Ch. 16

2.5K 205 98
                                    

"سوكجين هيونغ!"

دوّى صوتُ جيمين في كاملِ المسكن، و لعنَ نفسهُ في داخلهِ بسببِ صُراخهِ الذي أرعبَ سوكجين أكثر. سقطَ الأكبرُ على ركبتيهِ بصوتٍ عالٍ، يداهُ قابضتانِ على صدرهِ و أنفاسهُ أصبحتْ غير منتظمة.

جلسَ الأصغرُ على ركبتيهِ أمامَ الهيونغ خاصتهِ في لمحةِ بصر، الخوفُ يندفعُ في دمهِ و هو ينظرُ إلى الفتى أمامه.

"هيونغ، سوكجيني هيونغ" حاولَ جيمين مُناداته، مُحاولًا أن يبدوَ صوتهُ هادئًا بينما يملأُ الذعرُ عقله.

"جيمين-اه، ما الخطب؟" هرعَ نامجون إلى الممرّ، جالسًا على ركبتيهِ على الجانبِ الأيمنِ للهيونغ.

"ل-لا أعلم. ك-كنتُ أمشي خ-خارجًا من غُرفتي و ر-رأيتُه يقعُ ف-فجأةً" تلعثمَ جيمين، و عيناهُ تتسعانِ في قلقٍ و صدمة.

"لا بأس، إنّها نوبةُ ذعرٍ أُخرى" جلسَ يونغي على ركبتيهِ على الجانبِ الآخرِ من سوكجين، و كان ذلك عندما أدركَ جيمين أنّ هوسوك و والديّ سوكجين كانوا واقفينَ على بُعدِ بضعةِ أقدامٍ منهم. الوالدانِ كانا مصدوميْنِ لرؤيةِ ولدهما في تلك الحالة.

تأوّه سوكجين، و ابيضّتْ مفاصلُ أصابعِ يدهِ عندما اشتدّتْ قبضتهُ على صدرهِ، مُحاولًا بصعوبةٍ أن يتنفّسَ دونَ إحراقِ صدرهِ.

"جونغوك" تحدّث نامجون، و ركضَ جيمين فورًا لإحضارِ الماكني.

"هيونغ، هيونغي... لا بأس" أخذَ نامجون مكانَ جيمين أمامَ الهيونغ، واضعًا يديهِ بلُطفٍ على أكتافِه. آلمهُ قلبهُ لرؤيةِ المنظرِ أمامه، مُحاولًا إيجادِ أي سببٍ مُحتمل قد جعلَ سوكجين يقعُ في نوبةِ ذعر. لكنّه ما لبثَ أن نحّى ذاك الخاطرَ جانبًا، فتهدئةُ الهيونغ أكثرُ أهمية.

"هيونغ، سوكجيني هيونغ، لا بأس. أنتَ بخير، و لا شيءَ سيُؤذيك. نحنُ هنا، أنتَ لستَ وحيدًا" تحدّث نامجون ببُطءٍ و رقّة، حانيًا رأسهُ ليقتربَ أكثر، أنفاسُ سوكجين تُلامِسُ وجهه، "هل تستطيعُ التنفسَ من أجلي، هيونغ؟ سأُساعِدُك. لا بأس، لا شيءَ من أفكاركَ السيئةِ حقيقيٌّ".

أتى جونغوك راكضًا إليهم، و جلسَ على الجانبِ الآخرِ من سوكجين لكن ليس قريبًا جدًا، مُحافظًا على مسافةٍ كي لا يشعرَ سوكجين أنّه مُحاصرٌ جدًا.

أخذَ نامجون إحدى يديّ سوكجين بصعوبةٍ قليلًا، و وضعها على صدرِه، "هل تشعرُ بذلك، هيونغ؟ أنتَ تستطيعُ الإحساسَ بها عندما أتنفّس، صحيح؟ الآن، اتبعني، حسنًا؟"

شهقَ نامجون، استطاعَ سوكجين الشعورَ بها على كفّهِ و حاولَ بكلّ جهدهِ أنّ يتبعها. لقد كان يشعرُ كأنّ شظايا زجاجٍ تخدشُ و تُمزّقُ رئتيهِ في كلّ مرةٍ يُحاولُ فيها أن يتنفّس. لكن بالنسبةِ لنامجون، فقد استطاعَ أن يشعرَ أنّ الهيونغ خاصته قد بدأ باتباعهِ. أمسكَ نفسَهُ لبضعِ ثوانٍ، ثمّ زفرَ، مُتأكدًا أن يستغرقَ بذلك وقتًا أطول كي يتسنّى لسوكجين اتباعه.

العِبءْWhere stories live. Discover now