١٠-ارتقابُ المطَر.

1.6K 166 288
                                    

توسَدَت برأسها المثُقَلَ ذراعيها, على الطاولة الخشبية التي تكسَرَ على سطحها المتعرِجِ ضوءٌ خافِت لم يكُن سبَبُهُ الشمسُ المتوارية بفتورٍ وراءَ السُحُبِ خارِجَ عوالمِ النوافِذِ الشامخة

¡Ay! Esta imagen no sigue nuestras pautas de contenido. Para continuar la publicación, intente quitarla o subir otra.

توسَدَت برأسها المثُقَلَ ذراعيها, على الطاولة الخشبية التي تكسَرَ على سطحها المتعرِجِ ضوءٌ خافِت لم يكُن سبَبُهُ الشمسُ المتوارية بفتورٍ وراءَ السُحُبِ خارِجَ عوالمِ النوافِذِ الشامخة.

سدولُ خمولٍ دونَ معنى تتدلى من محياها, تلوحُ لكُلِ زائرٍ بأسرارِ الوحشة, تثني على الوحدة وتطلُبُ الفائِضَ منها.

وخزُُ أصواتِ الطلابِ المحيطينَ لأذانِها يستمِرُ بخلقِ تشويشٍ هي ليسَت لهُ براضية, كانَ الفضاءُ المحيطُ للبشَرِ المتكدسينَ هنا دافِئًا من فرطِ استخدامِ الهواء رغم كونَ درجةِ الحرارة خارِجاً مُعلقة دون ثباتٍ في مستوياتٍ أقربَ إلى الصفر.

لازالَ الحديُث المشؤومُ من الماضي القريبِ يسوِّدُ بصيرتها قبلَ أذنيها ويهجو خيانتها التي لم تكُن سوى محض إخلاص, بقي عقلها ينشَجُ هلوعاً من الخياراتِ الصانِعة لأفعالِه, التي حضرَت جميعاً إلى حياتها على ظلفٍ واحِد.

في جوفٍ رطِب من رأسها كان صوتُ والدتِها يكتسِحُ كُل الحدود لضميرِها، أصعبُ ما حاولت فعله هو عدمُ الشعور بالسوء. هذا كانَ هو الصوابُ هي بأتمِ المعرفة بذلك، لكن كيف لها أن تطبعَ هذا كبرهانٍ على قلبها؟

بدأ كلُ الأمرِ منذُ أسبوعين، في حضنِ ليلٍ أسودَ بهيم، عندما كانَت كلماتُهُ ترقدُ قربها على المرتبَةِ القاسية، قريبةً لبدنها إلى حدٍ يثيرُ الفزع، تهمسُ خافتاً في نُظمٍ مستمر:
"قومي بالصواب."

بكت كثيراً ذاك المساء، حتى أن النومَ لم يهتدي طريقاً إلى جفنيها حتى ساعاتٍ متأخرة بعد منتصفِ الليل، وقد حضرَ مثقلاً مجهداً فأخذها بغتةً وجعل من الصعبِ الاستيقاظ بهمة.

عندما فعلَت بعد الفجرِ بساعتين، خاضَت معركةَ القوى المتوازنة مع نفسِها، لو أن للتاريخِ أقلامٌ تسجِل تلك الحروبَ العظيمة داخلَ كلٍ منا، لكانت الآن من الأبطال الباسلين ممن يخلدون في طياتِ الكتبِ.

اكتسحت يداها رجفةٌ بعنفٍ يبعثُ على البؤس، بينما تحمِل بين أنامِلِها قصاصةَ ورقٍ رثة، لم تجد بين أفكارها الذكرى الأكيدة التي أبقت فيها على الورقة، أو حتى الطريقة التي أصبحت بها في منالها فجأة، لكنها تعلمُ أن الأرقام المرصوفة هنا هي خيارها الوحيد.

Tea talks || أحاديثُ الشايDonde viven las historias. Descúbrelo ahora