الفصل السابع

5.7K 295 18
                                    


الفصل الســــابع :

برودة شديدة أصابت جســـد آنيا المسجى على الأرضية الرطبة ، فجعلتها تتأوه بصوت خافت ..

تململت في نومتها التي أصابت عضلاتها بالتيبس ، وشعرت بثقل كبير يجثو على صدرها ..

سعلت سعـــال حرج وهي تجاهد لفتح عينيها المرهقتين ..

في البداية لم تتمكن من رؤية أي شيء بسبب الظلام الدامس المسيطر على المكان .. فرمشت بعينيها الخضراوتين لعدة مرات محاولة الإعتياد عليها ..

وبعد برهة لمحت وميضاً يأتي من الأمـــام يبرز القليل من ملامح المكان ، فضيقت عينيها وأمعنت النظر بدقة فيما حولها ..

اتسعت حدقتيها برعب وهي تكتشف ما يحيط بها ..

هي في مكان شبه مظلم وخالي من كل شيء إلا من دلو صغير ، وبساط من القش ..

إلتفتت برأسها للجانب لترى قضبان حديدية تفصلها عن الجزء الخــارجي .. فشهقت بذعـــر متسائلة :

-أين أنا ؟ وما هذا المكان ؟

إزدردت ريقها بخوف جلي ، ونهضت بتثاقل عن الأرضية ..

أزعج أنفها تلك الرائحة العطنة التي تسود المكان وأصابتها معدتها بالغثيان ..

كما كاد يصيبها بالجنون صوت هديل المــاء المتقطع ..

تهدل فستانها عليها ، فإنكشف جزءاً كبيراً من كتفها ، فحاولت ستره بيديها ..

ثم إنتبهت حواسها بالكامل حينما سمعت حسيساً خافتاً ، فأدارت رأسها نحو مصدر الصوت ، وصرخت قائلة بإهتياج حينما رأت جرذاناً صغيرة تسير على مقربة منها :

-أخرجوني من هنا ، لا أريد البقاء في هذا المكان العفن !

ألصقت ظهرها بالحائط المتشقق ، وظل تركل بقدميها على الأرضية ..

ثم ركضت نحو القضبان الحديدية وتعلقت بها ، وهتفت بصوت هـــادر متحشرج وهي تهزهم بعنف :

-ساعدوني ! أخرجوني من هنا !

لم تجد أي أحـــد بالخـــارج .. فقط هي بمفردها في هذا المكان الحقير ..

أدركت آنيا أنها حبيسة في زنزانة معزولة ..

فواصلت الصراخ لعلها تجد من يستجيب لإستغااثتها المتلاحقة ..

لكن لا شيء .. فقط هدوء قاتل يصيبها أكثر بالرعب ...

جفل جسدها ، وشحب لون بشرتها ، وبدأت أسنانها تصطك من البرد والخوف ..

تراجعت للخلف بظهرها ، وتلفتت حولها بنظرات زائغة ..

ثم دفنت وجهها في راحتي يدها الباردتين ، وصاحت بصوت مختنق :

شهد الأفاعي - الجزء الثالث من سلسلة سنابل الحبWhere stories live. Discover now