٧-خمسون دولاراً.

995 149 153
                                    

نبذَ المِلعقةَ في حوضِ الغسيلِ, تساءلَ لبضِع ثوانٍ عن الخطوة التي يتوجَبُ عليهِ الإقبالُ على فِعلِها تالياً, أخذَ الأمر أكثرَ مِما هو معتادٌ ليستعيدَ قبضَتَهُ الدافِئة على حبلِ أفكارِهِ المترهِل, توجَبَ عليهِ الرمشُ مِراراً قبلَ الوصولِ إلى علبَةِ...

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.


نبذَ المِلعقةَ في حوضِ الغسيلِ, تساءلَ لبضِع ثوانٍ عن الخطوة التي يتوجَبُ عليهِ الإقبالُ على فِعلِها تالياً, أخذَ الأمر أكثرَ مِما هو معتادٌ ليستعيدَ قبضَتَهُ الدافِئة على حبلِ أفكارِهِ المترهِل, توجَبَ عليهِ الرمشُ مِراراً قبلَ الوصولِ إلى علبَةِ الحليبِ المتوارية في حضنِ الثلاجةِ وراءَ بقايا الطعامِ مِن البارِحة.

كانَ مُشكِكاً في المنفَعَةِ المرجوة مِن تحضيرِ الشاي, لمَ يطرأ سوى تخلفٌ واحِد عن مجلسِهِما المُعتاد, لكِنهُ كانَ كفيلاً بغرسِ خوفٍ مِن تخلُفٍ أخَرَ, هو كانَ لسبَبٍ جهِلَ تماماً غيرَ مُرتاحٍ لفكرةِ التوجُهِ هُناكَ كرةً أخرى, وكأنهُ يرجو أن لا يرى الفراغَ على طرفِ الرصيفِ حيثُ لَن تشغَرَ ببِدنِها لليومِ ايضاً, يحتسِبُ لما قَد لا يحدث, ولكِنَهُ يحتسِبُ على أي حال.

عِندما فرَغَ مِن فعلِهِ المُبهَم, حثَ بخطى عامِرةَ بالاضطرابِ إلى بابِ الخشَبِ الذي فصَلَ بينَ هدوءِ منزِلِه وهرج الحياة, لا منفعَةَ تُرمى في رصيدِ يومِهِ مِن القلقِ, لذا جاهَدَ واهِناً أفكارَهُ, إن لَم تكُن موجودة فتِلكَ لن تكونَ النقطة التي يُعلَنُ مِنها نهايةُ العالم, سيتمَكَنُ مِن السؤالِ عنها, لَم يكُن عليهِ استباقُ الأمورِ, بدأ يُقِرُ بأنهُ يغفَلُ عَن جوهَرِ مسيرتِهِ هذهِ مِن كُلِ يومٍ, وهي تجرُعُ محتوياتِ سجائِرِهِ.

لكِن عندما انحنَت زوايا نظرِهِ إلى طريقٍ جديدٍ في نهاية الشارِع, تبعثَرَت أجنِحة ريشية وأخذَت تخفِقُ داخِل مَعِدَتِهِ, وكأنَ طائِراً لبِثَ في نومٍ طويلٍ قُدِرَ لهُ الاستيقاظُ في تِلكَ اللحظةِ نافضاً جناحيهِ في أحشائِه, طالبَت بشاشةٌ صادِقة بمكانٍ على وجهِه اليافِعِ, وسارَعَت بأخذِ أكبرِ نصيبٍ مِن مُمتلكاتِها, كانَ مِما هو مريحٌ رؤيتُها تجلِسُ هُناك.

غفَلَ عَن تدقيقِ المُلاحَظَةِ على السرعَةِ المُتصاعِدة في خطواتِهِ, لم يكُن هُناكَ معطفٌ على جزئِها العلوي, لكِنها بدت في أتمِ خيرٍ, كما تكونُ عادةً على الأقلِ, واقفاً على بُعدِ خطوتينِ مِنها شعَرَ بأنفاسِهِ تتهدج.

"سعيدٌ أنكِ على ما يرام."
انسابَ صوتُهُ موازياً في المسيرة ليدِهِ التي امتدت بالكوبِ الورقي.

Tea talks || أحاديثُ الشايحيث تعيش القصص. اكتشف الآن