الحلقة الخامسة

5.4K 168 0
                                    

5*
#لن_ادعك_تفوز
#الحلقة_الخامسة
مر شهر عليها و هي لا تراه إلا صدفة..يخفي وجهه بعيدا عنها حين يراها و كأنه يحاول ان يبتعد عنها بكل الطرق..
كانت وحدها دائما..فلم تتحدث مع أحد لانها تشعر انها آتية لمهمة خاصة و سترحل بعد فترة من الوقت..
و ايضا عندما تعود إلي منزلها تجلس وحدها و كأنها لا تريد ان تري احد او تستمع لاحد حتي لا تضيع ثقتها بنفسها..
تقلبت علي فراشها تفكر به و هي تقول لنفسها..
"طب و بعدين..هفضل كده و لا بتقدم و لا بقرب منه! انا كده بتعب نفسي علي الفاضي!"
رفعت جسدها ثم وضعت يدها في خصلات شعرها تلعب بها و استكملت..
"هو انا بجد شكلي اتغير كده؟ و لا هو عارف ان انا و مش عايز يعترف؟"
وقفت ثم دخلت المرحاض و خرجت و قطرات المياه تسقط علي وجهها..و هي ليست مبالية لشئ..ظنت ان المياه ستفيقها قليلا لكن لا فائدة
جلست مرة اخري علي الفراش ثم مسكت هاتفها لتجد ان موعد اقتراب عملها لم يأتي بعد..
فتقوقعت في جلستها و ضمت ساقيها نحو صدرها و بدأت الدموع تتجمع في عيونها و مشاعرها تضطرب مرة اخري و هي تقول لنفسها..
"انا حسة اني عاجزة اوي! مفيش اصعب من الإحساس اللي انا فيه! يعني ايه يبقي قدامي و معرفش اتكلم معاه و لا أبص في وشه! للدرجة دي نسيني!"
ربطت خصلات شعرها المموجة حتي تفكر بأكثر تركيز..
فوقفت مرة أخري و هي تقول بعزم شديد..
"انا لازم اوجهه و لازم اقوله اني مش هقدر ابعد عنه اكتر من كده!!"
ثم اقتربت من خزانتها و أخذت جيبة قصيرة من اللون البني الفاتح و معها كنزة ضيقة من اللون الأحمر الغامق..
ثم ابدلت ملابسها و هي تقول بصوت عالي و كأنها تشجع نفسها..
"هروح و اتكلم معاه و اقوله علي كل اللي نفسي فيه! حتي لو هيموتني مش مهم المهم اني اتكلم معاه"
ثم وضعت بعض المساحيق التجميلية الخفيفة و ربطت شعرها للخلف و تركت خصلة صغيرة تسقط بجانب أذنها..
أخذت حقيبتها مسرعة و كأنها تريد ان تذهب بسرعة كبيرة حتي لا تتراجع في رأيها..!
لكن مع الأسف وقعت في دوامة التفكير مرة اخري..لكنها ظلت متعلقة بأمل انه يحبها و سيأخذها بين ذراعيه و يحتويها لأنها لا تملك أي شخص الآن..
بعد ان ركبت سيارتها لا تعلم لماذا تشعر انها مخطيئة..
شعرت انها تسرعت عندما ارادت ان تراه.. ظنت انها سترتوي قليلا و لهب العشق سيهدي لكنها لم تعرف ان وجع قلبها سيزداد بهذا الشكل و كأن قربه منها جمر يشعل نيران قلبها..
بعد برهة من الزمن وجدت نفسها أمام النادي..
نزلت من سيارتها و هي تقدم خطوة و تأخر خطوة كعادتها..
دائما مترددة لكنها متمردة و لا تريد ان تستسلم للقدر..
همت بالدخول لكنها وجدت أحد ينادي باسمها من خلفها فأدارت وجهها لتجده ماجد!
اقترب منها و هو يبسم و يقول لها..
-الشياكة دي يا كابتن نانو؟
ابتسمت ابتسامة مجاملة و هي تخلع نظارتها الشمسية و تتحدث برقتها المعتادة..
-شكرا لحضرتك يا استاذ ماجد.
-أستاذ ماجد مرة واحدة لا ده انا علي كده اتغر بقي.
احمرت وجنتيها من طريقته اللزجة التي دائما تكرهها..
فهمت بأن تقول له انها تريد الذهاب لكنه قطع حبل أفكارها و هو يقول..
-انتي داخلة جوا صح؟
-اها.
-طب يلا بينا مستنية ايه؟
دلفت معه للداخل حتي انهما وصلا عند الساحة الرملية فأستأذنت منه حنين ان ترحل حتي تبدل ملابسها للعمل لكنها وجدته يقول..
-علفكرة لسه فاضل ساعة علي الشغل.
-اها منا عارفة منا جاية متعمدة بدري عشان..
لكنها وجدت نفسها ستحدث في شئ في غاية الخصوصية بالنسبة لها..
فتوقفت عن الحديث و هي تبتسم و تقول..
-عشان عايزة عم راجي يعلمني اأكل الخيل.
-اها عشان كده..طب هستأذن انا بقي.
ذهب ماجد بعيدا و حنين تتنفس الصعداء انه رحل فهي تعلم ماذا يريد منها..
همت بالصعود لإياس لكنها استوقفت..
استوقفت خوفا منه..فهي تعلم انه متقلب المزاج و من الممكن ان يهينها و هي لن تتحمل ذلك علي الإطلاق..
اتجهت لتبدل ملابسها في غرفة التبديل و بالفعل ذهبت و ابدلت ملابسها ثم خرجت و نظرت لتلك البقعة الرملية الكبيرة التي عشقتها من أول مرة تراها فيها..
لأن في هذه الساحة قابلت إياس بعد مرور عشرة سنوات و ذلك حدث تاريخي بالنسبة لها..
وقفت لمدة تتأمل ذلك المكان و بعدها دلفت لمكان رقود الخيل او ما يسمي "الإسطبل"
دخلت ثم أغلقت الباب عليها كما كان علي حالته و هي تنادي علي راجي بقوة..
-عم راجي...يا عم راجي!
وصلت عند منتصف الإسطبل فوجدت فرسة جالسة علي الأرض تتأوه و تتألم كثيرا..
فتحت باب غرفة هذه الفرسة لتجد ساقها تنزف دماء..
اقتربت منها مسرعة لتري ما بها من إصابات اخري..ثم بدأت تطبطب عليها بخفة حتي تهدأ و كأنها إنسان يريد المداواة..
وقفت ثم نظرت علي باب غرفتها حتي تعرف ما هو رقم الغرفة لتعود مرة اخري لكن و معها أحد..
خرجت مهرولة تجري و هي تبحث عن راجي لكن لا أثر له..
ظلت تجري بقوة لآخر الأسطبل حتي انها وجدت فجأة احد ظهر أمامها و كانت المفاجأة انه إياس..
حاولت ان تتفاداه لكنها لم تستطيع فسقطت علي الأرض بعد ان اصتدمت به..
بالرغم من قوة دفع حنين له فهو لم يقع او اهتز و كأنه صنم من حديد..
سقطت حنين بقوة علي جانبها الأيمن فصرخت بقوة و هي في صدمة من الذي حدث لكنها وجدت إياس يجلس بجانبها و يحاول ان يساعدها حتي تقف مرة اخري و هو يقول..
-معلش والله انا اسف اني ظهرت فجأة كده في وشك.
رفعت حنين جسدها العلوي و هي تنفض ملابسها و تعدل ساقيها و تقول بألم..
-انا اللي اسفة اااه!!
وضع يده علي كتفها و هو يقول..
-طب تحبي اوديكي المستشفي!
همت بالوقوف مرة أخري بصعوبة و هي تخلع خوذتها فتناثر شعرها حول وجهها و هي تقول باضطراب..
-بعتذر عن اللي حصل بس في فرسة متصابة في أوضة ٣٣.
--منا كنت موجود في الإسطبل دلوقت عشان مستني الدكتور يجي بس مكنتش سامع اي صوت في الاسطبل.
ضمت خصلات شعرها مرة اخري ثم نظرت في أعينه و هي تقول..
-بعتذر مرة تانية..بعد اذنك.
لكنه استوقفها بحديثه المجبر ان يقوله..
-صحيح نسيت اقولك حاجة يا كابتن نانو..انهاردة مفيش تمرين.
-ازاي مفيش تمرين و محدش قالي! اومال انا جيت ليه!
-انهاردة في مسابقة بين احسن عشر مدربين.
-و لزمتها ايه المسابقة دي؟
-هي زي تصفيات كده و اخر اتنين من التصفيات دي هيسافروا معايا انا و كابتن ماجد الغردقة عشان هيعملوا عرض هناك.
-طب و هو انا من أحسن عشر مدربين؟
ابتسم لها إياس و هو ينظر في أعينها برجولته العارمة و هو يتحدث بهدوء..
-اصل انا شوفت ليكي كذا تمرين و الصراحة شايف انك لازم تروحي من غير تصفيات.
-لا انا آسفة ده كده يبقي ظلم للمدربين التانين.
تغيرت نبرة صوت إياس و هو يقول..
-ده شغلي و انا عارف انا بعمل ايه و العرض ده اكيد بيبقي ليكي فيه نسبة مادية!
نظرت حنين في الارض لانها علمت انه سينقلب عليها و ان نبرة صوته هي معدل عصبيته..
ارتدت الخوذة و هي مازالت تنظر الي الارض ثم قالت بهدوأها و رقتها الأنثوية..
-اللي تشوفه حضرتك.
-اتفضلي روحي دلوقت جهزي نفسك عشان السفر هيبقي بعد بكرة..و لو اهل حضرتك هيمنعوا انك تيجي فتقدري تختاري حد تاني يمثل العرض ده.
-لا انا هروح..بعد اذنك.
ذهبت حنين من امامه و هي تحمد ربها انها مازالت علي قيد الحياة و ان خوفها منه قد قل بنسبة ليست صغيرة..
اما إياس ظل شارد كعادته و هو يدعي ربه..
"يارب انا تعبت بقي..انا بقيت شايف الناس كلها هي! مش عارف اشتغل بسبب التفكير فيها! يارب!"
لكنه وجد احد خلفه يقول..
-بتكلم مين يا سيكو يا مجنون!
ادار وجهه و هو يبتسم و يقول..
-بدعي ربنا ان اليومين بتوع الغردقة دول يعدوا بالساهل يا ماجد.
-انا مش فاهم انت ليه كاره السفرية دي!
تنفس إياس بقوة و هو ينظر لماجد و يقول..
-انا قولتلها يا سيدي انها هتيجي العرض بس انا مش عايز اروح! صدقني البت دي وجودها معايا في مكان واحد بيتعبني!
-تاني تاني يا إياس تاني!
-ممكن تهدي! و بعدين انت خلاص قررت انك هتتقدملها؟
-مش عارف بس هي عجباني اوي يا إياس بس لسه مسألتش هاجر علي الc.v بتاعها.
-و هتسألها امتي؟
-انت عارف ان بكرة اجازة و مش هعرف اتكلم معاها.
-ما تتكلم معاها دلوقت يعني!
غمز ماجد لإياس و هو يقول..
-لا منا رايح اشوف نفسي شوية..مش ناوي تيجي معايا؟
-ابعد عني ونبي يا ماجد..انا مش عارف القيها منك و لا من تفكيري اللي هيموتني ده!
-انا عايز افهم انت فجأة كده افتكرت حنين تاني؟
تنهد للمرة المليون و هو ينظر لماجد بقوة و صرامة..
-عشان حاسس اني مش راجل يا ماجد من الاخر ..و بعدين ازاي اسيب حقي و حق امي و اختي!
-سيب حقك علي ربنا.
-سايبه علي ربنا و بعدين انت شوفتيني عملت حاجة يعني! منا عامل زي المتكتف اهو..بس و ديني و ايماني لو شوفت حنين او حتي اختها فهيبقي فيه كلام تاني! بس يارب عطرني فيهم!

نوفيلا لن أدعك تفوز..[مكتملة]Wo Geschichten leben. Entdecke jetzt