الحلقة الأولي

12.3K 214 1
                                    

1*
#لن_ادعك_تفوز
#الحلقة_الاولي
في حي راقي بعض الشئ دخلت سيارة عالية الجودة بها فتاة و سائقها..
كانت و لأول مرة تدخل ذلك المكان او السكن الجديد بعد غياب فترة ليست قصيرة..
نزلت من السيارة بملابسها التي تظهر مفاتن جسدها الأنثوي الحاد و بنظارتها السوداء التي تخفي أعينها و جزء من وجنتيها..
ها هي حنين تعود مرة اخري الي بلدها بعد غياب عشرة سنوات لكن في منزل جديد و بهيئتها الجديدة و بصرامتها التي افتقدتها منذ عدة سنوات..
ليست لديها قدر كبير من الجمال لكن ملامحها الهادئة و لونها الأبيض مثل اللبن أعطوها جمال الملكات..
فم مكتنز و متورم من كثرة ضغطها بأسنانها علي شفاها و انف مرفوع و مدبب مما أعطاها طابع متمرد و صارم..
خصلات شعرها السوداء التي تعمدت ان تجعلها مموجة للغاية لشدة حبها للشعر المموج..
كان علي وجهها ملامح الحزن الشديد لا تعرف لماذا لكن لا شئ جديد بحياتها..
نظرت لذلك المبني الطويل الفخم ذو شكل معماري حديث للغاية..
صعدت شقتها الجديدة ثم دلفت لتجد كل شئ مضبوط و دقيق..
تشعر ان تلك الشقة التي ستعيش وحدها بها ستصبح مملكتها الخاصة بها فهي تعشق الوحدة..شىء غريب فلا احد يحب ان يعيش وحده و يستمتع بتلك العزلة لكنها كانت  عكس الجميع في كل شئ..
خلعت حذائها و ظلت تستكشف ذلك المنزل الجديد و هي فارحة و بشدة انها عادت مرة اخري لبلدتها و حبيبها..
حبيبها؟!!
تذكرت حنين انها قد اخطأت بذلك التفكير فكيف ستستطيع ان تقابله مرة اخري بعد ما فعلته به..!
جلست علي الأريكة و ظلت تتذكر عشقها الأول و الذي لم يأتي بعده احد..
دفنت وجهها بين كفوفها الصغيرة و هي تتحدث مع نفسها و تقول..
"وحشني اوي! بس ازاي هيصدق اني مليش ذنب في موت مامته!"
تذكرت كل شئ حدث منذ عشرة اعوام..
آلامها و بكائها و كل شئ..
تشعر بالذنب علي الذي فعلته حتي الان..
تشعر كأنها جسد بلا روح..تريد ان تغمض عينيها و تفتحها مرة اخري حتي يعود لها ذلك اليوم و تعيد ترتيباتها و افكارها و تختار الاختيار الصحيح المحق و ليس الخاطئ او الباطل..
رفعت وجهها فسقطت منها دمعة و هي تقول..
"هعمل اي حاجة عشان تسامحني يا إياس..انا رجعت بس عشان اصلح غلطي..غلطي و بس!"
ظلت بملابسها تقلب ذاكرتها لتعود بحياتها مرة اخري مع عشقها و تتذكر آلامها و بكائها و كل شئ حدث معها..
لكن النوم غالبها فتركت لنفسها العنان..
                          ***********
ظل يستعرض حركاته بفرسه الأسود الغامق و هو يضحك مع عدة شباب و هو يقول..
-يابني قولتلك المزة دي ميجيش معاها غير الدبش.
ها هو إياس بضحكاته الرنانة و ابتسامته الجذابة يداعب اصدقائه و يتحدث عن الفتيات كعادته..
فتي في اول العقد الثالث..كان مثل الممثلين بجسده العريض و لونه الاسمر و عيونه العسلي..و ملامحه التي تنبع رجولة طاغية مما زادته جاذبية عنيفة للغاية..
لديه فم صغير و انف متوسط و شعر طويل بعض الشئ..
ظل يجري بفرسه في تلك الساحة الواسعة بملابس رياضة الخيل و بعد ان شعر بارهاق شديد استأذن من اصدقائه بالذهاب..
و بالفعل خرج من ساحة اللعب و اتجه ليبدل ملابسه و خرج لسيارته ليذهب لناديه الخاص لرياضة الخيل فقط..
النادي الذي دفع كل شئ من أجله حتي يكون من اكبر الأماكن لركوب الخيل و تدريب الخيل ايضا..
                         ***********
استيقظت من نومها بعد عدة ساعات لتجد صوت رنين هاتفها يهتف بوصول اتصال..
فتحت الخط فوجدت شقيقتها تقول..
-متصلتيش ليه لما وصلتي!
رفعت جسدها بإرهاق شديد و هي تقول بصوتها الرقيق..
-معلش يا إيمان جيت تعبانة فنمت.
-حمدلله علي السلامة.
-الله يسلمك.
-حنين..انا حظرتك اهو اياكي تروحي بيتنا القديم!
-يووه يا ايمان..الكلمة دي قولتيها ١٠٠ مرة!
-خايفة عليكي منه يا حبيبتي.
-انا هقفل دلوقت يا ايمان عشان تعبانة و عايزة انام.
-ماشي تصبحي علي خير.
أغلقت حنين الخط ثم وقفت و عزمت علي انها ستذهب لمنزلها القديم..فبه العديد من الذكريات التي تريدها حتي لو جزء منها..
و ايضا هو الطريقة الوحيدة التي ستعرف منها كل شى عن محبوبها العنيد..!
ارتدت ملابسها المثيرة كعادتها فكان البنطال الضيق الأسود و فوقه الكنزة السماوية كانا من نصيبهما ان يرتديهما ذلك الجسد الأنثوي..
صففت شعرها ثم خرجت من شقتها و هي تعزم ان تعرف اي شئ عن إياس..
نزلت درجات السلم حتي انها وصلت لمدخل المبني..فضربتها نسمة رياح قوية جعلتها تأخذ نفس عميق حتي تعوض ما افتقادته من غربتها في الخارج..
أوقفت سيارة أجرة و طلبت منه ان يأخذها إلي حارتها القديمة..
كانت متشوقة كثيرا ان تري منزلها القديم رغم انها تعلم ان ليس أحد بها فوالدها و والدتها قد توفوا منذ عدة سنوات و شقيقتها مازالت ببلاد الغربة..
ظلت تنظر من النافذة و هي تستنشق نسمات الريح بابتسامتها الساحرة و تتذكر كل شئ من جديد و كأنها ذكري لا ترحل..
وجدت السائق توقف عن الحركة فنظرت بجانبها لتجد المبني الذي به منزلها القديم.. عوامل عديدة قد أثرت عليه فكان لون المبني بأكمله قد اختلف مع الزمن و اصبح به شروخ عديدة و كأنه يوصف احساس قلبها المتمزق..
أعطت للرجل حقه ثم صعدت درجات السلم لتجد نفسها أمام منزلها القديم..
ها هي مازالت محتفظة بمفتاحها الخاص لذلك المنزل..
فتحته و هي تقدم خطوة و تأخر خطوة..
دلفت للداخل ثم فتحت النور و تركت باب المنزل مفتوح..
رغم ان المنزل كان مليئ بالأتربة الشديدة لكنها لم تبالي و دلفت الي غرفتها..
ياااه هل هذه تلك الغرفة التي عاشت بها طفولتها و مراهقتهاا..
فتحت نور غرفتها و هي مندهشة ان كل شئ علي حاله..الشئ الوحيد الزائد هو فقط الأتربة..
اقتربت من مكتبتها الصغيرة و فتحت ادراجها لتجد ألبوم صورها و صور عائلتها..وضعته في حقيبة بلاستيكية ثم أخذت بعض رواياتها القديمة ايضا..
و همت بالخروج لكنها وجدت تلك الحقيبة الصغيرة التي قد أعطاها لها إياس عند اتمامها السادسة عشر..
اقتربت منها و نظرت لها و رغما عنها سقطت منها دمعة..
الشوق أصبح نار بقلبها..لا تستطيع ان تبتعد عنه أكثر فها هي أصبحت في الثامنة و العشرون من عمرها و لم تراه منذ كان لديها ثمانية عشر اعوام.
ظلت تبكي و هي تحتضن الحقيبة الصغيرة ثم جلست علي الأرض و هي تنظر لها نظرة شوق و عشق..
لكنها فجأة وجدت احد يدخل الغرفة عليها و هو يقول..
-انتي ازاي دخلتي هنا!

نوفيلا لن أدعك تفوز..[مكتملة]Wo Geschichten leben. Entdecke jetzt