٦-شايٌ بارد.

985 168 115
                                    

تزَامُنُ الوقتِ يدهَسُ أشلاءها, هي التي رأت في حالِها بُعداً طفيفاً عن التأخر

¡Ay! Esta imagen no sigue nuestras pautas de contenido. Para continuar la publicación, intente quitarla o subir otra.

تزَامُنُ الوقتِ يدهَسُ أشلاءها, هي التي رأت في حالِها بُعداً طفيفاً عن التأخر.

انتصبَت في مُنتصِفِ قرصِ بيتِها, تلوذُ برأسِها يمنة ويسرة ترجو أن تلتقِطَ أي تفصيلٍ غفَلَت عنهُ في زحامِ غزو الهلَع, لترتيباتِ منزِلِكَ قُدرة سحرية على الانطباقِ إلى فوضى عارِمة بملامِحَ مُكفهرة في كُل مرةٍ يتوجَبُ عليك بها الخروجِ إلى طلبٍ جسيم, وكأنهُ يسخَرُ بحالِكَ ويرمي بِكَ شديدَ العقابِ لمحاولةِ تركِكَ إياه.

درجُ الأدواتِ الحادة في زاويةِ المطبَخِ موصد, النوافِذُ المُطلة على الشارِعِ مُطبَقة, حِصةُ شخصٍ مِن الطعامِ دافِئة على طاولةِ غرفةِ الجلوسِ المتزعزِعة, خطُ الهاتِفِ الأرضي مفصولٌ, التلفازُ مُثبتٌ على قناةٍ صاخِبة بألوانٍ فاقِعة, تعُدُ على أصابِعها وعيناها تهرَعُ خيالاً على كُلِ ما ذُكِرَ, كَكُلِ يومٍ تكونُ المهمة التي ألزَمَت على نفسِها في حفظِ كُل شيءٍ.

باشرَت بحشرِ قدمِها في تجويفِ حذاءٍ أسودَ مهترِئ, كانَت على وجهِ تأخرٍ أكيدٍ, لكن إن عامرَت خطواتها بالاستعجالِ قد تصِلُ في أخِرِ لحظة.

"أينَ أنتِ ذاهبة؟"
قبضَ حُرية حركَتِها ذراعٌ نحيل على حينِ غرة.

"سأخرُج لكنني سأعودُ قريباً, عودي إلى غُرفةِ الجلوس."
تملَصَت في حديثِها محاولةً فكَ عُقَدِ الأصابِعِ عن لِباسِها.

"تخرجينَ أين؟ أنتِ تخرجينَ كُل يومٍ!"
انتحبَ صوتٌ ذو بحة.
"لا تخرجي, ابقِّ معي لنحظى بوقتٍ مرِح."

"لا يمكنني البقاء."
دفعَت بالمعصمِ العظمي الرقيق ولكِنهُ كانَ مُتخشِباً على طَرفِها.
"لا يمكننا أن نحظى بأي وقتٍ سوياً راهِناً"

"لما لا؟ أريدُ أن أكونَ برفقتِكِ!"
توسَعَتِ الذِراعانِ كفخٍ قبلَ اصطيادِها داخِلهُما.

"توقفي."
حاربَت بأفعالٍ مُهلهِلة حذراً مِن الأذية.
"أمي, أرجوكِ."

"إن لبثتِ سنتحَدَثُ كثيراً عَن طفولَتِكِ, ونشاهِدُ التلفازَ لساعاتٍ طوال, ونحضنُ بعضنا إلى الأبدِ المديد."
جهَرَت بصوتِها كشخصيةٍ خيالية تهُزُ بدنهُما في هذا العِناقِ المشؤوم.

Tea talks || أحاديثُ الشايDonde viven las historias. Descúbrelo ahora