7-سيد العالم

3K 72 10
                                    

بخطوتين واسعتين كان يقف الى جانبها وعيناه تلتهبان غضباً ثم هتف بها ثائرا :" ماهو العمل الذي تقومين به؟"
-أنا ...
ولم تستطع ان تكمل .
-إخرسي.
راح يتحدث مع صاحب المقهى ، ثم أخرج من جيبه رزمة من الاوراق المالية ناوله إياها بدا ذلك لروز كرماً سيئاً للغاية . تنازل بأن نظر إليها مرة أخرى : "هل انتِ بخير؟"
سألها بخشونة وعيناه تتفحصان جسمها الرشيق بإمعان فهزت كتفيها :" بأحسن حال ، ما عدا أنني ضللت طريقي وكدت أذوب من الحر ".
- انت محظوظة لأن هذا كل ما حدث لكِ .
قال هذا ساخراً ببطئ ثم قبض على ذراعها وأوقفها :" هيا بنا نذهب".
نظرت الى صاحب المقهى بابتسامة أملت ان تبدو شاكرة ، لكنها كانت ترتجف في داخلها ، فقد وقف خافيار كصقر يهم بالانقضاض . بدا وجهه صلباً جامد التعبير، لكن عينيه الضيقتين كانتا تخترقان عينيها حتى الأعماق. كان قد اوقف سيارته في وسط الشارع فتسببت بتوقف السير ، وفي وسط الصياح الغاضب وجلبة ابواق السيارات ، دفعها الى مقعدها في السيارة بقوة، وصفق الباب خلفها ، ثم جلس المقود لتنطلق بهما السيارة بسرعة .
ألقت نظرة جانبية على جانب وجهه ، باحثة عما تقوله. وهبطت عيناها الى فتحة قميصه عند العنق فأدهشها ان ترى ان أثر الجرح القديم في فكه يصل الى عظمة الترقوة . لم ترها قط من قبل ، ثم أدركت انها بالرغم من حرارة الجو ، لم ترَ قميصه مفتوحاً عند العنق طوال العطلة الأسبوعية .
-كيف حصلت لك هذه الندبة؟
خرجت هذه الكلمات من فمها قبل ان تستطيع منعها. فقال بصوت بدا عالياً متفجراً في السيارة المقفلة : "بحق الله عليكِ أنت تعشقين المخاطرة . انتِ تعلمين جيداً سببها . واذا كانت حياتكِ تهمك، اخرسي إذن حتى نصل الى البيت" .
تعلم؟ ليس لديها ادنى فكرة . وهي قد سألته فقط لتخفف من هذا الجو المتوتر في السيارة:" آسفة لأنني تكلمت".
ساد بينهما صمت متوتر فيما السيارة تجتاز بهما الشوارع الضيقة. وشعرت روز بأن اعصابها المتوترة على وشك الانفجار . وقفت السيارة امام الباب ، فسحبها من السيارة وعاد يجرها مرة أخرى صاعداً الدرجات الى حيث البرودة في الداخل.
وقفت روز في وسط الردهة وقد سئمت من معاملته لها وكأنها تلميذة متمردة :" إسمع ، لا يمكنك ان تلومني لأنني اضطررت الى الاتصال بك لأن ليس لدي نفود إسبانية".
اشتدت اصابعه على ذراعها العارية ، وقد اصبحت عيناه باردتين شاردتين على وجهها المتمرد :" الى مكتبي".
أمرها بذلك من بين اسنانه المطبقة، وبعد ذلك بلحظة وجدت روز نفسها في غرفة تغطي جدرانها الكتب، بينما أقفل خافيار الباب بحزم خلفها.
-نعم، لقد ضللت طريقي وهذه ليست مشكلة كبرى.
قالت ذلك وهي تحاول ان تخفف من توتر الوضع ،لكن ضغط يده ازداد على ذراعها . ثم ادارها نحوه لتواجهه وقال باحتقار :" ضللت طريقك في منطقة الضوء الأحمر ، أم انكِ كالماء وجدت طريقك بسهولة الى حيث تنتمين".
بدا صوته منخفضاً خطراً ، وكانت هي لا تزال مضطربة لذكره منطقة الضوء الاحمر عندما أضاف :" ماذا حدث؟ ألم يعجبك الرجل الذي اقترب منكِ؟".
-وكيف عرفت ان رجلاً أقترب مني؟
-كان من سرور صاحب المقهى ان يخبرني بذلك وطلب مني ان ادفع أجر الوقت الذي امضيته انت في اغواء الرجل في المقهى عنده.
أجابها بذلك بسخرية لاذعة. وشخب وجهها:
-أنت دفعت....
أخذت تحدق في ملامحه الخشنة لترى ان كان فيها أثر للمزاح :" لا، لا بد أنك مخطئ ، لقد اخترت ذلك المقهى لأنني رأيت فيه سيدة تجلس بمفردها ، وهكذا... ".
وسكتت مذعورة من غبائها :" أتعني... " وشهقت ...

حب .. وخط أحمر!  " جاكلين بيرد " ..(روايات احلام)Where stories live. Discover now