صريح :

-ستأتي يا أبي .. ستأتي !

.........................................

قضت آنيا لياليها المتبقية في مملكة والدها تبكي بحرقــة على فراق من تحب ..

رفضت أن تتناول الطعـــام أو أن تخرج للحديقة الخاصة بها أو حتى تمارس أنشطتها اليومية البسيطة ، وإكتفت بالمكوث في فراشها تبكي وتنتحب لعل والدها يرأف بها ويستجيب لرغبتها في البقاء معه .. ولكن دون جدوى ..

صرخت بمرارة وهي تدفن رأسها في وسادتها الناعمة :

-اتركيني لأموت ، دعيني وشأني

توسلت لها مربيتها المخلصة فاليري من أجل أن تعتني بصحتها وتتناول الطعام قائلة بإستعطاف :

شهد الأفاعي - الجزء الثالث من سلسلة سنابل الحبWhere stories live. Discover now