6- سجن من ذهب

3.2K 76 15
                                    

-ولكن لماذا انا بالذات؟
تساءلت روز بصمت تقريباً وعقلها الذكي يعمل بسرعة قائلة . لم تجد الأمر مفهوماً ذلك ان خافيار يمكنه ان يحصل على اي امرأة يريدها ، فهو إذن ليس بحاجة الى ان يبتز امرأة لكي تتزوجه :" لقد قلت بنفسك إنك رجل تقليدي فلماذا اذاً لا تتزوج من فتاة إسبانية شابة؟ انا واثقة ان هناك عشرات النساء اللواتي يتلهفن الى الحصول على حظ الزواج منك ".

-لقد جربت ذلك مرة. هذه المرة أريد امرأة ناضجة لها اهتماماتها الخاصة ، وهكذا لن تصطدم اهتماماتها باهتماماتي. امرأة لديها أهدافها الخاصة . اريد ترتيباً يخدم المصلحة المشتركة بدون ارتباط عاطفي . امرأة تدفئ فراشي من دون ان تدعي بأنها تدفئ قلبي ولأنني اعرفك جيداً هذا يجعلك في نظري اصلح النساء لذلك .
انه لم يعرفها على الأطلاق ، فهما لم يلتقيا سوى مرة واحدة وكانت فتاة فتاة بريئة ساذجة . ومع ذلك لم يمنعه ضميره من ان يصفها بأنها أمرأة منحلة خلقياً . لقد قال ذلك عدة مرات اما لماذا فعل ذلك فهذا ما لم تعرفه بعد! لقد جرحها في العمق وقد أغضبها تجريحه لها ، أغضبها من نفسها بالدرجة الاولى كما جعلها تتميز غيظاً منه. ونظرت الى وجهه بعنف.
تصريحه الوقح هذا وغطرسته غذيا عنف غضبها :" إذهب إلى جهنم وخذ معك عرض الزواج الأبله هذا".
لن تتكرم عليه بجواب. ولكن تحت غضبها هذا تحرك إحساس بالخوف . ضحك خافيار بخشونة :" قد اذهب الى جهنم كما قلت لي بلباقة . ولكن صدقيني أيتها السيدة سوف آخذك معي . انت مدينة لي وأنا استرد دوماً ديوني".
كان قريباً منها ... أقرب مما يجب ...
-أنا مدينة لك؟
هتفت بذلك غير مصدقة . هذا الرجل الذي سبب لها من الألم وتحطم القلب اكثر مما كانت تتصوره ، لديه الوقاحة لأن يقول إنها مدينة له ؟ لا بد أنه مجنون ..
التوى فمه بابتسامة جمدت الدم في عروقها ، وقال ببطئ بلهجة الوعيد :
- الأفضل ان تصدقي ذلك . لقد حدثني سبستيان بكل شيء عن لقائكما وكيف انك ارتميت بين ذراعيه بعد ان تركتك مباشرة . وفري على نفسك تمثيل دور البرائة ، فهذا الأمر لا ينجح مرتين .
-حاول سبستيان ان يخفف عني.
لم تدرك روز انها بقولها هذا قد اعترفت ومن دون وعي منها بأنها كانت بين ذراعي سبستيان ، لم تدرك ذلك لشدة غضبها :" كان سبستيان صادقاً معي على الاقل . أخبرني بالحقيقة التي هي اقل ما يمكن ان يقال عنك . وهي انك ضيق الأفق بالتزامك بالاعراف والتقاليد واخلاق قطط الازقة . فليساعد الله زوجتك المسكينة ، لا بد انها كانت تعيش في جهنم".
وسرعان ما ادركت انها تجاوزت الحد، فقد امتلأت عيناه بغضب بارد كالثلج :" ليس لك شأن بزوجتي الراحلة . ولكن بصفتك زوجتي المستقبلية ، الأفضل لك ان تتعلمي شيئا من حسن السلوك ".
-في أحلامك!
قذفته بهذا الجواب ثم ارتجفت وهي ترى ملامحه الكئيبة الحاقدة :
-فكري في الأمر، يا روزالين .
وضغط كتفيها بيديه بقوة آلمتها :" وأنا واثق من أنك ستوافقين ".
أخذت تنظر إليه وهو يزداد اقترابا منها ، وقد سمرتها الصدمة وانتابها شعور بدائي غادر . جاء عناقه متملكاً وعنيفاً تقريباً ... بعنف النار التي اشتعلت في حواسها .
حاولت ان تبقى سلبية إزاء هذا الهجوم الضاري . لكنها وشعرت بنفسها كمن يعود الى بيته بعد غياب عشر سنوات طوال ومال الى جسدها عليه وبأنين اجش ، احاطت رقبته بذراعيها .
رفع خافيار رأسه ، فانزلت روز ذراعيها عن رقبته ، فانكمشت خزياً لضعف إرادتها الذي جعلها تستسلم . وضع يديه على كتفيها وأبعدها عنه برفق وهو ينظر بعينين ضيقتين الى احمرار الخجل في وجهها :" كما ظننت تماماً . بعض الأشياء لا تتغير ابدا . سأعود إليك عند السابعة مساءً لأخذ الجواب ولأرافقك الى العشاء ".
وابتسم ابتسامة ذات معنى :" ربما كنت تحبين ان تتحدثي قليلاً مع آن اولاً . ليس لدي شك في انها ستحبذ ارتباطنا ".
شحب وجهها ، وشعرت بالمذلة . إنه على صواب من الناحيتين ، بعناق واحد سقطت ضحية رجولته الفائفة . وآن مصممة على الزواج من جيمي ...
نظرت روزالين إليه بعينين متسعتين عنيفتين مليئتين بالإحباط وهو يتوجه إلى الباب .
التفت يواجهها وقد سقط عن وجهه القناع الساخر النائي ليكشف عن غضب عنيف :" ولا تقترفي خطأ التبخيس من شأني هذه المرة يا روزالين. أنا أعني كل كلمة اقولها . لم أكن جاداً في حياتي قط أكثر مما أنا الآن".
ثم غادر الغرفة بعد ان اغلق الباب خلفه بهدوء .
لم تعرف روز كم مضى من الوقت وهي تنظر الى الباب .
لم يساورها الشك ابداً في أنه ينوي تنفيذ تهديده بتدمير خطبة جيمي وآن . لكن الأسوأ هو معرفتها ان بإمكانه ان يفعل ذلك. إنها تحب جيمي وتعلم انه مغرم بآن. لكنه صغير السن ، فهو لا يزال في الرابعة والعشرين من عمره ، ولن يتمكن من مقاومة الإغراءات التي بإمكان رجل محنك مثل خاله خافيار ان يوفرها له. التفريق بين الحبيبين لن يأخذ من خافيار وقتاً طويلاً فالتهديد بقطع التمويل عنه جعل ميزان القوة في يده .
نظرت في انحاء الغرفة ، ثم ارادت ان تبكي وفي الواقع ، اغرورقت عيناها بالدموع ، لكنها مسحتها بيدها بعنف . ذات يوم كان الزواج من خافيار أغلى احلامها . لكنه لم يعد كذلك الآن ...
لقد سارت في ذلك الطريق مرة من قبل فبعد عودتها الى انكلترا منذ عشر سنوات شعرت بالشوق إليه . كانت صورته تملأ أحلامها كل ليلة ، وظهر الشحوب على وجهها . وفي قنوط الوحدة فكرت بأن تتصل به وذلك بعد ثلاثة أشهر تقريباً من عودتها . ابتلعت كبرياءها ثم اتصلت بالشقة في برشلونه فرد عليها سبستيان ، ووعدها بأن يخبر خافيار انها تريد ان تتحدث إليه.
لكن سبستيان عاد للأتصال بها بعد نصف ساعة ليخبرها بأن خافيار سيتزوج بعد اسبوع ، وليس لديه ما يقوله لها. وكانت لدى سبستيان أوامر مباشرة بألا يعطيها عنوان خافيار أو رقم هاتفه.
شعرت بالصدمة وخيبة الأمل ، وظل الألم يتملكها بسبب ذلك طوال تلك السنوات العشر ...
بدا الحزم في عينيها تذكرها الماضي لن يحل مشكلتها . دخلت الحمام ومن نظرة سريعة الى غرفة الملابس أدركت ان هناك من أخرج امتعتها من الحقيبة . دخلت الحمام وفتحت الصنبور على الحوض ثم خلعت ملابسها وعقدت شعرها بالدبابيس عند قمة رأسها ، ثم خطت الى الحوض الممتلئ بالماء وما لبثت ان اسندت رأسها الى الخلف .
تذكرت مشاجرتها مع خافيار في الطائرة وتذكرت اعترافه (نهم للسيطرة والتسلط) لم يكن يمزح إذاً! عادت بذاكرتها الى الأربع والعشرين ساعة الماضية ، ولم تصدق كيفية احتياله عليها لتجد نفسها أخيراً في هذا الوضع.
إنه رجل حقير مخادع، لكن اطلاق النعوت عليه لن يحل المشكلة.
وببطئ وقفت وخرجت من الحوض ، ثم تناولت منشفة لفّت بها جسدها وهي ترتجف . تراءى لها وجه آن وهي تتوسل إليها لتبقى لطيفة مع هذا الرجل .
لن تستطيع أن تجد مخرجاً لمشكلتها إلا اذا جارته في لعبته وتصرفت معه بمثل القسوة التي يتصرف هو بها!
زمت شفتيها بصلابة ، ثم أخذت تجفف نفسها . ومن غرفة الملابس اختارت ملابس داخلية سوداء وثوباً اسود . وابتسمت بجفاء . ومن مجموعة الملابس التي احضرتها معها ، بدا اللون الأسود اكثرها ملائمة .
بعد عشر دقائق ، عادت الى غرفة النوم . ما ان دخلت حتى جمدت مكانها ، كان خافيار واقفاٌ عند النافذة ، مرتدياً سترة عشاء بيضاء وبنطلوناً أسود وقميصاً أبيض وربطة عنق حمراء على شكل فراشة.
بدا وسيماً للغاية ، لكنها حدقت في جانب وجهه الخشن باشمئزاز ظاهر :" في العادة يقرع الناس الباب قبل الدخول الى غرف الآخرين ".
-فعلت ذلك.
قال ذلك وهو يستدير ليواجهها . شملها بنظراته الغامضة . لقد تركت شعرها منسدلاً على شكل خصلات كثيفة حمراء ، أما قبة ثوبها الحريري فكانت عبارة عن ربطة مطرزة بالخرز الأسود تشكل عصابة حول عنقها . كما كانت التنورة متسعة قليلاً وتنتهي فوق ركبتيها بعدة إنشات ، وقد طلت أصابع يديها باللون نفسه وكذلك شفتيها الممتلئتين.
لقد استخدمت كل مهارتها لقديمة في الماكياج ، التي اكتسبتها من عرض الأزياء . فوضعت كريما مرطباً ملونا على بشرتها فهي تحتاج الى بعض العون لكي تبدو متوهجة بالصحة . كما وضعت شيئاً من الكحل يزيد من جمال عينيها واتساعهما. بالاضافة الى ماسكارا لأهدابها. وهكذا اصبحت جاهزة للمواجهة .
همت بالسير امامه الى الباب ، لكنه وضع يده على ذراعها يوقفها :" لا تسرعي . اريد جواباً اولاً . هل ستتزوجينني؟".
لكم توسلت الله ان تحدث معجزة تجعله يعتبر حديثهما السابق لم يكن سوى رؤيا او تخيلات ، لكن توسلاتها لن تنفع .
-إسمع خافيار .
حاولت ان تتكلم معه بينما لم تكن تتمنى في الحقيقة سوى البصق في وجهه :" يمكنني ان افهم انك تريد ان تجعل اباك سعيداً لكنني لا اريد ان اتزوج . انا طبيبة ، ولدي مهنة".
-طبيبة من دون عمل ، حالياً . آسف روزالين لكن اعتراضاتك تافهة . انت ما زلت ترغبين بي . لقد عرفت ذلك في اللحظة التي تحدثت فيها إليك في منزل تيريزا. نظرت إليّ بعينين متسعتين والنبض في عنقك يخفق .
ووضع يده على ذلك النبض :" نعم ، هذا ما كان يخفق كما يخفق الآن. كما انني اريد زوجة . و (نعم) هو الجواب الوحيد الذي اريده".
توهج الغضب والألم في عينيها وهما تستقران على وجهه الأسمر ، لكنها جاهدت للسيطرة على مشاعرها.
-دعني افهم جيدا ما تقوله، هل تعني أن عليّ أن امثل دور زوجتك لكي يكون ابوك سعيداً ، ولا شيء اكثر من ذلك ، بينما تتكفل صديقتك برغباتك الأخرى؟
ونظرت إليه لكن عينيه لم تفصحا عن شيء .
أنزل يده عن ذراعها . فحدقت فيه بصلابة مدة طويلة :" ولماذا لا تتزوجها هي؟"
رفع حاجبه ساخراً :" أنتِ لست ساذجة الى هذا الحد يا روزالين . تعلمين أن ذلك لا يتوافق مع تقاليدنا ".
لم تعرف روزالين لماذا تشعر بالدهشة لقسوته هذه وعدم مراعاته للمشاعر . لقد عانقها ليخضعها له فقط ليثبت تفوق رجولته عليها ، بينما كانت هي تضلل نفسها بأنه يريدها حقاً ، فيا لحماقتها!
إنه لم يرغب فيها وهي في التاسعة عشر ، فكيف يرغب فيها بعد عشر سنوات؟ ربما صديقته امرأة شابة مذهلة الجمال ومستعدة تماماً لتلبية رغباته من دون اعتراض .
-هل وافقتِ؟
قطع عليها افكارها بصوته العميق فنظرت إليه وكان هو ينظر إلى ساعته بشيء من فروغ الصبر . فسألته وما زالت غير مقتنعة :" متى سيكون العرس؟".
لم تستطع ان تفكر في حل بديل لا يترك آن محطمة القلب.
-بعد اسبوعين أو ثلاثة . فليكن تصرفك هذه الليلة نحوي ودياً تماماً كما هو نحو جيمي وآن . وبعد أيام سنبدأ بإيهام الآخرين ان بيننا علاقة بتبادل العناق أحياناً او بعض الملامسات . وسيرى أبي ذلك حتماً وفي آخر الأسبوع سأعلن عن زفافنا . يمكنك ان تتركي لي بقية التفاصيل .
فسألته بجفاء :" هل لدي خيار آخر؟"
تأملها بعينيه الفولاذيتين من دون رحمة :" لا، إذا كانت سعادة آن تهمك كما تريدينني ان اعتقد فأنت ماهرة في التظاهر بمشاعر أنت لا تشعرين بها حقاً"
لوت شفتيها بابتسامة مرة. ان تتزوج رجلاً مثل خافيار ، يشك في إخلاصها ، في عقيدتها، ومشاعرها هو شيء يدعو الى السخرية حقاً.
وقالت بفتور :" لا بأس، انا موافقة".
وضع يده العريضة على ظهرها :" سيدة عاقلة ".
قال هذا بنبرة واضحة من الاعتزاز والرضى ، وهو يستعجلها للخروج الى الطابق الاسفل. وعندما اقتربا من باب الصالون ابتعدت روز عنه . لقد وافقت على ابتزازه لها ، لكنها لم تصبح جاهزة بعد لتمثيل دور الأنثى المغرمة المتألقة العينين . إنها غاضبة للغاية!
دخلت الى الصالون الفسيح أمام خافيار رافعة الرأس ثم أومأت تحيي الخطيبين الشابين السعيدين اللذين يجلسان بجانب بعضهما البعض على الاريكة . ثم تحول نظرها الى رجل وقف لرؤيتها ، وقد كان جالساً على كرسي عالي الظهر . أمسك الرجل بعصا من الخيزران ذات مقبض من العاج ثم تقدم نحوها . كان طويل القامة لكن كبر السن والمرض احنى كتفيه اللتين كانتا يوماً ما مزهوتين . كان يرتدي بذلة عشاء سوداء تبدو متهدلة على جسمه النحيل ، نظرة واحدة إليه انبأت روز هذا الرجل مريض جداً، وأن تهذيباً فائقاً فقط هو الذي جعله يقف على قدميه ساعة دخولهما . وعلى الفور سارت نحوه وهي تمد له يداً نحيفة انيقة :" لا بد أنك الدون بابلو ڤالدزلينو".
الحمدلله أنها تذكرت اسمه. هنأت نفسها لذلك :" أنت جد جيمي . أنا الدكتورة روزالين ماي ، ابنة عمة آن ورفيقتها الحارسة لمدة اسبوع".
تألقت فجأة العينان البنيتان الكئيبتان في ذلك الوجه الذي غضنه الألم :
-المعذرة يا عزيزتي ، لكنك اصغر واجمل من ان تكوني مرافقة حارسة. وفي الواقع على الأمهات ان يخفن من ان تخطفي انت الخطيب . أليس كذلك يا ولدي؟
وضحك بصوت خافت ، وانتبهت روز فجأة الى ان خافيار كان قد تقدم ووقف بجانبها . نظرت إليه ، فإذا به يبتسم لأبيه بحنان لم يدع لديها شكاً في مدى حبه له. رغم نفورها من فكرة إرغامها على هذا الزواج ، تفهمت فجأة اسباب خافيار . لقد احبت هذا الرجل العجوز .
فأجاب خافيار :" ربما انت على صواب يا ابي . ولكن إجلس من فضلك ودعني أحضر الشراب لضيوفنا".
واتجه الى الجهة الأخرى من الغرفة وسأل روز عما تريد ان تشرب .
فأجابت بنعومة ولكن من دون ان تحول عينيها عن الرجل العجوز :
-عصير الأناناس من فضلك.
عاد الدون بابلو ليجلس في كرسيه ثم نظر الى روز :" أنت طبيبة ولكنك لا تشبهين اياٌ من الاطباء الذين عرفتهم . صدقيني لقد عرفت العشرات منهم على مر السنين ، وأنا واثق انني لو رأيت طبيبة مثلك لكنت سأشفى على الفور" .
فقالت باسمة :" أنت يا سيدي ، متملق للغاية".
-هذا كل ما استطيع عمله الآن.
ردّ عليها الرجل العجوز بغمزة من عينيه انفجرت لها روز ضاحكة.
فقال خافيار وهو يناولها كأسها :" إنه مغازل رهيب . لا تشجعيه".
تناولت منه الكأس ، واحتكت أصابعها بأصابعه بشكل خفيف ، ما أرسل في كيانها كله شوقاً غير مرغوب به عليها ان تتغلب على هذا الشعور الذي يتملكها لأقل لمسة من خافيار . حدثت بهذا نفسها بحزم ، فقد قال لها بوضوح انه يريدها فقط زوجة ليسر والده. وهكذا عادت تشارك بالحديث العام، وهذه الفكرة في رأسها.

حب .. وخط أحمر!  " جاكلين بيرد " ..(روايات احلام)Dove le storie prendono vita. Scoprilo ora