الفصل الثاني عشر

5.5K 284 8
                                    


الفصل الثاني عشــــر :

قبض السلطان أسيد على ذراع أسيرته الأميرة آنيا ودفعها للسير معه جبراً ..

تحملت هي قوة أصابعه الغليظة والمغروزة في يدها ، وكتمت تلك الآلام في نفسها ، وجاهدت لتبدو صلبة أمامه ، رغم أن الرعب يسيطر على جميع أوصالها ..

تبعهما الأمير عقـــاب ، ولم يحدْ بنظراته عن شقرائه ، ولكن قلبه كان يخفق بتوتر عجيب .. هو يعلم جيداً أن ما ستراه آنيا لن يسرها على الإطلاق ، فهي سترى الجانب البشع والمخيف من السلطان الذي لا يقهر ..

تحرك الجميع نحو ســرداب جانبي بعد أن ولجوا لداخل القلعة .. ثم ساروا بخطى سريعة نحو بهو ما ، ومنه عرجوا إلى ممر خفي ، ثم هبطوا على درجات كثيرة للأسفل حتى وصلوا إلى قبو شبه مظلم ..

ملأت رائحة الموت - والتي كانت ممزوجة برائحة عطنة مثيرة للغثيان - المكان ..

قشعريرة بـــاردة سرت في جسدها فجعلتها تجفل بشدة ..

زادت نبضات قلبها ، وتسارعت أنفاسها إلى حد ما ..

توقعت أن يحدث الأســوأ وهيأت نفسها لهذا حتى لا تنصدم ..

أشعل عقاب مشعل خشبي ليضيء الطريق أمامهم ، ثم استطردت حديثه متسائلاً بنبرة شبة قلقة :

-مولاي ، أتظن أنها فكرة سديدة ؟

رمقه أبيه السلطان أسيد بنظرات حـــادة قبل أن يجيبه متسائلاً بخشونة :

-وهل تخشى عليها مما ستراه ؟

إرتبك لوهــلة ، وضغط على شفتيه بقوة ، ولم يعقب ، ثم تحرك للأمام ..

وزعت آنيا أنظارها الخائفة بينهما ، ولكنها إستجمعت رباطة جأشها ، وابتلعت ريقها بصعوبة ، وهتفت متحدية بشجاعة زائفة :

-أنا لا أخــاف من شيء

التوى ثغر أسيد بإبتسامة خبيثة وهو يرد عليها :

-سنرى الآن !

أسند عقــــاب المشعل في مسند جانبي خاص به ، ثم دفــــع بكفيه بقوة بالغة بــــاب حجري ثقيل لينفتح قليلاً بعد أن أصدر صريراً عالياً .. ثم ولـــج هو أولاً للداخل ، وتنحى جانباً ليفسح المجال لكليهما ..

إزدردت آنيا ريقها برعب واضح على بشرتها الشاحبة ، وخطت للداخل بشجاعة مصطنعة ..

لم تتبين أي شيء في البداية ، فالإضـــاءة باهتة للغاية ، فإستغرقها الأمر عدة ثوانٍ لتعتاد عينيها عليها ..

ولكن كان هناك صوتاً مميزاً في ذلك المكان المظلم ..

هو صـــوت فحيح الأفاعــي ومصحوبة برنين أجراس خافتة ..

شهد الأفاعي - الجزء الثالث من سلسلة سنابل الحبحيث تعيش القصص. اكتشف الآن