البارت 12

196 10 2
                                    

الطقوس احيانا اشبهها بالمشاعر فعندما تمطر فان السماء تبكي مع شخص ما يبكي تحتها لتغسل دموعه و تختلط معها لكي لا يعلم احد انه مكسور اما عندما تثلج فهي تضمد جرح احدهم كان ينزف لوقت طويل ليصبح كالقطن على ذاك الجرح... كانت اسكتلندا اخيرا تثلج بعد اسابيع من الامطار كما هو الحال مع انكلترا ..... (ماذا تعني انك سترسلهم الى اسكتلندا لعده اسابيع ) قال جاك بوجه يشع احباطا وهو يسير بحصانه مع ارثر وحصانه في المرج ( ماذا!! وما شاني انا السيده مادلين طلبت وتعرف اني لا استطيع رفض طلبها وخاصه انها وفتاتك قد اشتاقا الى الاميره كثيرا اربعه شهور يا رجل ليست قليله ) تافف جاك بانزعاج ( وانت منذ شهور وكانك تعشق ابعادي عنها ) ثم نظر لارثر بعينين ضيقه كانه اكتشف شيئا ليطالعه ارثر بتسائل وبعد لحظات ( انت اجل انت تتعمد ابعادي عنها انا متاكد تعشق تعذيبي هذا واضح فمنذ شهور لا تنفك على فعل هذا اما مهام بحث سريه او سفر بين مدن او اجتماعات المجلس التي اصبحت لا تفوت اما سفر للتجاره ) قال جملته ليزفر بقهر اما ارثر فقد على صدى ضحكته في المكان ليقول( انت تمزح جاك ههه انت مستحيل لقد فقدت عقلك ) كان يتكلم بصوت متقطع من ضحك لينظر له جاك بانزعاج ( لما لا اضحك اضحك واجعل صاحبك يتلوى على صفيح ساخن وانت تراه و تضحك احسنت ) حمحم ارثر بعد ان توقف عن الضحك ( هل تظن عائلتك سترضى بها ... ولا تقل ما شانهم او اي شي فانت اما ان تكون جادا معها او ابتعد عن طريقها ) قال ارثر جملته الاخيره بحزم وهو يشر اليه بسبابته بتحذير ليبتسم جاك ( لا اعتقد انهم سيوافقوا ولكن لا اهتم لهم انت تعلم ) تحولت ابتسامته لحسره وغصه فهمها ارثر ليكمل ( انت تعلم فهم لم يتوقفوا منذ عقود عن ما يفعلوه ... حياه استقراطيه قذره بالطبع لن يحبوا فتاه بسيطه ولطيفه مثل اليزا ..، سيعشقون ربطي بمن هي متبرجه لا تسير الا و فساتينها تجر خلفها بمترين قبعات فاخره وووو كل ما هو تافهه) قال جملته الاخيره بشمئزاز ليسال ارثر ( وما الحل اذا ) لبتسم جاك ( لن اجعلهم يصلون لغايتهم بربطي بفتاه كتلك ليعيش ابنائي مثلي يتربون بين الخدم و المربيات والمرضعات ليعيش الوالدين بين السهرات والجلسات الفاخره يتباهون بما لديهم من اراضي ونبل وشرف تفتقر اليه ارواحهم وتصرخ به اجسادهم فحسب) ابتسم ارثر لصاحبه بفخر ( اتعلم اكره الاعتراف بهذا ) تبادل كل منهما النظرات لكن جاك كانت نظراته متسائله ليقول ( ماذا) ضحك ارثر مجيبا باستفزاز( انت معتوه واحمق كبير لكني احبك ) تبادلا ضربات وقد اصبح راس ارثر محاطا بذراع جاك من الرقبه ليبعثر له شعره ويقول ( حقا اتحبني انا اعتقد يجب ان تراجع حساباتك ) حاول ارثر التملص من يد جاك فهو يكره هذا اللعب الطفولي (ابتعد جاك هل نحن اطفال ) ابتعد جاك عنه ليقول متذمرا( جليد مزعج ) ارتاحى عند النهر جالسان كالعاده ليقول جاك ( الاميره) عقد ارثر حاجبه لينظر لصاحبه قائلا ( ماذا !!) ليقول جاك بوجه لا يفسر ( لقد قلت الاميره ما زلت لا تذكر اسمها خاليا من لقبه ...متى ستعترف لنفسك اخي) تنهد ارثر وعاود نظره للنهر وبعد صمت ليس بقليل قائلا( لا نستطيع ان نكون معا الان ولا اعلم ان كان جائزا فيما بعد )
ليجيب جاك بعد ان عرف ما بداخل صاحبه انه يخاف الارتباط بما هو ليس ابدي وباقِ ليقول ( اعلم اعلم انك لا تريد ان تدمر حياتها لتعيش انكلترا سعيده ولا ان تربط حياتك بها لكونها اميره ولا يجوز بها ان تتزوج اي شخص ) صمت جاك ليكمل مراقبا لتعابير صاحبه ( لكن ان تعلم ما هو الوسط الذي عاشت به وسط كاذب قذر مليئ بالنفاق والاستغلال وتعلم ان من سيرتبط بها من هذا الوسط ما هو الا طامع اما بنفوذ واما باموال طائله لانه سيمسك العرش بعد الملك لذا فهل انت مستعد لامرين؛ الاول ان ترمي البلاد بيد طاغي اخر والثاني ان ترمي بها لجلاد اخر اسوء من والدها ) نظر له ارثر بصدمه ليكمل جاك ( اجل يا صاح لا يوجد سواك فانت هنا ستضمن سعاده الاثنين انكلترا وملكته وملكه هذا ) واشار لقلب ارثر بود ليكمل ( ستجعل منك ملكا وستجعل منها ملكه على عرشين عرش المملكه وعرش قلبك ) ابتسم ارثر وبعد صمت طويل من جاك كسره ارث قائلا ( لو خيروني بين العرشين لاخترت عرش قلبها لاتربع عليه ) ابتسم مرجعا بضهره للخلف مستندا على ذراعيه على العشب ( اتعلم احيانا افكر ان اهرب واذهب الى ذاك الكوخ الذي كان منزل هروبي من كل شيء اذهب وانا متاكد لاول مره اني ساذهب اليه واجده نضيفا ومرتبا تزهو منه روائح طبخها اللذيذ و بالتاكيد ساجده دافئا لاول مره فكم كنت اتعذب بتدفئته عند ذهابي بعد ان اهجره لشهور ) ابتسم جاك ليسال بتوجس( ماذا فعلت لتوقع بك هكذا ) ضحك بصوت مرتفع نسبيا ( ان كانت قد روضت بلاك بلمسه واحده ماذا ستفعل بصاحبه ) ضحك جاك بعلو صوته ناظرا لبلاك ليقول ( فعلا صدمت لطالما تمنيت امتطائه ولكن دون فائده ترجى عنيد ..لا افهم ماذا فعلت له ليخضع هكذا ) كان جاك يتكلم وقد سرح بارثر عانياً اياه في كل حرف و قد كان الاخير سارحا هو الاخر في الغروب الذي عكس حمرته على تلك الثلوج في الجبال الشاهقه امامه والمروج الخضراء ... ليذهب بخياله متكلمه ،..""نعم من لا يخضع لزرقاء العينين نظرتها الصادقه تلك تشعرك ان الظلم تحت هذه السماء انتهى لتمسح على جراحك بلمسلتها الناعمه .. لايذكر متى وقع وكيف أعندما وجدها ملقاه على ارض منزله ام عندما روضت بلاك وسارت في الحديقه ام عندما حاولت فتح باب تلك الغرفه وكانها تفتح باب قلبه من دون استأذان"" 

ارثر دويل Where stories live. Discover now