19

22.6K 1.8K 55
                                    

" وجهِك ملائكي لكن عقلِك شيطاني. "

#الكاتبه

" ساتن ، أين أنت؟ " نادت عليه بصوتها المُتعب لينفتح باب الحمام و يخرج منه ذلك الشيطان بسرعته الخارقه ليكون بجانبها في لمح البصر.

" ماذا بكِ ؟ " سألها و هو ينظر لها و يتفحصها ليري إن كان هناك شئ يؤلمها.

" أنا بخير. أنا فقط لم أجدكَ عندما أستيقظت. " همست و هي تمرر يدها علي وجنته. كانت أصابعها مثل ألسنه اللهب تُذيب الجليد المُحيط بقلبه. مدت يدها الآخري و سحبته ليقع بين أحضانها ثم سألته

" ماذا حدث بعد ذلك ؟ " هو لم يكن بأحمق لكي لا يفهم ما تقصده.

هو كان يعلم أنها لن تصمت حتي تعلم و هو ليس فخور بما هو علي وشك أن يُخبرها به و..

ليس فخور ؟!!

منذُ متي و هذا الشيطان يهتم برأي أحد ؟ أو ماذا سيظن فيه أحد ؟

لكنه أصبح يفعل ، منذُ أن دخل هذا الملاك في حياته. لم تصبح جزء منها بل أصبحت مركز حياته. علمتهُ أبجديه الحب ، علمتهُ أساسيات الحياة.

" أنتِ حقاً لا تريدين أن تعرفي. " قال و هو يضحك و يُحرِك أصابعه في رأسه ليُبعد شعره الذي سقط علي جبهته.

نظرت له ريڤر و هو يضحك و تلك الغمازات تزين وجهه ، و عادت تسأل نفسها مرة آخري كيف يبتمي هذا الوجه لشيطان ؟

بدا لها و كأنه لوحه مرسومه.

كل أنش في وجهه يبدو كعمل فني
كل أنش في وجهه يصرخ بالجمال

" صدقني ولا أنتَ " قالت و هي تضحك متذكره جزء الذكريات الذي أمحاه جاك أو جاكسون من رأسها.

" أنا أخبرتك جزء من الحكايه ما رأيك أن تُخبرني ما لديكٍ ؟ "

صمتت قليلاً ثم تنهدت و بدأت تحكي له عن كل شئ حدث لها منذُ البداية يوم أن تعرفت علي جاك و أنسكبت عليها القهوة و لم تلسعها و يوم أن وُجدت بجانب قبر جدتها و يوم أن قابلته في الشارع و هي عائده من موعدها مع لارا.

" هذا كل شئ؟ " سألها و هو يفكر عميقاً فيما قالته.

" نعم " أجبابته و هي تنظر في الأرض.

أتعلمون ذلك الأحساس الذي فجأه يراودكم بأن شئ سئ علي وشك الحدوثه هذا ما كان يحدث تماماً مع ريڤر.

دون أي كلام آخر قام ساتن و خرج من الغرفه و تركها.

#ريڤر

أين ذهب ساتن ؟ هل هو غاضب مني؟ هل هو يشُك في ما قلتُه له ؟ ماذا و إن كان يظن أنني أكذب عليه؟

لا هذا مستحيل.

و لكن شئ ما بداخلي تحطم عندما سمعت صوت مُحرك سيارته يدور. أنتفضت من مكاني و جريت علي الشرفه لأشعر أن عالمي تحطم.

لقد كان يترك المنزل.

لهذه الدرجه أنا سيئه ،أشعر بالرفض. أعلم أنني لستُ مثاليه و لكن حاولت أن أكون كذلك من أجلُه. أستندت علي الحائط حتي دخلت علي السرير و جلست عليه أشعر أنني أتمزق لأشلاء.

كيف لي أن أظن أنني سأجد شخص يُحبني بصدق؟ عالمي الصغير الذي بنيت فيه مستقبلي مع ساتن ينهار و أنا أنهار معه.

يبدو أن جاك لم يكن يكذب عندما قال لي أنني لم أحظي بمستقبل.

لماذا يبحدث هذا لي ؟

لماذا دائماً تتحطم أحلامي ؟

أرتجفت يداي بقوه لا أعلم لماذا و دقات قلبي تتسارع ماذا يحدث لي ؟

" ساتن " صرخت بأسمه بأعلي صوتي و أنا أفقد توازني و أسقط علي الأرض.

كل ما كنتُ أراه هو ظلام.






عازفة الشيطانحيث تعيش القصص. اكتشف الآن