Ch. 19

2.7K 174 144
                                    

حدّقَ الفتى الشاحبُ في السقفِ، بعقلٍ مفتوحٍ باتّساع، يخونُ جسدهُ الذي يصرخُ من أجلِ بعضِ الراحة. لم يعرف لمَ كان هكذا نحو الأكبرِ، تجاهلهُ و تصرّفَ ببرودٍ اتجاهه. شعرَ كأنّه يخونُ قلبهُ، و كلماتهُ الخاصّة التي قالها لنامجون.

"يجبُ علينا إعادتهُ."

كيفَ بحقّ الجحيمِ سيُعيدُ الأكبرَ إن تعاملَ معه بصمتٍ هكذا؟

تأفأفَ بصوتٍ عالٍ و ركلَ الغطاءَ قبلَ أن ينهض، ناظرًا إلى سريرِ هيونغهِ الخالي. هو دائمًا ما يجدُ الأمرَ غريبًا و صعبًا عندما ينامُ دونَ سوكجين، حتى عندما يكونُ في غرفةِ نومهِ الخاصّة في مدينتهِ الأصلية. لقد اعتادَ أن يعودَ إلى المنزلِ و يجدَ سوكجين نائمًا بالفعلِ في سريره. تذكّر كم كان نومُ هيونغهِ خفيفًا، لا يهمّ كم هو هادئ عندما يدخلُ الغرفةَ بعد ليلةٍ طويلةٍ في الاستديو خاصتهِ، فـسوكجين دائمًا ما يستيقظُ و يُرحّبُ به بابتسامتهِ الناعسة.

ابتسمَ عندما تذكّر أحد الماكني الذي أتى للهيونغ. لقد كانتْ كالعادةِ لدى خط الماكني أن يأتوا إلى سوكجين في كلّ مرةٍ يرونَ كابوسًا، و وجدَ سوكجين ذلك لطيفًا، حتى يونغي، لكن بالطبعِ لم يُظهِر ذلك للهيونغ. في كلّ مرةٍ يأتي فيها أحدهم، لم يكن سوكجين يسألهم أيّ شيء، فقط يسمحُ للأصغرِ أن يدخلَ تحتَ غطاءهِ ثمّ يبتلعهُ بعناقٍ كبير، و كان باستطاعةِ يونغي أن يرى أن من يأتي لسوكجين بسببِ كابوسٍ يغطّ في النومِ أسرعَ من الضوء، داخلَ حضنِ الأكبر.

دلّك فتى الرابِ وجههُ في إحباطٍ. لقد كان يلعنُ نفسهُ في داخلهِ لإنّ لديهِ صعوبةً في إظهارِ مشاعرهِ الحقيقية. لقد كرهَ نفسهُ لإنّه منحَ هيونغهُ كتفًا باردًا بدل الاقترابِ منه.

لكنّه لم يستطعْ التوقفَ عن السؤال. لمَ اختارَ سوكجين الرحيلَ بدل البقاءِ معهم؟ ألمْ يُلاحِظ أنّه قد بدأ بالتحسّن؟ رغمَ أنّ يونغي لم يكن مُتأكّدًا إن كان أعضاءُ فرقتهِ أحد الأسبابِ أم لا، لكنّ الأمرَ كان واضحًا أنّ سوكجين كان يتعافلا تدريجيًّا و هو معهم. لقد بدأ الأكبرُ بإخبارهم عن مشاعرهِ، صعوباتهِ و معاناتهِ. لكن لمَ اختارَ الرحيل؟ لقد ظنّ يونغي أنّ الأكبر قد بدأ بالفعلِ يفهمُ حقيقةَ أنّه ليسَ عبئًا عليهم و أنّه لن يكون كذلك أبدًا.

تنهّد، قبل أن يسقطَ للخلفِ على وسادتهِ و يسحبَ غطاءهُ إلى أعلى كتفيهِ. لقد كان يأملُ أن تُعطيهم معجزةٌ بعض الإرشادِ عن كيف يجعلونَ سوكجين يُدرك أنّه ليس عبئًا، و أن يُعيدوهُ للمنزل.

_ _ _

"هيونغ؟ هل ستأتي في الغد؟ سنقومُ بالاحتفالِ بالجوائز و انتهاءِ الألبوم!" اقتربَ نامجون منه عندما كانوا قد أنهوا للتوّ آخرَ أداءٍ لـ'I Need U'. نظرَ سوكجين إليه، قبل أن يبتسمَ و يهزّ رأسه.

"أنا آسف جون-اه، لكن لديّ بالفعلِ خططٌ مع والديّ،" أخبرهُ. حاولَ نامجون عدم إظهارِ خيبةِ أملهِ، مانحًا هيونغهُ أفضل ابتسامةٍ يمكن أن يُظهرها.

العِبءْWhere stories live. Discover now