طرقَ بالجزءِ السُفلي مِن الملعَقَةِ طَرَفَ طاولَةِ المَطبَخِ مُنتظراً ارتِفاعَ مكبَسِ الغلايةِ حينما تُنهي عملها.دقاتٌ قصيرة مدى المسيرَةِ تتداخَلُ مع ولادةِ الأفكارِ المجهولة الخارِجة مِن جميعِ أطرافِ عقلِه, دقةٌ وقرينتُها, فكرة دونَ علامة أو أهمية, واحدة أخرى, توقٌ لسجائِرِه.
عندما التصقَ الظرفُ الناعِم للشايِ بقاعِ الكأسِ تحتَ فورانِ المياهِ فوقَه, أضافَ مِلعقة مِن ذراتِ السُكَرِ المتُلألئة بانعِكاسِ ضوءِ المطبَخ, ودونَ حاجةٍ لاستطلاعٍ إلى الأسبابِ المؤدية, أفرغَ عياراً أخرَ مِن الملعقة.
ملعقتانِ, لها هي.
قدماهُ تتبعُ خطواتَ كُلِ يومٍ إلى مخرَجِ المنزِل, يرمي بمعطَفِهِ الأسودِ على كتفيه, لَم ينُبِه بخروجِهِ ثانية, ما الفائِدة مِن سردِ رحلةِ خطيئتِه على مسامعِهِم؟ هُم يعلمونَ بطقسِهِ لكُلِ عصرٍ, ليتَجِه دونَ صفِ جدرانٍ أخرى مِن عدَمِ الرضى, ليذهَب مُعانِقاً الباقاتِ الذابلة لطيشِه.
حِذائه يواسِعُ بينَ أماكِنِ وقوعِ خطواتِه, يتعجَلُ أكثَرَ للوصولِ إلى مآلِه, يشعُرُ لسببٍ بواقِعِ قبوعِها في ذاتِ المكانِ, كانَ وجهُها يبوحُ بحقيقةِ عدَمِ امتلاكِها لأيِ اتجاهٍ أخَرَ مُطلقاً.
وكما العادةَ كانَت هُناك, أعيُنُها فارِغة مِن تركيزٍ على أي شيء, جوُ اليومِ أسوءُ مِن سابقِه, قاسٍ جداً, دونَ هواءٍ قوي لافِح, ولكِن بصقيعٍ ينخُرُ أطرافَ العظام, يداها المُتمسِكة بالأجزاءِ المُعاكِسة لذراعيها ترتجِفُ مع باقي بدنِها.
"خُذِّ."
قدَمَ الكوبَ إليها مُجدداً, يعودُ شيءٌ مِن الواقِعِ إلى عينيها."أنت."
تزُمُ شفتيها باهِتة.
"يبدو أنهُ علي الاعتيادُ على قدومِك.""هذا ما يُفضَلُ، سيعادُ الأمرُ مراراً على ما أعتقِد."
ارتفعَ بانحناءاتِ كتفيهِ المُدببة.
"تفضلي الشاي."وضعَهُ في التجويفِ المُموج الذي صنعتهُ بكفيها, انحنَتَ على مهلٍ تسمحُ لمساماتِها بتجرُعِ كُلِ الدفءِ الذي يمكنُها نهشُه مِن مساحَةِ الكوب.
YOU ARE READING
Tea talks || أحاديثُ الشاي
Short Story"كأن نهربَ بأقدامٍ دامية خوفاً مِن المجابهة!" في يومٍ مُلبدٍ بغيومٍ لها مِن الأسى عنوان، عندما تكونُ تائِهًا في أطرافِ عيوبِك، يكونُ الشايُ كفيلاً بإصلاحِ الكثير. -كيم تايهيونغ. [فائزة بمسابقة مآل ٢٠٢٠] E: 271018