8- وهل أملك الخيار ؟

2.4K 48 1
                                    

وقفا عند مدخل غرفة النوم ، وكان الدون بابلو على بعد أقل من مِترين ، جالساً على كرسيه ذي العجلات وماكس خلفه يدفعها به في الممر .ألقى نظرة ملؤها التعجب على روز وشعرها المشوش الاشعث المنسدل على كتفيها ، ثم على ابنه الذي كان يمسك بمعصميها بيد، بينما يده الأخرى كانت تعبث بشعرها . وصاح بصوت كخوار الثور لا يناسب رجلاً مريضا يصارع الموت :" خافيار ! كيف تجرؤ على إغواء فتاة ... فتاة ضعيفة في بيتنا ؟ ". 

وأكمل حديثه بلغته ، ووجهه يتوهج غضباً ، فأمطره بوابل من الشتائم بدت شائنة حتى بالنسبة لروز التي تجهل الأسبانية . 

ارتدت روز الى شخصيتها المهنية ، وأدركت ما يمكن أن يفعله الإنفعال البالغ بصحته ، فتدخلت تقول :" أرجوك ، دون بابلو ... لا ترهق نفسك بالأنفعال . الأمر لا ... ". 

وإذا بأصابع خافيار تنغرز في لحم معصمها فكبحت صرخة ألم :" دعي الأمر لي ". 

قاطعها بذلك بحزم . ماذا يريدها أن تترك له؟ وألقت عليه نظرة مرة . ألا يستطيع هذا العديم الإحساس أن يرى كم كدّر أباه ؟ لكنه تجنب عينيها وتابع قائلا :" ما كانت روز ستقوله ، يا أبي ، هو الأمر ليس بهذا السوء ، لأنها منحتني شرف موافقتها على الزواج بي ".

نظرت روز إليه بذعر ، وفتحت فمها لتنكر ذلك ، ولكن ازدياد ضغط اليد على معصمها والعناد في ملامحه أوقفا الكلمات في حلقها . 

أخذ الدون بابلو ينقل نظراته المجفلة بينها وبين ابنه ، لتستقر أخيراً على وجه روز الذي كان يتوهج احمراراً :" يا عزيزتي ... يا فتاتي العزيزة ، أنا مسرور للغاية ".

قال هذا بشعور صادق وقد أضاءت وجهه المغضن ابتسامة دهشة . ولاحظت روز أن عينيه مغرورقتان بدموع الفرح :" لم أظن قط أنني سأعيش لأرى هذا اليوم ". 

ومد إليها يداً معروقة :" تعالي لأعانقك ". 

ألقت نظرة قاسية على خافيار ، فالتوت شفتاه بأبتسامة ، كأنه يتحداها أن تجرؤ على رفض طلب الرجل العجوز . وعضت روز شفتاها . أي خيار لديها ؟ الآن أو الأسبوع القادم ، ليس هناك فرق كبير . عادت بانتباهها إلى الرجل العجوز ، وانحنت لتمسك بيده التي كان يقدمها إليها ، فضمها بيده الأخرى الواهنة إليه ، فألقت روز خدها على خده المتغضن ، مستسلمة إلى ما لا مناص منه ...

وبعد أن اندفع ماكس بالأب بسرعة بالغة ألى هاتف لينشر النبأ ، قال لها حافيار ساخراً :" والآن ، هل وجدت الأمر مؤلم جداً ؟ ".

 - قد لا يكون كذلك إذا أنت تركت معصمي .

لقد وقع الأمر ولم يعد هناك داع للجدل ، لكن يده العريضة التي كانت تدعك جلدها بكسل كانت تمثل عرض مختلفاً للزواج . فأبتعدت عنه وهي تجاهد للسيطرة على حواسها الغادرة :" ما زلت بحاجة إلى فنجان قهوة ". 
- وبحاجة أيضاً إلى خاتم . 
- أنا لست بحاجة إلى خاتم . 
بعد ذلك بخمس دقائق ، كانت لا تزال تجادل في هذه النقطة ، وهي تقف وسط غرفة مكتبه ، وفي يدها فنجان قهوة يتصاعد منه البخار . نظرت إليه روز وهو يخرج شيئاً من خزنة في الجدار ، فأختلست النظر إلى جسمه وتأوهت . 

حب .. وخط أحمر!  " جاكلين بيرد " ..(روايات احلام)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن