BLANKA || Red Velvet

Theorycraft

تحذير:

المشاهد القادمة قد لا تلائم بعض القراء!

••••••

استمع إلى الأصوات.  إنها تناديك.  ثق بها و اسمح لها أن تحوم حواليك و تسكنك.
هي بداية التطهير...  بداية السلام
ركز جيدا و اصغي لها.  ستقودك إلى النقاء،  ستحررك
لا تقاوم.  دعها تستحوذ عليك..  امنحها كل شيء
هيا ردد معي

بلانكا
بلانكا
بلانكا
بلانكا
بلانكا
     بلانكا  !

×

ظهره مسند على الحائط الناصع البياض.  لا يزال يرتدي قميصه الرمادي و سروال الجينز.  بدا شاحبا بينما يتبادلان النظرات هو و أيرين.  رغم كونها تغطي نصف وجهها بكمامة بيضاء إلا أن عيناها تقولان الكثير،  تفصحان للعلن أنها تشك به.
احتفظ دونغهي بتعابيره الباردة ،  متيقنا تماما مما يجول في خاطرها. 

سألته:
"   ماذا دهاك؟  تبدو... متوترا "

"  لستُ كذلك" رد دونغهي "  مجرد إعياء بسيط   "

"   إعياء... أ يفترض أن ' تشعر ' به؟ "

صمت دونغهي ثوان ثم أردف:

"  لا تنسي أنني أتعامل مع الناس خارجا.  يجب أن أتصرف مثلهم و إلا انكشف أمري   "

"  صحيح، فأنتَ  تجربة 2015 الناجحة.. غير أنك مدمَّرُُ بالكامل "

استقام دونغهي في وقفته و اقترب منها حتى تبقت مسافة ضئيلة بينهما. حدقا إلى أعين بعضهما في الوقت الذي رفع دونغهي يده اليسرى ببطء ناحية شعرها.  لمس بأصابعه خصلة من شعرها المنسدل كاشفا عن أذنها اليمنى.  خطّ بإصبعه طرف أذنها بلطف حتى وصل إلى شحمتها الملساء. و بحركة واحدة أزال كمامتها لتصبح مُعلقة من جانب أذنها اليسرى فقط.  لحظتها انكشف وجهها بالكامل مظهرا أثر جرح عميق يمر عبر شفتيها من الأذن نحو الأذن. 
استقر جبينه على جبينها و هو يحدق إلى تشوهها المرعب. همس لها بخفت:

"   صحيح أن تجارب 2018 لم تُخَرّب أدمغتها ، و لكن رُقاقتك متطورة و أقوى من رقاقتي. إذن فكلانا سِيّان  . و إن أمعنتِ النظر في المرآة... ستلاحظين من دُمّر بالكامل "
تحركت بؤبؤتا أيرين في امتعاض. مرر دونغهي أصابعه على خصلات شعرها من الجهة الخلفية من الرأس هامسا:

"  أرأيت ِ؟  لا تنسي مكانكِ  "

الأضواء البيضاء الساطعة من المصابيح تنير الغرفة الواسعة  بالكامل حتى استحال بقاء بقعة صغيرة لم تصل إليها الإنارة.
تملؤ أركان الغرفة أجهزة غريبة من مختلف الأحجام و ذات وظائف مجهولة.  أشبَهَ بغرفة تجارب علمية لمخترع مهووس بنظرية ستقلب العالم رأسا على عقب.  إلا أنها كانت، و إلى حد ما، نظيفة.  و لا حبة غبار واحدة تطفو في الهواء أو ترسو أعلى تلك الأجهزة المريبة .