Ch. 8

3.7K 248 187
                                    

لم يستطع سوكجين النوم. حتى بعدَ استلقائِه على السريرِ منذُ ثلاثِ ساعات، لم يستطع النوم.

الشجارُ الذي وقعَ بين يونغي، نامجون و هوسوك لا زالَ يُعادُ داخلَ رأسهِ مرارًا و تكرارًا، يُشعِرهُ بالذنبِ بشكلٍ كبير. لقد أرادَ أن ينسى الأعضاء ما حدثَ له، و أن يصدقّوا أنّه سيتحسّنُ عاجلًا أو آجلًا، لكنّ الأشياءَ لا تحدثُ دائمًا بالشكلِ الذي نُريده.

جانبٌ منه لا ينفكّ يُخبرهُ أنّ الأعضاءَ يجبُ أن يعلموا ما حدث، لكنّ الجانبَ الآخر يُخبره بالعكس. ماذا لو شعرَ الآخرونَ بالاشمئزازِ منه؟ ماذا لو كَرِهوه؟ ماذا لو لاموه؟ ماذا لو طردوهُ خارجَ الفرقة؟ ماذا لو-

صوتُ فتحِ بابِ غرفةِ نومِه قطعَ حبلَ أفكارهِ الطويل ليتحوّل بسرعةِ للنومِ على جانبه، حيثُ ظهره يواجه الباب، مُتظاهرًا بالنوم. استطاعَ سماعَ صوتِ تنهيدةِ يونغي الطويلة و الثقيلة، صوتُ إغلاقِ الباب، و أخيرًا صوتُ خطواتٍ تقتربُ منه ببطء. جسدُه تجمّدَ قليلًا عندما شعرَ أنّ يونغي قد استلقى بجانبه.

"اللعنة عليك، هيونغ"

صوتُ يونغي بطريقةٍ ما لم يحمِل أيّ غضب، بدلًا من ذلك، فقد بدا كئيبًا و مليئًا بالاهتمام.

"ما الشيء اللعين الذي قُمتَ بإخفاءهِ عنّا؟"

أطلقَ يونغي نفسًا ثقيلًا، ثمّ ضربَ السريرَ بلُطف، محاولًا إفراغَ غضبه و اهتمامِه من دونِ إيقاظِ الهيونغ.

"هل يعني أيّ واحدٍ منّا لكَ شيئًا؟ لمَ لمْ تعُد تثقُ فينا؟ لقد اعتدتَ أن تكونَ الهيونغ المُعبِّر الذي دائمًا ما يُخبرنا عن مشاكلِه، و لا يخافُ أن يسألنا المساعدة. لكن لمَ الآن.. لمَ تُخفيها كلّها داخلك؟"

نسيَ يونغي أن يُخفضَ صوته، و سوكجين جفلَ قليلًا من صوتِه و كلماته، مُتأملًّا عدمَ ملاحظةِ يونغي ذلك.

"نحنُ نريدُ مساعدتك، هيونغ. أنتَ دائمًا ما تُساعدنا، أنتَ دائمًا هناكَ لأجلنا، تعتني بنا جيدًا بشكلٍ لعين، لذا اسمحْ لنا بمساعدتك، هيونغ. فقط اسمح لنا. اللعنة، لمَ فعلُ هذا صعب؟! ما الذي أنتَ خائفٌ منه هكذا؟!"

فركَ يونغي وجههُ بخيبةِ أمل، ثمّ تنهّدَ بعُمق.

"لمَ، هيونغ؟ إنّ الأمرَ بسيط، صحيح؟ لمَ لا تُخبرنا كما كنتَ تفعلُ سابقًا؟ لمَ الأمرُ فجأةً أصبحَ صعبًا عليك؟ لمَ هيونغ؟ كم الأمرُ سيء؟ كم الأمرُ سيءٌ و فظيع ليجعلكَ تغلقُ فمكَ بإحكامٍ هكذا؟"

دموعٌ غاضبة سالتْ من عينيّ يونغي، بينما أخذَ يشهقُ و يفركُ أنفهُ بكمّه بعنف.

"حسنًا، لقد فهمتُ أنّك لا تُريدنا أن نقلق، لكن هل فكرتَ من قبل أنّك تُقلِقُنا أكثر بإخفاءِ مشاكِلك عنّا، بينما من الواضحِ أنّه مهما كانت تلكَ المشاكل، فإنّها تُدمّرك؟" أخذَ يونغي نفسًا عميقًا، محاولًا إعادةَ توازنِ صوتِه، "ه-هل لاحظتَ أصلًا أنّ جونغوك و تايهيونغ ليسوا كعادتهم المَرِحة و السعيدة؟ هل لاحظتَ أنّ هوسوك يفقدُ إيجابيّته؟ هل لاحظتَ النظرة الحزينة و العيون الدامِعة التي يُظهرها جيمين في كلّ مرةٍ ينظرُ فيها إليك؟ هل لاحظتَ كم الأمر صعبًا على نامجون أن يُمسكَ مشاعره و يُخفي مشكلتكَ أمامنا فقط كي يُحافظَ على ثقتكَ به؟"

العِبءْحيث تعيش القصص. اكتشف الآن